حديث صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعده جزء من السير على المبدأ الذي تسلكه شريعة الإسلام بمخالفة المشركين، والاستقلال بالذات والمنهج والعبادات وكل شيء، ولهذا كان الإسلام في الكثير من المسائل يميل إلى مخالفة غير المسلمين في العبادة والسلوك والمظهر مثل اعفاء اللحية، والصلاة بالتوجه للقبلة، وكذلك صيام يوم عاشوراء ويوماً قبله أو بعده وذلك مما علله رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه مما يخالف به اليهود وطوائف الشرك التي تتعبد في هذا اليوم، ويحظى هذا اليوم بمكانة كبيرة عند المسلمين وتواترت الأدلة بعظم أجر هذا اليوم.
مراتب صيام يوم عاشوراء
إن يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم الذي يوافق هذا العام 29/8/2020 وهذا اليوم من الأيام التي جاءت أدلة السنة النبوية بالحديث عن صيامه، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد أن هناك عدة مراتب لصيام يوم عاشوراء، وتتضمن حديث صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعده وهذه المراتب كالآتي:
- صيام يوم عاشوراء فقط.
- صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء أي اليوم السابق له معاً.
- صيام يوم عاشوراء والحادي عشر بعده معاً.
- صيام يوم تاسوعاء وعاشوراء والحادي عشر أي الثلاثة.
حديث صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعده
جاء في كتب السنة بيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن عباس أنه قال ( قدم النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوّهم، فصامه موسى – عند مسلم شكراً – فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فأنا أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه) ثم قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعام عزم رسول الله على مخالفة المشركين في هذه العبادة فقال في الحديث (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع) وفي الحديث كما في مسند الإمام أحمد رحمه الله (صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده خالفوا اليهود).
فضل صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعده
إن من نعمة الله تعالى على عباد تبصيرهم بمواطن الطاعة، ومن غوايته لهم أن يلزموا الغفلة ولا يتبصروا بالخير، ولهذا كان فضل صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعده نفحة من ذلك ومن أهم الفضائل:
- فضل يوم عاشوراء جاءت به السنة ومن ذلك ما جاء في صحيح مسلم أن رجلا سأل رسول الله عن صيام عاشوراء فقال: (أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله).
- وفي صيام عاشوراء اتباع لرسول الله فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال (ما رأيت النبي يتحرى صوم يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء).
- ومن ذلك أن متابعة وطاعة لله ورسوله ومخالفة لدين المشركين وتجرد للإسلام بصيام يوم قبل يوم عاشوراء أو بعده لأنهم يصومون العاشر.
إن من نفحات الله تعالى وأيامه الطيبة يوم عاشوراء يصومه المسلم قربة لله تعالى، وطلباً للمغفرة والرضوان ويسعى العبد الصالح أن يعمل على رفعة درجته بكل سبيل ومن ذلك صيام هذا اليوم وما جاءت الأدلة بالحديث عنه ومن ذلك حديث صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعده .