No Image
عمان اليوم

تأخر الحمل بسبب الأمراض المزمنة.. والإخصاب المجهري الحل الوحيد

18 يوليو 2022
أمهات يسردن قصص رحلة العلاج الطويلة.. ومركز الإخصاب بارقة أمل
18 يوليو 2022

«10 % ـ 13 %» حالات تأخر الحمل منها 3% بحاجة إلى أطفال أنابيب -

مركز الإخصاب خصص لفئة معينة من المتأخرين عن الحمل وآلية استقبال المرضى مع بدء تشغيله -

حالات تأخر الحمل لا تزال مشكلة تعاني منها بعض النساء، حيث تطول مدته لسنوات مما يسبب لهن القلق والتوتر، وأصبح الملجأ الوحيد لتحقيق حلمهن اللجوء إلى المراكز الصحية والمستشفيات، بحثًا عن الأمل الذي طال انتظاره.

تحكي إحدى الأمهات تفاصيل فرحتها الأولى «عمر» التي لا تكاد تميز أي المشاعر تسيطر عليها، حيث فقدت الأمل وحين استعادته سلمته لله، كانت تعيش الحياة بلا هوية أمومة، وبعد ستة أعوام من الانتظار رزقها الله بشمعة أضاءت حياتها.

تروي «أم عمر» في حديثها لـ«عمان» حكايتها مع رحلة الصبر من أجل الإنجاب فتقول: أنجبت «عمر» بعد ستة أعوام من الانتظار، وبدأت مرحلتي العلاجية بعد أول سنة من الزواج من غير حدوث الحمل، وبدأت فصول الانتظار تتوالى من أجل إنجاب المولود الأول، عانيت في السنوات الأولى، حيث بدأت أتنقل من مركز إلى مركز للبحث عن العلاج المناسب ولتحقيق الحلم، ولكن للأسف لم يتحقق، وأدركت أن الإنجاب أصبح حلمًا مستحيلًا، ويتطلب التحدي والصبر وألا أفقد الأمل. وبعدها ذهبت إلى المستشفى السلطاني، وبدأ مشوار العلاج مجددًا، حيث اتضح لا أمل لي بالحمل إلا بأطفال الأنابيب، وانتابني شعور القلق والخوف، وفي الوقت نفسه كان الأمل قريبًا في تحقيق الحلم الذي طال انتظاره، وتوكلت على الله، وقمت باتخاذ الإجراءات لخوض تجربة جديدة في مرحلة العلاج التي تكللت بالنجاح بعد ثالث محاولة، وتحقق الحلم بالأمل والتوكل على الله.

رحلة علاج طويلة

سردت إحدى الأمهات قصة معاناتها في الإنجاب قائلة: رزقت بطفلتي الأولى بفضل الله بعد (٤) سنوات وبعد رحلة العلاج توجهت إلى عيادات خاصة ومستشفيات حكومية، وأتذكر ذات مرة حين كنت أتابع في إحدى العيادات أخبرتني الطبيبة المعالجة أنه يستحيل أن أحمل بصورة طبيعية ولابد من اللجوء إلى أطفال الأنابيب، لم أفقد الأمل وواصلت رحلة علاجي في مركز الوطية لأمراض النساء والولادة حتى منَّ الله عليّ بحملي الأول. وتكرر الأمر ذاته حين قررت أن أخوض تجربة الأمومة للمرة الثانية، فزرت أروقة العيادات، ولكن بعد فترة وبسبب التكاليف الباهظة تابعت العلاج في مركز الوطية لأمراض النساء والولادة لما يقارب (٩) سنوات تراوحت بين مواعيد متباعدة مع علاج بإبر التنشيط، ومتابعة مستمرة للتبويض، إضافة إلى إجراء عملية منظار للتأكد من أي التصاقات، ومع استمرار العلاج والكثير من الصبر وعملية التلقيح الصناعي أكرمني الله بالحمل بعد (٩) سنوات، ولكن لم يكتب له الاكتمال، وبعدها بـ(٣) أشهر واصلت العلاج لأرزق بعدها بطفلتي الثانية التي يفصل بينها وبين أختها الأولى (١٠) سنوات. رحلة العلاج للحمل واللهفة للأمومة كانت مكللة بالصبر وعلى قول المحيطين منها، منهم المتشوق والآخر المتذمر والمحبط، وكلاهما لا يقل ألمًا.

مركز الإخصاب

من خلال القرار الوزاري الصادر من وزارة الصحة حول تشكيل فريق عمل لمتابعة تجهيز وتشغيل مركز الإخصاب بمجمع الوطية لأمراض النساء والولادة، (عمان) التقت بالدكتورة رحمة بنت سالم الغابشية، طبيبة استشارية أولى أمراض النساء والولادة، ومتخصصة في علاج تأخر الحمل، وتقنيات الإخصاب المجهري مثل أطفال الأنابيب بالمديرية العامة لمستشفى خولة للحديث عما يشمله مركز الإخصاب من أقسام، ومن الفئة المستحقة للعلاج، حيث أشارت إلى أن المجتمع العماني كأي مجتمع من المجتمعات يوجد به حالات تأخر الحمل تصل بين 10 % إلى 13%، و 2% إلى 3 % بحاجة إلى أطفال أنابيب، وأن وجود مراكز حكومية تقدم خدمة أطفال الأنابيب مهم جدًا في أي مجتمع؛ نظرًا للتكلفة العالية لهذه الخدمة التي قد لا يستطيع بعض أفراد المجتمع أن يقوم بها في القطاع الخاص، ولكن من المهم أن تعطى هذه الخدمة وفقًا لشروط معينة.

وقالت الدكتورة رحمة: إن تشكيل فريق عمل لمتابعة تجهيز وتشغيل مركز الإخصاب بمجمع النساء والولادة في الوطية، ويختص بتقنيات الإخصاب المجهري، وأطفال الأنابيب، وسوف يستقبل الحالات المتأخرة للحمل التي بحاجة إلى هذه التقنية، وتقدم للعائلات التي لديها أمراض وراثية، مشيرةً إلى أن الحالات التي ستتم معالجتها وستمنح الأولية هي الأسر التي ليس لديها طفل سليم على قيد الحياة، وفي حال تم تغطية تلك الحالات بعدها سننتقل إلى الحالات التي أنجبت سابقًا، وبعدها أصبحت لديهم مشاكل صحية لتأخر الحمل.

خطورة الحمل

كشفت الدكتورة رحمة أن إجراء عمليات أطفال الأنابيب سيتم وفق الشروط المتعارف عليها عالميًا؛ لتحسين ظروف نجاح التقنيات، وزيادة نسبة الحمل ومن أهمها: ألا يزيد عمر الأم عن (42) سنة، لأن فرص نجاح الحمل تكون قليلة بعد هذا العمر؛ لقلة عدد البويضات، وضعف جودتها مما قد يؤدي إلى زيادة فرص الاختلالات الكروموسومية، وخطورة الحمل في سن الأربعين ومضاعفاته المرضية مثل: الضغط والسكري وغيرها الكثير، بالإضافة إلى التكلفة المادية العالية، حيث تستهلك الطالبة لخدمة تقنية أطفال الأنابيب إلى جرعات أدوية عالية، وزيادة في أيام العلاج والرعاية الطبية عن الأصغر عمرًا مما يؤدي إلى تأخر بدء العلاج للمريضات الأصغر، مضيفة أنه سوف يتم مراجعة الحالات بصورة دورية، وسوف تعطى الفرصة للأكبر عمرا على حسب نتائج فحوصات الخصوبة المعروفة علميًا.

موضحة عن عدم وجود حاليًا أي تسجيل للمركز إلى أن يتم التشغيل العملي والفعلي للمركز، وسوف يتم إرسال رسالة إلى كافة المؤسسات الصحية بهذا الخصوص، وبعدها سيتم استقبال المريضات بالمواعيد المحددة.

فرص النجاح

وحول آلية تحويل المريضات إلى المركز قالت: المريضة التي تعاني من تأخر الحمل سوف يتم معاينتها في المركز الصحي أولًا وبعد المعاينة ستحول إلى المستشفى المرجعي التابع للولاية، حيث سيتم معالجتها، وفي حال فشل العلاج ستحول إلى المستشفى السلطاني أو خولة أو المستشفى التابع للولاية، وفي حال لا جدوى للحمل وانتهت دورة العلاج اللازمة تحول إلى مركز الإخصاب بعد التأكد من تطابق الشروط واستدعت حالتها إلى إجراء عملية أطفال الأنابيب، مشيرةً إلى أن الطلبات التي ترسل من المستشفيات المرجعية هي التي تستقبل، والخدمة الحكومية متاحة لكل حالة مرضية متأخرة في الحمل وتنطبق عليها الشروط.

مبينةً أن على الزوجين التأني والصبر، وفي حالة استدعت حالتهم العلاج بتقنية أطفال الأنابيب يجب عليهم عدم التأخير في اتخاذ هذه الخطوة؛ لأن فرص نجاح عملية أطفال الأنابيب تعتمد على العمر والحالة المرضية للزوجين، وعادة بعد سن (35) سنة تقل فرص الحمل سواء الطبيعي أو بالعلاج ومنها تقنية أطفال الأنابيب؛ لأن مع التقدم بالعمر تقل جودة البويضات وبالتالي فرص النجاح تكون ضئيلة، لذا أنصح إلى أجراء عملية أطفال الأنابيب قبل وصول سن (35) سنة لضمان فرص نجاح العملية.

أسباب تأخر الحمل

استطردت الدكتورة رحمة في حديثها عن أسباب تأخر الحمل بقولها: في الماضي كان ينظر إلى عدد حالات تأخر الحمل عند الإناث أكثر من الذكور، وبعدها تعادلت الكفة بينهما، حيث أصبح عدد الإناث مثل الذكور، ولكن الآن للأسف الشديد أصبحنا نرى عدد الذكور أكثر من الإناث لأسباب كثيرة منها نمط الحياة غير الصحي، وطبيعة الأكل، بالإضافة إلى الأمراض المنتشرة، والتدخين والسمنة، وعدم ممارسة الرياضة، وتأخر سن الزواج، كما يقوم بعض الرياضيين إلى تناول مكملات غذائية وهرمون من غير استشارة طبيبة مما يؤثر سلبًا على جودة الحيوانات المنوية وعددها، مما يؤدي إلى تأخر الإنجاب، كما تؤدي الأمراض الجنسية سواء للذكر أو الأنثى إلى تأثر صحة الجهاز التناسلي وبالتالي تؤثر على فرص الحمل.