عالم تصميم الأزياء للأعمال الدرامية والسينمائية، يتطلب الكثير من الخبرة والدقة، ويعد جزءاً أساسياً لا يمكن الاستهانة به على الإطلاق ضمن العمل الفني ككل، حيث يلعب مظهر الشخصية دوراً في إقناع الجمهور بأداء الممثل. ولهذا، فإن روّاد هذه المهنة يجدون أنفسهم أمام أعباء كبيرة للتركيز في تفاصيل شخصية الممثل، وبناء مظهرها الخارجي بكل دقة، خاصة أن الجمهور الحالي أصبح يركز في كل تفصيلة كبيرة كانت أو صغيرة، خاصة بعد هذا الانفتاح الذي نعيشه بوجود عالم التواصل الاجتماعي. وتعد مصممة الأزياء ريم العدل، واحدة من روّاد هذه الصناعة، حيث استطاعت أن تضع لها مكانة خاصة وبصمة مميزة في كل عمل درامي وسينمائي تشارك فيه، وتقديم أبرز النجوم والشخصيات بطريقة حقيقية ومختلفة، آخرها مشاركتها في مسلسل بطلوع الروح، حيث أشاد الجمهور بأزياء ومكياج الممثلين في العمل الدرامي، علاوة على مشاركتها أعمالاً مختلفة مثل سجن النساء، نوارة، في كل أسبوع يوم جمعة، واحة الغروب، مسرحية كوكو شانيل. وكان لـ«الرؤية» هذا الحوار مع ريم العدل، لتحدثنا عن الكثير من التفاصيل حول مهنتها، ومشاركتها في مسلسل بطلوع الروح، وكذلك بعض الأعمال السابقة، التي تركت بصمة في الدراما والسينما، وأيضاً المسرح. المشاركة بمسلسل بطلوع الروح أكدت ريم العدل أن المشاركة بمسلسل «بطلوع الروح» لم تكن سهلة على الإطلاق، فربما ظن البعض وهي أيضاً أن الفكرة كلها ستكون لملابس تتعلق بالنقاب والجيش، وهُنا تكمن الفكرة في خلق تفاصيل مختلفة تبرز كل شخصية بالعمل، وهو ما كانت تعمل عليه بشكل كبير بعد مذاكرة الكثير من الأفلام الوثائقية عن داعش، لأنها دائماً ما تبحث في أعمالها عن فكرة «الصدق» حيث قالت «أهم شيء هو أن يتم تصديقك» وهذا يعني أنك نجحت، ولهذا وجدنا بالعمل الذي يحكي عن قصة داعش، أن النساء في الشوارع قد يشبهن بعضهن بارتداء النقاب، ولكن عندما تعود كل امرأة لمنزلها يحتاج المشاهد لمعرفة تفاصيل مختلفة عن حياتها، والبيئة التي أتت منها. وكذلك، فكرة الذقون للرجال، حيث تختلف ذقن كل رجل عن الآخر، إذ يبدو الأمر وكأنه «يونيفورم» من الخارج، ولكن كان هُناك خيط رفيع يفصل بين أن الجميع يشبهون بعضهم، وأن المُشاهد يشعر أنه وسط قوم داعش بالفعل، على حد قولها. 6 أشهر للتصوير في لبنان من الكواليس الخاصة بالعمل، أوضحت ريم العدل أنها أحبّت أن تجرب فكرة «الحنة الحمراء» لمظهر الفنانة إلهام شاهين، التي لعبت دور أم جهاد، ورحبّت شاهين بالفكرة، حيث استغرق الأمر 7 ساعات للوصول لتلك النتيجة، والتي لعبت دوراً مؤثراً بعد ذلك في تفاصيل شخصيتها. كذلك، أضافت ريم أن التصوير كان مجهداً بشكل كبير، خاصة أن التصوير كان يتم في عدّة مناطق مختلفة في لبنان حيث تم تصوير جزء في بيروت وبعلبك، حيث استغرق التصوير 6 أشهر بعيداً عن مصر. وتطرقت ريم العدل إلى الإشادة بعمل المخرجة الكبيرة كاملة أبو ذكري ومنة شلبي، خاصة أنها سبق وعملت معها في أكثر من عمل، مثل واحة الغروب الذي كانت بطلته منة