من هو أول سفير في الإسلام ، سؤال يتردد في أذهان كثير من المسلمين، وخاصة المهتمين بدراسة التاريخ الإسلامي، والذي بدأ بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، حيث انطلقت شرارة قيام الدولة الإسلامية الأولى وإقامة أركانها، وانطلقت لتكون قلبها يثرب وأطرافها من العالم، وكان الصحابة الكرام أول جنودها ومؤسسيها، ومن خلالها يتم تحديد أول سفير للإسلام على الإطلاق.

من هو أول سفير في الإسلام

أول سفير في الإسلام كان الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه، وكان ذلك في السنة الثانية عشرة للرسالة النبوية – صلى الله عليه وسلم – وقبل الهجرة عند وفود من الرسول صلى الله عليه وسلم، وجاءت قبيلتا الأوس والخزرج من المدينة المنورة ليبايعا رسول الله، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير – رضي الله عنه – سفيرا معهم يعلمهم أصول الدين ويدعو من بقي في المدينة المنورة فيقرأهم. القرآن يعلمهم الإسلام ويفهمهم في الدين، نزل بالمدينة المنورة على أسعد بن زراره رضي الله عنه، وسمي مصعب بالمدينة المنورة بالقارئ.

نجاح مصعب بن عمير في سفارته

وقام مصعب بن عمير برسالته على أكمل وجه، إذ جاء إلى الأنصار ودعوتهم إلى الإسلام، حتى يسلم الرجال والرجال على يده، انتشر الإسلام في المدينة المنورة، واعتنق كثير من الناس الإسلام على يده، ثم رجع إلى مكة المكرمة يخطب النبي بما رزقه الله به ففرح به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وفرح به كثيرا، ورضي بما رضي الله عنه، أنجز مهمته، ثم مكث مصعب في مكة مدة من الزمن قبل أن يعود إلى المدينة المنورة قبل هجرة الرسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الثالثة عشرة من البعثة النبوية.

حكمة الرسول في اختيار السفراء في الإسلام

كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – حكيمًا لم يتكلم بهوى، وكان خبيرًا مع أصحابه الكرام، واعتمد عليهم رسلًا وسفراء ودعاة لمختلف الجهات والمدن والبلدات، وقد أرسل الكثير منهم إلى الملوك والأمراء، واختارهم – صلى الله عليه وسلم – وفق مواصفات يمتلكونها، لما لديهم من علم وبلاغ وصبر وشجاعة وحكمة لديهم، وغير ذلك من الصفات، فاختار الرسول مصعب ليكون سفيراً ليثرب، لأنه هاجر إلى الحبشة وحسن معاملته، وهم ليسوا عرباً، والأفضل له أن يتعامل مع العرب أفضل مما هو عليه، فعل مع أهل الحبشة، ثم أكسبته هجرته إلى الحبشة خبرة في التعامل مع الغرباء والتعامل مع العادات المختلفة، معاذ بن جبل، وأبو موسى الأشعري، وضاحية الكلبي، وعبد الله بن حدقة، وحبيب بن أبي بلطعة، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين.

تاريخ ولادة مصعب بن عمير ونشأته

مصعب بن عمير أول سفير في الإسلام من مواليد مكة المكرمة، هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي الهاشمي، وُلِد ونشأ في بيت نبلاء مكة وأتباعها، وكان من أفقر وأغنى شباب قريش، من آثار النعم التي عاشها في ظل والديه، كان يرتدي أفخم الملابس ومعطرًا بأندر العطور وأفضل العطور.

حول اسلام مصعب بن عمير

سمع أول سفير في الإسلام، مصعب بن عمير، أن محمد بن عبد الله يدعي أنه نبي، ويدعو الناس ويجلس مع أصحابه في دار الأرقم، إسلامه خوفا من ظلم قريش وأمه وعشيرته، وسكت حتى رآه عثمان بن طلحة يصلي وأخبره عنه، ومنعته من كل حاجة فجاعه وعذبه حتى تغير لونه وتعب لحمه من بدنه هربا بعد ذلك، وهاجر مع المسلمين إلى الحبشة هربا من الظلم وانطلق في الإسلام أن يكون ذا شأن ومكانة عظيمة.

من فضائل مصعب بن عمير

كان مصعب بن عمير من الصحابة الكرام الذين سبق الإسلام، وكان أول سفير في الإسلام، وبعد إسلامه التفت إلى المسلمين بعد أن هرب من والدته التي سجنته وعذبته بقطعة قماش، متصل بجلد غطى جسده النحيل، قال الخطاب رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم انظري إلى هذا الذي أنار الله قلبه! رأيته بين والدين يطعمانه أفضل طعام وشراب، ورأيت بذلة اشتراها أو اشتراها بمئتي درهم، فدعته حب الله وحب رسوله إلى ما تراه “، وكان مصعب بن عمير من الذين هاجروا إلى الحبشة وهاجروا إلى المدينة، وأرسله الرسول بينهم سفيرا بالمدينة المنورة وكان داعية للإسلام.

كان مصعب بن عمير أول من دعا الناس إلى التجمع يوم الجمعة بالمدينة المنورة، ومن ما ورد في صحيح (أرسل النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير إلى أهل المدينة المنورة، وفي يومنا هذا)، الجمعة جمعهم وهم في الأربعين، وكانت أول جمعة تجمع بالمدينة “، وهو الذي أسلم على يديه عدد كبير من الأنصار، وشارك في معركة بدر في السنة الثانية للهجرة وحسن أداؤها فيها.

حول استشهاد مصعب بن عمير

ولما كانت غزوة أحد لم يترك أول سفير في الإسلام وراءنا، وكان مصعب بن عمير من القلائل الذين بقوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحمل راية الله، حارب المسلمون غزوة الأبطال، وانتشر قتل الرسول في المعركة بعد أن حارب المشركون ضده، وبعدها لا يضر الله شيئاً، والله يجازي الشاكرين} ثم أخذ العلم بيده اليسرى، وضربه ابن قمعة وقطعه، فشد مصعب الراية برجليه، وشدها إلى. وضربه على صدره بحربة في صدره فسقط شهيدًا، وكان يبلغ من العمر أربعين عامًا، وكان ذلك بعد الهجرة باثنين وثلاثين شهرًا.

ما النبي بعد استشهاد مصعب بن عمير

وبعد انتهاء غزوة أحد خرج الرسول صلى الله عليه وسلم لتفقد الشهداء وتجاوزهم الواحد تلو الآخر، ومن قضى حبه ومنهم من انتظر ولم يتبادلوا التغيير} وهي آية نزلت عنه والله أعلم، ثم لما أراد المسلمون دفن مصعب لم يجدوا ما يكفونه، فقد روى عن خباب بن العرات أنه قال هاجرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكنا نطلب وجه الله فالتقيناهم، أم ذهبًا لم يأكل شيئًا، وكانوا هم مصعب بن عامر قتل يومًا ولم يبق منه إلا نمر، ويضع الذكر على رجليه، أو قال ألقوا على رجليه الذكر.