حكم الاختلاط في العمل ، من وجهة نظر الشريعة الإسلامية، أن الاختلاط الذي أصبح حقيقة واقعة في كثير من البلدان التي يسود فيها الدين الإسلامي، فيضطر المرء للاختلاط بسبب طبيعة العمل أو الطبيعة، من البلد الذي يعيش فيه، وفي هذا المقال سنتوقف عن شرح حكم الشريعة الإسلامية في الاختلاط على شفاه بعض العلماء أو المشايخ، بالإضافة إلى تحديد بعض التفاصيل المتعلقة بموضوع المقال الرئيسي.
مفهوم الاختلاط
الاختلاط في اللغة هو اختلاط الشيء بالآخر، أي اختلاطهم ببعضهم، فيقولون اختلاط الشيء خليط، والخلط خلطة، والخلطة اختلاط الناس بالإبل والمواشي، نتيجة لذلك الاجتماع، ينظرون إلى بعضهم البعض، ويتحدثون مع بعضهم البعض، وما إلى ذلك.
حكم الاختلاط في العمل
وأصل الاختلاط بين الجنسين تحريمه لما يسببه من مفاسد عظيمة قد تحدث ولا تنفر، وضرره على الرجال أكبر من ضرر النساء ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم، قال عليه الصلاة والسلام ما تركت بعدي فتنة أضر بالرجل أكثر من النساء، كل يوم لكسب لقمة العيش ليومها، هنا يجب أن تبحث عن عمل في أماكن لا يوجد فيها اختلاط، مثل المحلات النسائية وما في حكمها، والتي لا تشكل أي خطر عليها وتكون آمنة على نفسها، ولكن إذا كان يجب عليها ذلك، العمل في الأماكن المختلطة التي يعمل فيها الرجل والمرأة معًا، فيجب أن يكون هذا الاختلاط محكومًا بضوابط حتى يباح، وهو التزام الطرفين بأحكام الشريعة الإسلامية، حتى لا تحيد عنها المرأة، سواء باللبس أو بالصوت أو بالسلوك أو بغير ذلك، ولا الرجل كذلك سواء بالنظر بعيدًا أو بالسلوك والاقتراب ونحو ذلك، ولا حرج فيه ولو كان مختلطا، ولكن إذا لم يأمن أحد الطرفين من الفتنة، فلا يجوز هذا الفعل، ويعتبر خطرا على المسلمين.
مجموعة ضوابط الاختلاط في العمل
العمل في مكان يوجد فيه اختلاط بين الجنسين يجب أن يكون له ضوابط حتى يظل ضمن حدود الشريعة الإسلامية، وتشمل هذه الضوابط
- الالتزام بغض النظر عن نظر الطرفين قال تعالى {قل للمؤمنين أن يغضوا بصرهم ويصحوهم على أن الله أعلم بما يفعلونه * قل للمؤمنين أنزلوا بصرهم وقلوا النيابة بالباطن. }.
- التزام المرأة باللباس الشرعي المحتشم قال تعالى {وَلَا يُظْهِرُنَّ زِينَتِهِمْ إِلَّا مَا يَظْهُرُهُ.
- التزام المرأة المسلمة بالآداب في كل شيء ومنها
- عدم الانصياع في القول وذلك الخوف من أن يكون الخضوع مسببًا للفساد. يقول تعالى {لا تَخْضَعُوا بِالْقُولِ لِئَلاَّ مَا بَقْبِهِ دَاءٌ يَطْمعُ وَيَقُولُ بِفَقْرٍ}.
- عدم التأرجح في المشي، أو الانكسار، أو نحو ذلك يقول تعالى
- الالتزام بالحشمة في الحركة والمشي ونحو ذلك يجب أن يكون دستور المرأة المسلمة في هذا كما وصفته زوجة موسى – عليه السلام – عندما أتت إليه تمشي بخجل.
- الابتعاد عن كل ما يستفز الرجال من النساء من الطيب والزينة ونحو ذلك.
- أن يكون لقاء المرأة مع الرجل في حدود ما تمليه الحاجة هذا دون تفريط من كلا الجنسين.
الاختلاط المسموح به
ويظهر مما تقدم أن الاختلاط مباح بين الرجل والمرأة وتحريم بعضهم، يجوز اختلاط النساء بالرجال في أماكن العمل، أو الأماكن التي تتطلب وجود الرجل بالنساء، وهذا الاختلاط، إذا اقتضته تأديب الجنسين بالضوابط الشرعية، فيجوز.