يتكون الرحم من بطانة أكثر سمكا، ويطلق المبيضان بويضة يمكن تخصيبها بالحيوانات المنوية استعدادا للحمل في كل شهر، إذا لم يتم تخصيب البويضة، فلن يحدث الحمل، لذلك يتخلص الجسم من بطانة الرحم المتراكمة، والنتيجة هي فترة الحيض أو الدورة الشهرية. 

تكون الدورة الشهرية الأولى لدى المرأة بين سن 11 و 14 عاما، وتستمر بانتظام شهريا حتى سن اليأس في حدود 51 سنة. حيث يبلغ متوسط ​​الدورة الشهرية 28 يوما، كما يمكن أن يختلف هذا المتوسط من فتاة لأخرى ومن شهر لآخر. وتعتبر الدورة الشهرية منتظمة إذا حدثت كل 24 يوم إلى 38 يوما. 

تعتبر الدورة الشهرية غير منتظمة في الحالات التالية:

  • إذا كان الوقت بين الفترات يتغير باستمرار، بحيث يحدث تأخر الدورة الشهرية عن الدورة السابقة أو تأتي في وقت مبكر.
  • فقدان دم أكثر أو أقل بشكل غير معتاد. 
  • اختلاف متكرر في عدد الأيام التي تستغرقها الدورة.
  • حدوث الدورة في مدة أقل من 21 يوما أو أكثر من 35 يوم.

أسباب فترات الحيض غير المنتظمة

الأسباب الشائعة

يمكن أن تكون الدورات الشهرية غير المنتظمة ناتجة عن مجموعة متنوعة من العوامل، من ذلك:

  1. 1. الأدوية

يمكن أن تؤثر بعض الأدوية المضادة للالتهابات أو مضادات التخثر أو الأدوية الهرمونية على نزيف الحيض، ويمكن أن يكون النزيف الغزير أحد الآثار الجانبية للأجهزة داخل الرحم (اللولب) المستخدمة في تحديد النسل.

  1. 2. التغيرات الهرمونية الطبيعية

خلال فترة البلوغ، يخضع الجسم لتغييرات كبيرة، وقد تستغرق الهرمونات التي تنظم الدورة الشهرية عدة سنوات لتقع في نمط يمكن الاعتماد عليه، ومنها هرمونات الأستروجين والبروجسترون التي تنظم تراكم بطانة الرحم، حيث يمكن أن تسبب زيادة هذه الهرمونات نزيفا حادا. خلال هذا الوقت، من الشائع حدوث فترات غير منتظمة، نتيجة: 

  • الفترة ما بعد الولادة.
  • الرضاعة الطبيعية.
  • فترة ما قبل انقطاع الطمث.
  1. 3. بدء تحديد النسل

تعمل وسائل منع الحمل الهرمونية عن طريق وقف الإباضة، عندما تتناول المرأة حبوب منع الحمل أو استخدام اللصقة أو الغرسة أو اللولب الرحمي، قد تواجه نزيفا غير منتظم خلال الأشهر القليلة الأولى، وقد يصبح هذا أكثر انتظاما مع مرور الوقت أو يتوقف تماما.

  1. 4. وقف تحديد النسل

عندما يتوقف الشخص عن استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، ويستغرق الأمر وقتا حتى تبدأ الدورة الهرمونية في الجسم في العمل كالمعتاد مرة أخرى، وقد يستغرق الأمر ما يصل إلى 3 أشهر حتى تستقر الدورة في نمط منتظم.

  1. 5. اضطرابات الأكل

يمكن أن تتسبب اضطرابات الأكل في غياب الدورة الشهرية أو عدم انتظامها، مثل:

  • فقدان الشهية العصبي.
  • الشره المرضي العصبي.
  • اضطراب الأكل بنهم.

اقرأ أيضا: فقدان الشهية العصبي: اضطراب نفسي يحد من الرغبة في تناول الطعام

الأسباب المرتبطة بالحالات الصحية

  1. 6. بطانة الرحم المهاجرة

أو الانتباذ البطاني الرحمي هو حالة يبدأ فيها النسيج الذي يبطن الرحم بالنمو في مكان آخر خارج الرحم، تشكل هذه الخلايا بطانة الرحم، والتي تتكاثف وتتساقط مع كل دورة شهرية، مما يسبب نزيفا حادا وألما شديدا.

للمزيد حول هذا الموضوع، اقرأ مقالنا: بطانة الرحم المهاجرة: مرض يسبب آلاما عند الحيض والجماع وقد يؤدي إلى العقم والإجهاض!

