حكم الاحتجاج على المعاصي بمشيئة الله، لقد ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات الدالة على مشيئة الله سبحانه وتعالى، وبينت أن كافة أفعال العباد تقع ضمن مشيئة الله، ولكن وقعها ضمن مشيئة الله لا يعني الإجبار، فالإنسان مخير ومسير، حيث أن هناك بعض الأمور المكتوبة والمفروضة عليه مثل أهله، وصحته، ومرضه، ومكان ولادته، وهناك أفعال أخرى يكون فيها العبد مخير مثل طعامه، وشرابه، وجلوسه، ومشيته، وأصدقائه، وقيامه بأداء الفرائض والواجبات، وفعله للمعاصي كالزنا وشرب الخمر، وارتكابه للفواحش والآثام، فالله سبحانه وتعالى أعطى عباده حرية الاختيار في بعض الأمور التي طالبهم بفعلها وكلفهم بها أو طالبهم بتجنبها.
حكم الاحتجاج على المعاصي بمشيئة الله
إن حكم الاحتجاج على المعاصي بمشيئة الله سبحانه وتعالى هو باطل، حيث ناقش العلماء هذا الأمر وردوا على المشككين بالعديد من الردود المنطقية المقنعة، وأوضحوا أنه لا يجوز للعبد أن يفعل الذنوب والمعاصي ويرتكب الآثام ويبتعد عن القيام بالفرائض والواجبات المكلف بها، ثم يقول بعد ذلك ويحتج بأن تلك مشيئة الله، فالله هو الذي قدر له شرب الخمر والزنا والربا.