إن قاعدة الاتكال على الله والاعتماد عليه في الرزق من الأمور التي يرغب كثير من الناس في معرفتها. يعتبر رزق الإنسان أهم ما في ذهنه لأنه عماد حياته وحياة أولاده من بعده، لذلك في هذا المقال سوف يشرح قاعدة اعتماد الإنسان على الله في الرزق بالإضافة إلى تحديد الاختلاف بين الاتكال على الله والتوكل عليه وبين الأمور الأخرى المتعلقة بالرزق ودينونة الله ومصيره.
حكم التوكل على الله والتوكل عليه في الرزق
ولابد على المسلم أن يتكل على الله ويتكل عليه في الرزق، كما قال الله تعالى {ومن اتكل على الله فهو حسابه. إن الله هو الذي يتحكم في أمره “، كما قال الله تعالى في موضع آخر من كتابه المقدس. رزقه “، مما يدل على أن المسلم يجب أن يعلم أن الرزق بيد الله وحده لا غيره مهما كانت مرتبته ومكانته، وعليه أن يعلم أنه إذا اتكل الإنسان على الله. يزيده في رزقه، خلافاً لو اعتمد العبد على مثله، ويدل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصابه محتاجاً أرسله. إلى الناس لا تشبع حاجته، ومن أنزلها الله يقربه الله من الغنى، وقد يؤتمن على علم الله تعالى “. سماع أحد علماء الإسلام “”.
هل المال الحرام رزق كتبه الله للإنسان
من المعلوم أن الإنسان لا يأخذ أكثر مما قدر الله له، فإذا سرق الإنسان مالاً فعليه أن يعلم أن الله قد جعله له من الدهر، لكنه أخذ ما كان من نصيبه في الطريق الذي يجعله يصلي بالنار المشتعلة أجرًا على عمله، ويدل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم. أيها الناس اتقوا الله ولطفوا في الطلب، لأن النفس لا تموت حتى تنال قوتها، وإذا تباطأت فاتقوا الله ولطفوا في الطلب. لا يحتاج إلى فعل محرّم من أجل الحصول عليه، وإن لم يأمر الله له بشيء، فحتى الذنوب لن تمدّه بالمال المحرّم الذي يطلبه.
شروط تحقيق الثقة الكاملة بالله
لكي يتكل الإنسان على الله، يجب أن تتوفر فيه الشروط التالية
- لا يجب أن يشكك في حكمة الله في أفعاله، وأن يعلم أن ما قدر الله له خير، حتى لو بدا له شراً، وأن ما تركه الله من ورائه سيء ، حتى لو بدا له خيراً.
- وعليه أن يمتنع كلياً عن إرتكاب أي من الذنوب، فمن آمن بالله يجب أن يتوكل عليه بقلب سليم، لأن الله لا يعين العصاة لأن الله تعالى يقول “الله لا يحب المعتدين”.
- ويجب على الإنسان أن يتوصل إلى الرزق متوكلًا على الله، لما ورد في رواية عمر بن الخطاب في قوله (لا يكفّ أحدكم عن طلب الرزق فيقول اللهم ارزق. تدبير لي، علما أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة. “
الفرق بين الثقة والاعتماد على الله
يجب على المسلم أن يتكل على الله لا عليه. يمكن التمييز بين الاتكال على الله والاعتماد عليه من خلال الأمور التالية
- فالذي يتكّل على الله يأتي بأسباب الرزق، بخلاف من يتكل على الله، إذ لا يفعل شيئًا سوى طلب الرزق من الله.
- من يتوكل على الله يبذل قصارى جهده في عمله، على عكس الشخص الذي يتكل على الله، فهو لا يفعل شيئًا سوى أقل جهد ويتوقع منه أكبر عائد، ليس لشيء إلا لأنه يدعو. الله فقط للرزق.
- عادة ما يكون الشخص الذي يثق في الله قادرًا على تحمل الأشياء الصعبة والصبر على الأشياء السيئة التي تحدث له لأنه يدرك أن الله لديه دائمًا الحكمة من أفعاله، على عكس الشخص الذي يثق في الله، فإنه يظهر الاستياء في أقرب وقت لأنه يمر بأي حالة سيئة أو أي صعوبات.
- الإنسان الذي يتكل على الله عندما يفشل في الوصول إلى ما يريد، يراجع نفسه ويحاول تصحيح خطأه، بخلاف من يتكل على الله، يلومه الخطيئة على القدر وظلم الحياة، وينسى ذلك. كانت أخطائه هي التي تسببت في حدوث العوائق له.
وقد أوضحنا في هذا المقال حكم الاتكال على الله والتوكل عليه في الرزق حتى يتمكن كل من يريد أن يعرف حكم التوكل على الله في هذا الأمر أن يقف عليه ويعلم أن الرزق بيد الله. فقط، وليس قوت أي شخص آخر.