جذور

جامعة الإمارات.. تاريخ أكاديمي عريق معطر بالعطاء

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تأسست جامعة الإمارات بالعين مع صدور المرسوم الأميري رقم 4 لسنة 1976 وبمبادرة كريمة من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حيث ارتبط تأسيسها بنشأة الدولة، وبدأ العمل في رسم التصورات المبدئية لمؤسساتها الرئيسية في مطلع عام 1972 م.

وفي مطلع العام الدراسي 1977 / 1978 م بدأ تدفق خريجي الثانوية العامة على جامعة الإمارات بعدما فتحت أبوابها كأول مؤسسة أكاديمية في البلاد، وكان ذلك الحدث تتويجاً لتطلعات الطلاب في إرساء أسس التعليم العالي في الدولة. يشير الدكتور عبد الله الخنبشي مدير جامعة الإمارات إلى تميز الدور الذي قامت به الجامعة في ذلك الوقت كونها أول مؤسسة للتعليم العالي في الدولة، وكان هدفها الرئيسي تخريج أكبر عدد من المواطنين من التخصصات المختلفة. بلغ عدد المقبولين في أول دفعة 447 طالبا وطالبة وعدد أعضاء هيئة التدريس 58 عضواً في عام الافتتاح، وفي العام الدراسي 1980 / 1981 تم قبول 2516 طالباً وطالبة ووصل عدد أعضاء هيئة التدريس إلى 209 أعضاء. يضيف د. الخنبشي: كانت الجامعة في بداية التأسيس تضم أربع كليات فقط هي الآداب، والعلوم، والتربية، والعلوم الإدارية والسياسية.

وكانت كلية الآداب تضم أقسام الدراسات الإسلامية واللغة العربية وآدابها والتاريخ والجغرافيا والفلسفة والاجتماع واللغة الإنجليزية وآدابها والإعلام، بينما ضمت كلية التربية قسمين هما: التربية وعلم النفس، وضمت كلية العلوم خمسة أقسام، وكذلك كلية العلوم الإدارية والسياسية خمسة أقسام، وشهد عام 1980 افتتاح كليتي الزراعة والهندسة وبدأت الدراسة بهما في العام الدراسي 1980 / 1981م وكلية الزراعة لم يكن بها سوى ثلاثة أقسام، وكلية الهندسة ضمت كذلك ثلاثة أقسام..

ثم تتابع استحداث الأقسام الجديدة وتسارعت معدلات النمو في التعليم. والتزمت جامعة الإمارات خلال السنوات الأولى من عمرها بالعمل على تأهيل المواطنين للعمل في وظائف هيئة التدريس والوظائف الإدارية وبلغ عدد المواطنين الذين تم تعيينهم في الجامعة 107 معيدين تم إيفاد 77 منهم لاستكمال دراساتهم العليا خارج البلاد، وتولى الدكتور عبد العزيز البسام منصب أول مدير لجامعة الإمارات.

ثم جاء بعده الدكتور عز الدين إبراهيم، والذي شهد عهده تخرج أول دفعة من الخريجين. يضيف د. عبد الله: لعل اختيار مدينة العين لتكون مقراً للجامعة جاء نتيجة مجموعة من العوامل الإيجابية أهمها صفاء الجو على مدى فترات طويلة من العام وتوسط موقعها بين المدن الرئيسية في الدولة، وخلوها من الزحام.

ومع نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات ازداد اهتمام رسالة الجامعة بقضية الجودة وبدأ رفع مستوى الكليات إلى مستوى الاعتراف الدولي وكانت كلية الهندسة أول الكليات التي يطبق فيها سياسة الاعتماد الأكاديمي، وواجهت الجامعة وقتها تحديات كبيرة من أهمها رفع مستوى الطلاب وتم بالفعل حصول كلية الهندسة على الاعتماد الأكاديمي الدولي عام 1997 م وتلتها كلية التربية في عام 2001.

وكذلك كلية الإدارة وكلها من الكليات المهنية. حرص معالي الشيخ نهيان بن مبارك الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات على أن تعمل الجامعة من خلال خطط استراتيجية تعمل لرفع المستوى التعليمي، وواجهت الجامعة خلال مسيرتها الأكاديمية عدداً من التحديات أهمها عدم وجود حرم جامعي يضم كلياتها ضمن موقع واحد، ولكن بدعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وباهتمام ومتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تم إنشاء الحرم الجامعي في منطقة المقام، ليتم الانتقال في الصيف القادم مما سيعطي الجامعة دفعة قوية في الخطة الاستراتيجية الجديدة، وسيكون الانتقال للطالبات في المرحلة الأولى ثم الطلاب في المراحل التالية.

وعبر مسيرتها الطويلة ارتبط عطاء جامعة الإمارات بالاحتياجات الفعلية للمجتمع، فهناك ما يقرب من 500 طبيب تخرجوا في جامعة الإمارات منذ إنشائها حتى الآن يساهمون في رفع كفاءة المنظومة العلاجية في مختلف أنحاء الدولة. وضعت جامعة الإمارات مجموعة من الأهداف عملت على تحقيقها منذ إنشائها على رأسها التفاعل السليم مع المجتمع لتحقيق التنمية وحسن نشر وتطبيق المعرفة وتنمية الثروة البشرية والمساهمة في تطوير المجتمع والمساهمة الفاعلة في تقديم الخدمات الأكاديمية للعالم العربي.

يشير د. الخنبشي إلى ارتفاع عدد الطلاب بشكل كبير منذ العام الدراسي الأول وحتى الآن، فقد كان عدد طلاب الدفعة الأولى من المقبولين 447 طالباً وطالبة ارتفع اليوم إلى 16000 في كل حقول المعرفة. تخرج في جامعة الإمارات عدد كبير من كبار المسؤولين بالدولة، وأصحاب المعالي الوزراء على رأسهم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، والشيخ حمدان بن مبارك وزير الأشغال العامة، ومريم الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية، والدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم، وحميد القطامي وزير الصحة، وعبد الرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وأنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ووزير الدولة لشؤون المجلس الوطني. ومن الوزراء السابقين: محمد بن نخيرة الظاهري ومحمد حسين الشعالي

أيمن حجازي

Email