ما الحيوان الذي يستخرج من دمه المسك ، ويمر من بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين والجزيرة العربية، وينقل معه العطور والبهارات بالإضافة إلى المسك.

تعريف المسك

المسك في الواقع هو مستخلص طبيعي بالرغم من وجود مستحضر صناعي جديد منه إلا أن أول مصدر معروف له على مر السنين هو من الطبيعة الأم وله مصدرين رئيسيين في الطبيعة وهما إما نباتي أو حيواني ويستخدم المسك في المقام الأول في الاستخدامات العطرية على نطاق واسع في عصرنا، يعتبر المسك الطبيعي حاليًا من أغلى وأندر المواد الخام في العالم، وقد استخدم المسك لقرون وعصور مختلفة، وكان موهوبًا للملوك والسلاطين على وجه الخصوص، وكان دليلًا على الثروة والرفاهية بالنسبة لهم، أصحابها، والجدير بالذكر أن المسك الطبيعي أصبح نادرًا بعد أن تم استبداله بالمسك الصناعي.

ما الحيوان الذي يستخرج من دمه المسك

الحيوان الذي يتم استخراجه من دم مسك بطنه هو أيل المسك الآسيوي وتحديداً من ذكور هذه الأيائل، وهذه المادة غير موجودة في الإناث، ويرتبط استعمالها بموسم تزاوج هذه الغزلان، حيث يتواجد الذكور فيها، تفرز هذه المادة العطرية لجذب الإناث في هذا الموسم، وبالتالي لا نجد هذه المادة إلا في ذكورها، ويعتبر هذا الحيوان من الحيوانات المهددة بالانقراض لامتلاكه لهذه المادة النادرة والمكلفة مما شجع الناس على ذلك، اصطيادها بكثرة للتجارة.

صفات الحيوان الذي يستخرج من دم معدته المسك

ينتمي أيل المسك إلى فئة الغزلان الصغيرة والمضغوطة التي ليس لها قرون عند الذكور أو الإناث، وبشكل عام هو حيوان خجول، وما يميز شكله الذي يختلف عن باقي الغزال أنه المسك للغزلان اذان كبيرتان وذيل قصير جدا، ويتميز الذكر بوجود أنياب علوية طويلة تتدلى من الفم، وعلى عكس كل الغزلان الأخرى فهي تحتوي على مرارة، ومن حيث اللون يكون الغزال بني رمادي مع شعر طويل وهش، ويتراوح طوله بين 80 و 100 سم، بينما يتراوح ارتفاعه من حوالي 50 إلى 70 سم، ووزنه لا يتجاوز 17 كيلوغراماً، كما أنه ذو ذيل قصير.

مكان عيش غزلان المسك

يعيش غزال المسك، المعروف أيضًا باسم غزال المسك الداكن، بشكل عام في المناطق الجبلية من سيبيريا إلى جبال الهيمالايا، ويمتد بشكل كبير في هذه السلسلة وبلدانها، حيث يتواجد غزال المسك في جبال الهيمالايا، وخاصة في بوتان بالهند، ونيبال والصين وميانمار بالإضافة إلى وجودها في الغابات ذات المنحدرات المتوسطة إلى الحادة لجبال الألب، فإنها توجد أيضًا في مناطق منفصلة في بعض الدول الآسيوية مثل أفغانستان وباكستان وكازاخستان وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية ومنغوليا و الاتحاد الروسي.

استخراج المسك

يُستخرج المسك من العضو الموجود في بطن الغزال المعروف باسم كيس المسك أو جرذ المسك، وهي غدة في كيس الجلد تحت بطن غزال المسك، تتم عملية الاستخراج هذه في الربيع قبل بدء موسم التزاوج، بحيث تكون هذه المادة جاهزة للاستخراج، وهو شبه سائل، لكنه يجف إلى مسحوق حبيبي عند استخراجه، وعادة ما تكون رائحة المسك غير مرئية بشكل كامل، لذلك يجب نقعه في الكحول لشهور أو حتى سنوات، وهذا من أهم أسباب ذلك، وهو نادر ومكلف ويصعب استخراجه خاصة بعد أن أصبح هذا الغزال مهددا بالانقراض.

كيفية استخلاص المسك

في الوقت الحاضر يمكن استخراج المسك من عدة مصادر، خلال موسم التزاوج، يفرك الذكر مؤخرته بالصخور المجاورة لتنبعث منه رائحة جنسية مثيرة للمرأة، لذلك تلتصق المادة بالصخور، وآخرون متخصصون في هذا المجال يستخدمون مغرفة يتم إدخالها في سرة الغزال بعد تعقيمها ودهنها بمضاد حيوي لمنع إصابة الغزال بالبكتيريا وما إلى ذلك.

