هل الدعاء لغير المسلم جائز ، من أكثر الأسئلة تداولا وتداولا بين المسلمين، مع كثرة اختلاط الكفار وغيرهم من غير المسلمين، ومعلوم أن الدعاء عبادة عظيمة في حد ذاتها، وأنه هو من أحب القرب من الله، ومعه يقترب العبد من ربه ويطلب منه الرحمة في هذا العالم، في الآخرة، ومع كثرة اختلاط المسلمين بغير المسلمين، قد يتساءل البعض عن حكم دعاء المسلم لغير المسلم، ويتضح من خلال السؤال هل يجوز لمسلم الدعاء للكافرين والمشركين وغير المسلمين، وهل تجوز معاملتهم بالقرآن الكريم، وبيان حكم الاستغفار لغير المسلمين.

هل الدعاء لغير المسلم جائز

اختلفت حالات الدعاء لغير المسلمين، وتفاوتت أحكامهم بين مباح، ومكروه، وممنوع. وقسم العلماء الدعاء للكافر وغير المسلم إلى أربع حالات، هي الدعاء لهم بالاستغفار والرحمة، والدعاء لهم بالهدى والدعاء لهم، والدعاء لهم بالدنيا، أحب طاعة الله، أن يكون الدعاء من المسلم مع الكافر بضوابط وأحكام مقررة شرعاً ومحددة، وعلى المسلم الالتزام بها، الأحكام هل يجوز الدعاء لغير المسلم في جميع الأحوال التي يصنفها العلماء.

الدعاء لغير المسلم في أمور الدنيا

اختلف أهل العلم في حكم دعاء المسلم للكافر في أمور الدنيا، كالدعوة له بالإفراط في الرزق وغير ذلك من الأمور، فقط للكافر الذي ليس محاربًا ولم يضر المسلمين، وقد أحبوه بقصد تأليفه واستقطابه إلى الإسلام، ومن ما استدلوا به في حديث عقبة بن عامر رحمه الله، رضي عنه قال له الغلام إنه نصراني! قام عقبة وتبعه حتى أدركه وقال رحمه الله وبركاته على المؤمنين، ولكن الله أطال عمرك، وزاد ثروتك وأولادك، وقالوا إنه لا يدعو له في ظهر الغيب بل أمامه أن يصلح قلبه، وأما أهل العلم الذين قالوا لا تجوز الصلاة عليهم في أمور الدنيا كالصحة والبقاء ؛ لأن وجودهم يضر بالمسلمين، وزيادة ثروتهم تساعدهم في كفرهم.

الدعاء على الكافر بالهدى

الأصل في جواز الدعاء لغير المسلم الدعاء له بالسلام، وعدم محاربة المشرك أو الكافر مع المسلمين، دين الرحمة للعالمين، وفي هذا الأمر كثير من الأدلة التي تدل على جوازه، منها ما رواه عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم، عليه- أنه قال هشام أو عمر بن الخطاب) كان أحب عنده عمر بن الخطاب، وقد أحب النبي – صلى الله عليه وسلم – اعتناق الناس الإسلام، وصلى عليهم بالهداية.

الدعاء لغير المسلم بالاستغفار والرحمة

أجمع أهل العلم على تحريم دعاء الرحمة والمغفرة لغير المسلمين، وهو ما نقله النووي بالإجماع، لدرجة أن بعض المالكيين والشافعيين قالوا إن من دعا بالاستغفار، والرحمة للكفار قد كفروا بالكفر، وذلك لأن الأدلة المقدمة تدل على أن كل من كفر معذَّب، فلا يغفر الله الشراكة معه، وهو يغفر أقل من ذلك، وقال تعالى {لا يستغفر النبي والذين آمنوا المشركين ولو كانوا من أقرب الأقارب للنبي}، صلى الله عليه وسلم – لم يأذن بالاستغفار لوالديه.

