حكم طلب هداية التوفيق من غير الله ، من أهم الأحكام الشرعية التي يجب على المسلمين معرفتها، بعض الناس يطلبون أشياء من غير الله ولا يملكون منها شيئاً، فيبين هل يجوز للمسلم أن يطلب الهداية بالصلح من الخلق.
مفهوم التوجيه
تمهيدا لإيضاح حكم الاسترشاد من غير الله تعالى، لا بد من تحديد وتوضيح مفهوم الهداية، وهو في اللغة من الهدى والدلاء والدلالة، وفي اللغة يقال له هبة، أي هديته، وهو الذي استطاع الرسل وأتباعهم القيام به، فأكد لهم الهداية، أي الإشارة والدعوة، وقد خصّ الله عز وجل بالهدى، أي التأييد والنجاح، التوجيه هنا يعني خلق الإيمان بالقلب “.
حكم طلب هداية التوفيق من غير الله
وذكر العلماء أن الهداية نوعان، وهي هداية الإيضاح والدلالة والإرشاد والدعوة، وهي وظيفة الرسل، وهدى النجاح أو خلق الهدى في نفوس الناس، وهي للهداية وحده، وحكم الاسترشاد بغير الله
- ممنوع الخ هي القانون.
الله سبحانه وتعالى يرسل الرسل إلى الناس وعليهم أن يتنقلوا ويدعووا وهو نوع هداهم ومهمتهم الأساسية، لكنهم لا يملكون شيئاً من هداية الناس، فالله وحده بيده ليرضي القلوب، بالحق وتقبله، وقد قال الله تعالى في وحي ضيق {ليس عليك أن تهديهم بل تهديهم } هداية الرسالة بيد الرسل، ولكن هدى النجاح بيد الله، فلا يجوز طلبها من غيره، حتى لا يكون في ذلك شرك، والعياذ بالله.
ما هي درجات الهداية المذكورة في القرآن الكريم
قسّم أهل العلم الهداية المذكورة في كتاب الله ووحيه الدقيق إلى أربعة مستويات، وهي
- التوجيه العام وهو الهداية التي ينعم بها الله تعالى على كل خليقته، إذ يهدي كل نفس إلى ما ينفعها وخير حياتها في حياة الدنيا.
- الهداية والإرشاد والتوضيح وهي الهداية التي تحمل رسالتها ووظيفتها جميع الأنبياء والمرسلين، ولا سيما المكلفون بإيصال الرسالة، وهو ما يقوم به حجة الله على عباده.
- هداية النجاح والمساعدة والإلهام الهداية التي تأتي بعد الإرشاد والإيضاح، وهي أخص منها.
- الهداية في الآخرة إما الجنة أو النار وهي الهداية على الصراط إما أن يتجاوزها العبد إلى الجنة أو ينزل منها إلى النار، وهذا الهدي متوقف على هدى الدنيا، فمن هدى به، تربح وتتخطى، ومن ضلّ خيب أمله وخسر.