مع دخولنا فى شهر محرم 1444، نتذكر واقعتين أليمتين على قلوبنا كمسلمين، وهي واقعة يوم عاشوراء بالنسبة لكافة المسلمون، ولكن يوجد قصة يوم عاشوراء عند الشيعة مختصرة، يمكن ان نتعرف عليها لما هذه القصية تتمركز بشكل كبير عند الشيعة، وهذا الامر متصل بأهل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم.
فدوما نعرف ان هناك عند الشيعة طقوسا خاصة بيوم عاشوراء، وهي قصة يمكن ان نفصلها للتعرف على الأهمية الكبيرة ليوم عاشوراء، وأيضا نتعرف على يوم عاشوراء بالنسبة للمسلمين بشكل عام، واهم الأعمال التى تقام فى يوم عاشوراء في كل عام، وهذا الامر نفصله من خلال الموضوع التالي.
ما المقصود بعاشوراء
عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم الهجري، وعند المسلمون يطلقون عليه اسم عاشوراء، نسبة الى اليوم الذي نجي الله به موسي من فرعون، وأيضا هو اليوم المصادف لقتل الحسين بن على (حفيد النبي محمد صلي الله عليه وسلم)، ويعتبر في عدد من الدول عطلة رسمية، مثل (لبنان، إيران، البحرين، باكستان، العراق، الجزائر، الهند)، وأيضا يوم عاشوراء يكون الصيام حاضرا كسنة عند أهل الجماعة والسنة، ويقال ان صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة ماضية.
قصة يوم عاشوراء عند الشيعة مختصرة
من المعروف ان قصة يوم عاشوراء عند الشيعة مختصرة مرتبطة بشكل كبير بمقتل الحسين بن على وهو حفيد النبي محمد، ويعتبر عزاء عند الشيعة وحزن، قصة عاشوراء عند الشيعة هو يوم حزن وبكاء وعزاء، وخلاله يتم قيام مجالس العزاء والمحاضرات لعرض (حادث مقتل الإمام الحسين بن علي) وخاصة فى المساجد، وهنا تبدأ البكاء والحزن على الحسين بن علي، وقصة يوم عاشوراء عند الشيعة مرتبطة بمعركة كربلاء (معركة قتل بها الإمام الحسين بن علي).
معركة كربلاء وقصة مقتل الحسين
عند التكلم عن عاشوراء تأتي بشكل كبير علينا حدث هام وهو معركة كربلاء، وأيضا يطلق عليها واقعة الطف، وتعت ملحمة وقعت خلال ثلاث أيام، وكان ختامها يوم 10 محرم فى عام 61 هجري، ويوافق تاريخ 12 أكتوبر 680م، الواقعة كانت ما بين الحسن بن علي بن أبي طالب، وهو ابن بنت النبي، وأطلق عليه المسلمون سيد الشهداء، ومع أيضا أهل بيته، وبين جيش تابع ليزيد بن معاوية.
معركة كربلاء انتهت بمقتل الحسين بن علي فى كربلاء، وهنا أحس الشيعة وهو شيعة الحسين أو المساندين له بأنهم قصروا بحمايته والدفاع عنه، وأصبحت هذه المعركة فاصلا هاما فى تاريخ الإسلام، حتي أصبحت ممتدة عبر التاريخ لحتي الان، من البكاء والعويل على مقتل الحسين بن علي، وهو يوم مقدس بشكل كبير لدي الشيعة، وهي تعتبر قيمة روحانية للشيعة، واعتبروا معركة كربلاء أنها ثورة سياسية ضد الظلم، ولان الحسين دفن فى كربلاء، فالكل يعتبروها مكانا مقدسا للشيعة، ويؤمون لها ويزورونا وخاصة فى عاشوراء.
مظاهر يوم عاشوراء عند الشيعة
يوم عاشوراء له طقوس محددة عند الشيعة وهي مظاهر سنوية يتم القيام بالكثير من الطقوس ومنها:
- يكون يوما حزينا ويقام العزاء والبكاء.
- تقام عدد من المحاضرات والخطب فى المساجد.
- تقام المحاضرات التى تعرض مقتل الحسين بن علي.
- هناك شعائر مثل اللطم على الوجوه.
- تمثيل مقتل الحسين بن علي.
- دق الطبول ورفع الإعلام.
- مواكب لزيارة عتبة الحسين وهي تسمي زيارة الأربعين التى تمتد حتي تاريخ 20 صفر.
يوم عاشوراء عند السنة
يوافق عاشوراء عند يوم العاشر من المحرم بكل عام، وهو اليوم الذي نجي الله به موسى من فرعون، وصيامه هو مستحب عند أهل السنة والجماعة، فقد جاء بما رواه البخاري عن ابن عباس قال: «قدم النبي الى المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجَّى الله – بني إسرائيل من عدوهم (فصامه موسى)، قال: «فأنا أحقُّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه».
كما أن صيام عاشوراء يكفر ذنوب المسلم من السنة الماضية، وقال النبي صلوات الله عليه وسلم «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ.»
هذه كانت قصة يوم عاشوراء عند الشيعة مختصرة، وعلى امتداد التاريخ باقية القصة من الم وحزن وبكاء، وتحولت الى منازعات كبيرة بين المسلمين الشيعة والسنة، وأحيانا تتحول الى منازعات سياسية.