  1. 7. مرض الغدة الدرقية

تنتج الغدة الدرقية هرمونات تؤثر على التمثيل الغذائي ومعدل ضربات القلب والوظائف الأساسية الأخرى. وتساعد في التحكم في توقيت الإباضة والدورة الشهرية، ينتج الأشخاص المصابون بفرط نشاط الغدة الدرقية الكثير من هرمون الغدة الدرقية، في حين أن المصابين بقصور الغدة الدرقية لا ينتجون ما يكفي، وهو ما يجعل فترات الحيض غزيرة أو خفيفة ويمكن أن تجعلها أكثر أو أقل تكرارا. 

طرق علاج عدم انتظام الدورة الشهرية

قد تشمل خيارات العلاج المحتملة:

  • العلاج بالهرمونات

يصف الأطباء حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجسترون على رفع مستويات الهرمونات، والتي يمكن أن تبطل آثار عدم الإباضة. يمكن أيضًا أن يجعل النزيف منتظمًا ويسهل التحكم أو تقليل أعراض حالات مثل متلازمة تكيس المبايض.

  • الأدوية، وتشمل:

  1. الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات للتقليل من فقدان الدم الخفيف.
  2. مكملات الحديد أن تعالج فقر الدم.
  3. حقن استبدال الهرمونات لتنظيم الاختلالات الهرمونية.
  4. موانع الحمل الفموية لتنظيم الدورة الشهرية وتقصيرها.
  • الوصول إلى وزن معتدل 

يمكن أن يؤثر كل من نقص الدهون في الجسم وزيادة الدهون في الجسم على الدورة الشهرية. بالنسبة لمن يعانون من متلازمة تكيس المبايض وذوو وزن أكبر، يمكن أن يؤدي الحفاظ على وزن صحي إلى خفض مستويات الأنسولين، وهو ما يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون وزيادة فرصة الإباضة.

  • العلاج النفسي

 إذا كانت الدورات غير المنتظمة مرتبطة بالتوتر أو القلق أو الاكتئاب أو اضطراب الأكل، فقد يوصي الطبيب بالدعم النفسي.

  • إجراءات طبية

  1. 1. توسيع عنق الرحم: هو إجراء يقوم فيه الطبيب بتوسيع عنق الرحم وكشط الأنسجة من بطانة الرحم، للتقليل من نزيف الدورة الشهرية.
  2. 2. الجراحة: هي العلاج الأكثر شيوعا في حالة وجود أورام سرطانية مسببة للنزيف، ولكنه ليس ضروريا دائما، إذ يمكن إزالة الأورام الحميدة باستخدام منظار الرحم.
  3. 3. استئصال بطانة الرحم: هو إجراء يستخدم للنساء اللواتي لم ينجحن مع الأدوية المستخدمة للسيطرة على النزيف الحاد.

مضاعفات الدورة الشهرية غير المنتظمة

الدورات غير المنتظمة عادة ما تكون غير ضارة، لكن، قد يؤدي عدم الانتظام المستمر أو طويل المدى إلى زيادة المخاطر.

  1. 1. فقر الدم الناجم عن نقص الحديد: إذا كانت الدورة الشهرية غزيرة أو متكررة، فقد يفقد الشخص ما يكفي من الدم للتسبب في نقص الحديد.
  2. 2. العقم: يمكن أن ينتج عدم انتظام الدورة الشهرية إلى مواجهة المرأة صعوبة في الحمل.
  3. 3. هشاشة العظام: الإباضة مصدر للإستروجين الذي يساعد في الحفاظ على قوة العظام، إذا لم تتم الإباضة لدى المرأة في كثير من الأحيان، فقد يكون أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام بسبب انخفاض هرمون الأستروجين.
  4. 4. أمراض القلب والأوعية الدموية: يمكن أن يزيد نقص هرمون الأستروجين من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
  5. 5. تضخم بطانة الرحم: إذا كان لدى الشخص فترات غير منتظمة لفترة طويلة دون علاج، فقد يرفع من خطر تضخم بطانة الرحم، ويرفع من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.

من الشائع حدوث فترات غير منتظمة لا تتطلب العلاج، خاصة في مراحل البلوغ أو فترة ما حول سن اليأس أو عند استعمال وسائل منع الحمل. لكن، ينصح بمراجعة الطبيب في الحالات التالية:

  • عدم انتظام مستمر وليس له سبب واضح.
  • ارتباط الدورة الشهرية غير المنتظمة بالأدوية أو بحالة صحية
  • فترات غير منتظمة مع أعراض أخرى مثل آلام الحوض.
  • محاولة المرأة الحمل.