شلبي، وسجن النساء، وأضافت ريم أن كاملة بالنسبة لها مدرسة وبحر كبير للتعلم. أخطاء المظهر التي يقع فيها بعض الممثلين وعن ظاهرة وضع المكياج عند الاستيقاظ من النوم في الأعمال الدرامية، أو بأوقات في غير محلها من قبل النجوم، وهل سبق وتعرضت لذلك أم لا، فأجابتنا أنها لم تتعرض لذلك، خاصة أنها معروفة بتركيزها الدقيق على ظهور الممثل بشكل حقيقي يتم تصديقه من قبل المشاهد. وأكدت أن ذلك يعود إلى تركيزها جيداً قبل الدخول إلى المشاركة بالعمل، وبالطبع مع مساعدة المخرج وقيادته في تنفيذ عمل متكامل وحقيقي. مخرج وممثلة أتمنى العمل معهما وحول أكثر مخرج تتطلع للعمل معه في المستقبل هو «أبوبكر شوقي»، بينما كانت الفنانة «منى زكي» هي من النجمات التي تتمنى ريم العمل معها. وعبّرت ريم العدل لـ«الرؤية» عن سعادتها للمشاركة في مسلسل عالمي مثل Moon Night، حيث تمت دعوتها من المخرج المصري المُشارك في إخراج العمل «محمد دياب» من أجل التركيز على الجزء الخاص بتفاصيل الأزياء التي تتعلق بالمشاهد التي من المفترض أنها بمصر، إذ كان يرغب في خلق صورة لأزياء مصرية تعبّر عن الشارع المصري، حيث عملت كاستشاري أزياء بالمسلسل. العمل في المسرح "كوكو شانيل" رغم أن ريم العدل لم تشارك من قبل في عمل مسرحي، فإن تلك التجربة أضافت لها الكثير على حد قولها، خاصة أن العمل مع نجمة استعراضية ومسرحية كبيرة مثل شيريهان، كان بمثابة مدرسة للتعلم، ولهذا أضافت لريم الكثير في حياتها المهنية، حيث أوضحت أن شيريهان كانت هي الأكثر دراية بالعمل ككل، ولهذا كانت ترشدهم وتساعدهم كثيراً، وكان هذا هو السبب الأساسي لنجاح مسرحية «كوكو شانيل»، على سبيل المثال كانت تسألها ريم العدل عن تفاصيل اختيار أنواع الأقمشة للراقصين. تكاليف الإنتاج وتأثيرها على العمل الدرامي كشفت ريم العدل أن تكاليف الإنتاج قد تؤثر بالطبع على عملها كمصممة أزياء، فالميزانية التي يتم وضعها من المهم أن تغطي التكاليف الخاصة بملابس ومكياج وإكسسوارات الممثلين وكل ما تحتاجه لكي تنهض بالشخصيات، وتصل إلى شكلها النهائي. وأضافت أنه قد لا يتطلب الأمر الاستعانة مثلاً بأزياء مبالغ فيها إن كانت هناك بدائل، على سبيل المثال إن كانت الشخصية تحتاج لارتداء الماركات الفاخرة، ففي هذه الحالة من الممكن تعويضها بأخرى غير أصلية، لكنها ما زالت جيدة الشكل ولا تؤثر على المظهر. وأوضحت العدل أن كل تلك الأمور يتم الاتفاق عليها بشكل واضح قبل بدء أي عمل، لكي تعرف جيداً الخطوات التي ستمشي عليها، وأضافت أنه من البداية إن لم يتضح أن الميزانية لن تغطي التكاليف، فهذا يعني رفض العمل.
أحياناً قد لا نتوقع أن هذا التصميم البسيط الذي خطف أنظارنا على السجادة الحمراء، قد تتعدى كلفته ملايين أو آلاف الدولارات، بسبب الوقت والجهد المبذول في تصنيعه، التي عادة ما تستغرق ساعات طويلة، إضافة إلى الخامات الفخمة بالطبع، وربما يكون هذا السبب هو الأكثر منطقية وراء أسعار فساتين النجمات المبالغ فيها على السجادة الحمراء.
