من الصحابة الأوائل الذين رسموا السيف في سبيل الله، وكان من الذين سبق الإسلام، ورافق الرسول طيلة حياته وكان له دور بارز في عهد الخلفاء الراشدين، هو الزبير بن العوام، ونذكر تفاصيل إسلامه وأفعاله في عهد النبي، وفي عهد الخلفاء الراشدين، ورواية قتله، وروايته عن الحديث الشريف.
من أول من سحب السيف من أجل الله
وكان أول من رسم السيف في سبيل الله الزبير بن العوام بن صفية عمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان كلب القرشي الأسدي يلقب برسول تلميذ الله، وهذا ما قاله عنه النبي محمد “لكل نبي مريد، ومحاورو الزبير”،وهو أيضًا أحد دعاة الجنة العشر، وكان أحد أصحاب الشورى الستة المنوط بهم اختيار خليفة بعد عمر بن الخطاب، عمر وابنه عبد الله بن الزبير بايعه الخليفة ولم يمكث طويلا، وكان ابنه زوج أسماء بنت أبي بكر الملقب بنفس النتقين، والهجرتان مع الرسول، هاجروا إلى الحبشة والمدينة المنورة.
إسلام الزبير بن العوام
ويقال أسلم الزبير بن العوام وهو في السادسة عشرة من عمره، وقيل اثنتا عشرة سنة، وقيل ثماني سنين. اعتنق الإسلام بعد أبي بكر الصديق. أقامت هناك، وتزوج بعدها من نفس الزوجة أسماء بنت أبي بكر، وهاجرا معًا إلى يثرب التي تسمى المدينة المنورة، وأنجبت منه عبد الله بن الزبير، وهو أول من ولد للمسلمين في المدينة المنورة. غزوة بدر، وفي فتح مكة كان يحمل إحدى رايات المهاجرين الثلاثة، وأحد الذين أرسلهم عمر بن الخطاب في فتح مصر امتد إلى عمرو بن العاص فذهب. خرجوا إلى البصرة مطالبين بالانتقام لقتلة عثمان بن عفان، وقتله عمرو بن جرموز في غزوة الجمل.
الزبير بن العوام في عهد النبي
وشارك الزبير بن العوام في جميع المعارك والمشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان لديه فرسه وسهم من سهام أقاربه. في غزوة بدر جعله الرسول قائداً في الجانب الأيمن من الجيش. وكان الزبير يرتدي عمامة صفراء يوم بدر، فنزلت الملائكة للقتال معهم بعمامة صفراء. وشهد من المعركة معركة الخندق التي قتل فيها نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي. وشارك الزبير في غزوة خيبر وقتل فيها ياسر بن أبي زينب اليودي أخا مرحبا به. قبضوا عليها في “روضة خاخ” التي تبعد اثني عشر ميلاً عن المدينة المنورة، وهددوها بالبحث عنها، فسلمتهم الكتاب، وحملوا إحدى رايات الهجرة الثلاثة في فتح مكة، والزبير. كان على الجانب الأيسر.
الزبير بن العوام في عهد الخلفاء الراشدين
وكان الزبير من الحراس الذين كانوا يحرسون المدينة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، بسبب ارتداد عدد من القبائل العربية بعد وفاة الرسول، وجشع العديد من القبائل العربية لغزو المدينة. أبو طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص. حارب الزبير في حروب الردة مع أبي بكر الصديق، وبعد ذلك خرج للقتال في بلاد الشام.
مقتل الزبير بن العوام
الزبير من أنصار عثمان بن عفان. ولما قُتل ندم هو ورفاقه لأنهم لم يساعدوه، فقرروا الانتقام منه. بعد ذلك بايع علي بن أبي طالب الخلافة. طلبوا منه الإسراع في عقاب من قتل الخليفة عثمان بن عفان، واقترح على طلحة الخروج إلى البصرة والكوفة. لكن الإمام علي أمرهم بالانتظار، وبعد أربعة أشهر من مقتل الخليفة عثمان، الزبير وطلحة كانوا يؤدون العمرة في مكة ودعا الناس للانتقام لعثمان، ثم قرروا الخروج إلى البصرة ثم إلى الكوفة، يستعينون بقتلة الخليفة، وبعد أن وصلوا إلى أطراف البصرة، أرسلهم عثمان إليهم محافظ البصرة، ابن حنيف الأنصاري، لمعرفة سبب قدومهم، ومنعهم من دخول البصرة حتى جاء علي بن أبي طالب. جاء حكيم بن جبلة العبدي واندلع شجار بينهما، وقتل عدد كبير منهم، وتمكنوا من السيطرة على البصرة، بعد أن قتلوا سبعين رجلاً ممن شاركوا في قتل عثمان، وذهب. إلى الخزينة وأطلق سراح عثمان بن حنيف، وبعد أن قتل طلحة بن عبيد الله بعد أن أصيب بسهم، وتوقف الزبير عن القتال بعد أن أقنعه الإمام علي، ولما عاد الزبير إلى المدينة، تبعه ابن جرموز. في وادي السبع وقتله وهو يصلي، ولما وصل إلى الإمام بكى عليه.
الزبير بن العوام ورواية الحديث
وكان الزبير قليلاً في رواية أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه يخاف أن يخطئ في الرواية. وبهذا يكذب في كلامه على النبي، فسأله ابنه عبد الله بن الزبير عن سبب عدم حديثه عن النبي، فأجاب أنه لم يترك النبي قط. وروى عنه بنوه عبد الله، مصعب، عروة، جعفر، مالك بن أوس بن الحدتان، الأحنف بن قيس، عبد الله بن عامر بن كاريز، مسلم بن جندب، أبو حكيم سيده، أم عطاء وغيرهم. واتفق عليه البخاري ومسلم في حديثين. وذكر البخاري له أربعة أحاديث، واختصه مسلم بالحديث.