من الطرق الممنوعة في استخراج المسك

قبل صدور القوانين التي تحظر وتجرم صيد هذا الغزلان، كان يُستخرج المسك الطبيعي بقتل غزال المسك أولاً، وكانت هذه الشرح طريقة متعارف عليها في العصور القديمة لجهل مخاطر القتل العشوائي والمتكرر لهذه الحيوانات ونقصها، من إدراك خطورة ذلك، حتى أصبحت هذه الحيوانات مهددة بالانقراض، بعد قتل الأيائل يقطعون غدة المسك أو خصيتيها ثم يجففونها تحت أشعة الشمس، وفي شرح طريقة أخرى كانت تستخدم سابقاً في استخلاص المسك، يتم غمس الغدة في الزيت الساخن.

ما أنواع المسك

المصدر الحيواني هو أهم أنواع هذه المادة، ولكن هناك أنواع أخرى غير هذا المصدر، وبشكل عام هناك ثلاثة أنواع من المسك

  • المسك الحيواني غالبًا ما يُستخرج من غزال المسك بالإضافة إلى حيوانات أخرى مثل بطة المسك الأسترالية وخنفساء المسك والزباد الأفريقي وسلحفاة المسك ونوع من القوارض والتمساح الأمريكي وبعض أنواع الثعابين.
  • المسك النباتي أهم مصادره نبات أو زهرة المسك التي تنمو في غرب أمريكا الشمالية، وخشب المسك الأسترالي بالإضافة إلى بذور المسك الهندي.
  • المسك الصناعي أو المسك الأبيض وهو الأكثر استخداماً في الوقت الحاضر، وينقسم هذا المسك إلى ثلاثة أنواع أساسية، وهي نيترو مسك، ومركب المسك الكيميائي متعدد الحلقات، ومركبات المسك الحلقية الكبيرة، وهذه الأنواع الثلاثة مجتمعة يسمى المسك الأبيض.

ما فوائد المسك

استخدم أسلافنا القدماء المسك على نطاق واسع، ولم يشتمل على استخدامات عطرية فحسب، بل شمل أيضًا العديد من الجوانب الأخرى، الجدير بالذكر أن غالبية الدول الآسيوية وخاصة الصين ما زالت تستخدم المسك الطبيعي كجزء من العلاجات التقليدية في الطب البديل، ومن أهم فوائد هذه المادة

  • يستخدم في المقام الأول كمادة عطرية لخلطها في العطور. كما أنه مزيل عرق قوي للجسم مثل التعرق وذلك بفضل رائحته القوية التي تدوم لساعات.
  • يعتبر منشط ومنشط جنسي للرجال، ويزيد من الرغبة عند النساء.
  • يعالج العديد من المشاكل الصحية المتعلقة بالقلب والدماغ مثل السكتة الدماغية والصداع وغيرها.
  • يستخدم في حالات الضائقة التنفسية والربو ومشاكل الصدر مثل الذبحة الصدرية.
  • يخفف من تشنجات العضلات ويحمي الجهاز العضلي.
  • يتعامل مع المشاكل النفسية مثل الاكتئاب.
  • يتم استخدامه في بعض الدول كنكهة في الطعام وخاصة في أمريكا.
  • يساهم في علاج بعض الحالات المرضية لدى النساء، مثل سرطان الرحم، والإفرازات المهبلية، والطهارة من الحيض، وتثبيت الحمل، وتطهير الأعضاء التناسلية.
  • مفيد للاستخدام الخارجي في بعض حالات الحساسية، كما أنه يقوي بصيلات الشعر ويمنع تساقطها.
  • يمكن استخدامه في بعض حالات العدوى المتوسطة والشديدة حسب المنطقة الملتهبة.

ملحوظة هامة لابد من متابعة الطبيب المختص لأي من هذه الاستخدامات، لأن بعض الأجسام غير مناسبة لهذا الاستخدام وقد تؤدي إلى أعراض جانبية.

ما الآثار الجانبية للمسك

تنحصر الآثار الجانبية للمسك في ثلاثة عوامل رئيسية، وتشمل ما يلي

  • الحساسية على الجلد وهذا يخضع لعاملين، الأول هو جودة الجلد من حيث مدى حساسية الجلد، والثاني هو الإفراط في استخدام هذه المادة، خاصة إذا لم يتم معالجتها أو خلطها بمادة مخففة. مواد.
  • الحساسية على الجهاز التنفسي خاصة مرضى الربو أو الذين يعانون من مشاكل صحية في الشعب الهوائية، بسبب الرائحة العطرية القوية.
  • التفاعلات الدوائية يحتوي المسك على تركيبة فريدة وقوية في نفس الوقت، وقد تتعارض مع بعض الأدوية وخاصة أدوية التوتر والاكتئاب.

معلومات عن المسك في الاسلام

المسك من المواد التي ترتبط بأحاديث الإسلام منذ عهد الرسول الكريم حتى يومنا هذا، حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم استخدم المسك وأمرنا باستخدامه في عدة مواضع، والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر المسك في أكثر من مكان في أحاديثه الشريفة، وأكد مرارًا على وجوب استعمال المسك، في الطهارة وخاصة عند الحائض، كما استُخدم المسك سابقاً، ومازال، لتطيب الموتى قبل أن يوضع في القبر، وهذا دليل على مدى تقديس سيدنا محمد لهذه المادة ووقار الإسلام لها، المسك، وفي ذلك دع المنافسين يتنافسون}.