ونستعرض في السطور التالية، مجموعة من أغلى فساتين النجمات على مر السنوات الماضية، اللاتي ظهرن بها على السجادة الحمراء.
فستان آن هاثواي الأحمر من فالنتينو
حضور لافت لنجمة هوليود آن هاثواي Anne Hathaway خلال حفل الأوسكار عام 2011، إذ استضافت هاثواي الحفل بمشاركة النجم الأمريكي جيمس فرانكو، ولهذا كان اختيارها اللون الأحمر رائعاً.
اعتمدت آن على فستان من دار فالنتينو Valentino، بتصميم منفوش من بعد الساق، مع بعض الكشكشة على كلا الجانبين، مصنوع من قماش التافتا الفخم، وقد بلغ سعره آنذاك نحو 80 ألف دولار، وليس فقط سعره هو اللافت، بل إن الغريب في الأمر أن آن اختارت مجموعة كوتور 2002 للدار الإيطالية، لكي ترتدي هذا الفستان بعد مرور نحو 8 سنوات من تصميمه، ورغم ذلك بدت غاية في الأناقة.
وقد نسّقت آن مع هذا الفستان، عقداً فخماً من دار تيفاني آند كو Tiffany & Co معروف باسم عقد Lucinda، بلغ سعره نحو 10 ملايين دولار.
فستان كيت وينسلت الأخضر
يبدو أن الدار الإيطالية فالنتينو Valentino لا تتهاون إطلاقاً في أسعار فساتينها، كهذا الفستان من كيت وينسلت Kate Winslet، بلونه الأخضر الفاتح، من خامة الشيفون الحريرية، منسدل بقصّة انسيابية ناعمة، أثناء ظهورها على السجادة الحمراء في الأوسكار 2007، بلغت كلفته نحو 100 ألف دولار.
والجدير بالذكر أن الفستان كان من اختيار ابنة كيت وينلست ميا Mia، التي كانت تبلغ من العمر نحو 6 سنوات آنذاك.
لوبيتا نيونغو بالأبيض من كالفن كلاين
بالطبع غالبيتنا يتذكر هذا الفستان الساحر الذي اعتمدته الجميلة السمراء لوبيتا نيونغو Lupita Nyong'o بحفل توزيع جوائز الأوسكار السنوي الـ87 في عام 2015، وهي ترتدي التصميم الذي صُنع خصيصاً لها من دار كالفن كلاين Calvin Klein، مطرز يدوياً بأكثر من 6000 لؤلؤة، وهذا قد يفسّر لمَ بلغت كلفته نحو 150 ألف دولار.
وفي الواقع، لم يكن سعر الفستان وتصميمه بحبّات اللؤلؤ الثمينة هو حديث الجميع في هذا الوقت، بل قد أحدث هذا التصميم الكثير من الضجة، بعد أن تمت سرقته من الفندق الذي تقيم فيه لوبيتا، لكنها استعادته بعد ذلك قبل بداية الحفل.
فستان نيكول كيدمان من ديور
أما هذا التصميم الذي اعتمدته نيكون كيدمانNicole Kidman في حفل الأوسكار 1997، فعلى النقيض قد تم دفع مليوني دولار لنجمة هوليوود من أجل ارتداء هذا الفستان، المُصمم من قبل جون جاليانو John Galliano لكريستيان ديور Christian Dior، بحسب ما صرحت به الصحف بهذا الوقت.
الفستان جاء انسيابياً وناعماً من خامة الستان الحريرية، ينتهي بفتحة ساق جانبية، مع وجود تطريزات يدوية بالخيوط الملونة على الجزء العلوي، وقد اعتمدت معه نيكول مجوهرات بأحجار باللون الأخضر، وحذاءً فضياً لامعاً.
فستان كيت بلانشيت من آرماني برايف
سحرت كيت بلانشيت Cate Blanchett الحضور على السجادة الحمراء بفستان آرماني برايف Armani Privé اللامع، مع تطريزات بارزة بالأحجار على الكتف الواحد، ومنطقة الساق، إضافة إلى طلاء الفستان بالكامل من كريستال سواروفسكي لإطلالة غاية في الفخامة، وذلك في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2007، إذ بلغت قيمة الموديل 200 ألف دولار.