الدعاء لغير المسلمين

الدعاء على غير المسلمين تحل لهم بإيذاء المسلمين وقتالهم، وسب الإسلام، أو الاستهزاء بطقوسه، فيدعوهم المسلمون إلى الهلاك والعذاب، والدعاء أن يكف الله عن شرور المسلمين، وقد ورد عن ذلك، النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه صلى على المشركين، مثل أبي جهل وفي الحفلات يوم غزوة الأطراف، وكان يجتمع لهم في الدعاء للهداية، فلما اشتدت أشواكهم دعا لهم الفناء بعد أن أساءوا إلى المسلمين، ومن ماذا، لا تجوز الدعاء على الكافر فيها دعي موت كافر، أو حيا الله هديه، فهذا مخالف للنية المشروعة من الدعاء إلى الكفار وهم، والله ورسوله أعلم.

هل يجوز معاملة الكافر بأيات القرآن الكريم

بعد توضيح مسألة هل يجوز الدعاء لغير المسلم، يتساءل كثير من المسلمين في حكم معاملة غير المسلم بآيات القرآن الكريم، وقد ورد من أهل العلم أن هناك من يدعوه، وما يمنع ذلك لا في كتاب الله ولا في سنة رسوله، وقد جعل الله القرآن شفاء للناس، والله المعالج فلا حرج في برقية الكافر ولا سيما من أشتهى إيمانه.

وكثير من الأدلة التي دلت على الجواز قد وردت على الصحيح من رواية أبي سعيد رضي الله عنه، قال “اذهبوا جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفروها، حتى نزلوا في الأحياء العربية، فاستضافوهم فأوبوا أن بيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فطلبوه بكل شيء لم ينفعه شيء، وقال بعضهم لو كنت قد أتيت إلى هؤلاء الزنادقة ؛ لعل بعضاً منهم عندهم شيء فجاءوا اليهم وقالوا ايها الناس سيدنا قد لسع ونحن بخيل فهل لدى احد منكم شيء فقال بعضهم نعم الله خيراتي ولكن الله عنده، لا تصدفانيكم ولا تضاافوني، ما يلمعكم حتى تجعلونا تصنعونه، فصليحوهم على قطيع من الغنم، نزلوا عليها، وقرأوا (الحمد لله رب العالمين)، كأنه ينشط من العصابة، فَمَشَتْ وَمَا تَشْقِبُ، فَقَالَ فَأَوْفُوفُهُمْ لَهُمْ لَهُمْ صَالِحُوهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ سَوَ رجع، قال، روج لا تفعل حتى نأتي بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم نذكر له ما أمرنا، فأخذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا له فقال كيف تعرف انها رقية ثم قال أصبت فسبتني وأطلق عليّ سهم، ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا خلاف بين أهل العلم في جواز رقية الكافر بالقرآن ونحوه، والله ورسوله أعلم.

هل يجوز تحميد عطس الكافر

المسلم المعطس الحمد الله يشمت، ويقال له رحمك الله، أما الكافر الذي يعطس وليس مناضلاً للإسلام ويحمد الله، فيستجيب له ويدعو له، لا يطلب منه الأجر والرحمة في الدنيا والآخرة، وهذا الأمر خاص بالمسلمين، ولما كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتعاطف مع اليهود معه، فيقول لهم الله يهديك ويصحح عقلك، الصلاة والسلام – أباح العلماء عطس غير المسلم بالشروط المذكورة، والله أعلم.

هل يجوز الدعاء على الميت الغير مسلم

هناك الكثير من الأبحاث حول جواز الصلاة على ميت غير مسلم،  في الكتاب والسنة، في طلب الرحمة على الكفار والدعاء على موتاهم والاستغفار لهم، وقد قال أهل العلم إن الاستغفار والدعاء لميت الكفرة من الإثم بالدعاء، لأن كل ميت في الكفر يعذب بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، هم فقط في حياتهم والله أعلم.

ما سبب تحريم الاستغفار عن غير المسلم

في النهي عن الاستغفار والدعاء للرحمة على المشركين والكفار وغير المسلمين، كان هناك حكمة عظيمة وهي أن الدعاء عليهم بالرحمة والاستغفار لهم تعدّ في الدعاء، وهو أن كل من ثبت موته على اليهودية أو النصرانية أو غير ذلك من الملل يموت من كفره وشركه بالآلهة، ولا يجوز الدعاء له لأن الله قد قضى عليه الخلود في النار، ودعاء الرحمة طلب إلى تغيير قضاء الله النهائي الذي لا يتغير بالدعاء أو التغيير، ولأن النهي واضح وحازم في تحريم الاستغفار للمشركين، والله ورسوله أعلم.