حكم نشر الأبراج سواء أكان في الصحف او على مواقع السوشيال ميديا ، من الأمور التي يكثر البحث عنها في المواقع المختلفة، حيث ينتشر بين المسلمين وغيرهم في حياتهم اليومية كثيرًا في الأبراج وقراءتها، وهو أمر متوقع، ليحدث لهم أصحابها في أيامهم وأشهرهم، فيعني هذا المقال بشرح حكم الشرع في الأبراج، والإيمان بها، وتصديق ما يخبرون به من توقعات أصحابها اليومية، وكذلك النشر عنها، من خلال وسائل مختلفة.
معلومات عن الأبراج وانتهاكها لعقيدة التوحيد
بادئ ذي بدء، وقبل الخوض في بيان حكم نشر الأبراج سواء في الصحف أو عبر مواقع الإنترنت، لا بد من الحديث عن الأبراج ومخالفتها لعقيدة التوحيد، حيث أن الخوض في الأبراج من علوم الغيب، فإن الغيب لا يعرفه إلا الخالق تعالى، وهذا ما جاء في القرآن الكريم حيث قال تعالى في سورة الماشية {وله مفاتيح الغيب التي لا يعلمها أحد إلا يعلم الأرض، والبحر وسقوط الورقة إلا علمها لا حبة في ظلام الأرض أو مبللة ويقشر إلا في كتاب صاف}، وكذلك قال تعالى في سورة لقمان {الله علم الزمان والآخر، ينزل غيث ويعلم ما في الرحم، ويعلم نفسه ما تكسبه غدا، ويعلم نفسه لأية أرض يموت أن الله أعلمها خبير}، ويتعمق في الأبراج ويتدخل القراءة في الباب للتنبؤ والعرافة، و روى بعض أزواج ر قال النبي صلى الله عليه وسلم إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال “من أتى العراف فسأله عن شيء لم تقبل صلاته أربعين ليلة”، وهذه بعض أقوال العلماء في علم التنجيم والأبراج
- قال الشيخ ابن باز إن ما يسمى بعلم النجوم والأبراج والحظ والثروة من أفعال الجاهلية التي جاء الإسلام لنقضها، وبيان أنها شرك بالآلهة لتعلقها بغيرها. والله تعالى، والإيمان بالآخرين والنفع، والإيمان بالعرافين والكهنة الذين يزعمون زوراً وافتراءاً بعلم الغيب. والدليل على ذلك ما رواه أبو داود في سننه بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إما يدخل في اسم الكاهن، أو يشترك في معناها “.
- قال ابن حجر المنهي في علم التنجيم ما يدعي أهله معرفته بما سيأتي من أحداث مستقبلية للزمن من نزول المطر وهبوب الريح وتغير الأسعار ونحو ذلك. . الله يعلم ذلك ولا أحد يعرفه. وأما ما تدركه شرح طريقة مراقبة علم النجوم، الذي يعرف به السمت، واتجاه القبلة، وكم مضى الليل والنهار، وكم بقي، فلا يدخل في النهي. “
- قال ابن تيمية (لما أراد علي بن أبي طالب السفر لمحاربة الخوارج، تقدم إليه منجم فقال يا أمير المؤمنين لا تسافر، فإن القمر في عقرب، فإن سفرك القمر في عقرب ينهزم أصحابك، أو كما قال، قال علي بل. نسافر مع الثقة بالله، والتوكل على الله، وحرمانك، فسافر وباركه في تلك الرحلة حتى قتل غالبية الخوارج، وكان ذلك من أكثر ما يسعده، حيث كان قتاله ضده. بأمر النبي صلى الله عليه وسلم “.
حكم نشر الأبراج سواء أكان في الصحف او على مواقع السوشيال ميديا
حكم نشر الأبراج سواء في الصحف أو على الإنترنت
- غير شرعي.
جاء عن اللجنة العلمية للإفتاء في السعودية في حكم الأبراج “يحرم نشرها والنظر فيها ونشرها بين الناس، ولا يجوز تصديقها”، الله تعالى، واتكلوا عليه في كل شيء “، لا يجوز لمسلم أن ينشر عن الأبراج في وسائل الإعلام المختلفة، فهو من مشاركات الطالع والتنجيم، وروى عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صلى الله عليه وسلم – قال (من اقتبس علمًا من النجوم تعلم فرعًا من السحر زاد ما زاد)، وفي هذا الصدد قال الحافظ “ما يحرم على علم النجوم هو ما يدعيه أهله من الأحداث القادمة في مستقبل الزمان، مثل قدوم المطر، وهبوب الريح، والتغيير”، بالأسعار ونحوها، ويدعون أنهم على علم بذلك، مسار الكواكب، واقترانها، وانفصالها، وظهورها في أوقات معينة، وهذه معرفة لدى الله ولا يعرفها أحد، وجاء قول العلماء من آمن بهذه النذر فله الضرر والنفع بغير إذن الله، أو علم الغيب بغير الله فهو كافر، ومن ظن أنها تخمينية، ولم يؤمن أنها مضرّة ونفع، فهو مؤمن خاطيء، وينتقص من حسناته، وفي هذا الحديث الذي رواه الطبراني من نزل على كاهن فقال ويصدق ما يقول إنه بريء مما نزل على محمد، ومن أتى إليه بغير مؤمن به لم تقبل صلاته أربعين ليلة، إن التلاوة المستمرة لهذه البشائر قد تؤدي إلى حقيقة أنها معرفة حقيقية بالغيب لله تعالى، وهذا ممنوع “.
ما حكم قراءة الأبراج مع الإيمان بها
وكذلك فإن الخوض في تفسير حكم نشر الأبراج سواء في الصحف أو عبر مواقع الإنترنت يقتضي بيان حكم قراءة الأبراج مع الإيمان بها، كما سبق أن قيل أن الأبراج حرام في الدين الإسلامي، والرسول، وحذر الله – صلى الله عليه وسلم – من الكهنة المؤمنين والعرافين، وحذر من تشجيع هذه الوسائل الباطلة في معرفة المستقبل، فمعرفة المستقبل من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله تعالى.
حكم قراءة الأبراج دون الدراية بتحريمها
وقد نص في حكم قراءة الأبراج مع عدم معرفة قدسيتها أن الجهل بالأحكام يرفع المعصية، وفي هذا قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله “للإنفاق عقبات منها الجهل والنسيان، وإكراه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد تجاوز الله ضلال أمتي ونسيانها وما يلزمون، رواه ابن ماجة والبيهقي، وفيه أدلة من الكتاب والسنة على صحته، والجهل نقص في العلم، فإذا فعل الواجب في المنهي عنه جاهلاً بتحريمه فلا شيء عليه.