مما لا شك فيه أن فتح دولة الأندلس هو من أعظم الأحداث التي سجلت في تاريخ الدولة الأسلامية العريقة، فقد تم فتح دولة الأندلس في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام 92 من الهجرة، وكانت الجيوش تحت قيادة كلًا من طارق بن نصير وطارق بن زياد، وفيما يلي سوف نتعرف على واحدة من أكثر الهزائم التي تعرضت لها الجيوش الإسلامية وهي سقوط الأندلس لنتعرف على متى سقطت الاندلس بالهجري وما هي ألأسباب التي أدت إلى هذه الهزيمة.
متى سقطت الاندلس بالهجري
لقد كان عصر دولة الأندلس من أزهى العصور على مدار التاريخ بل وأغناها بالعلم والمعرفة والحضارة، فقد كان الطلاب يأتون من كل حدب إلى الأندلس للدراسة وللتعلم الجامعي، ولكن سرعان ما أصابها الضعف وسقطت في أيد الصليبيين عام 897 من الهجرة أي ظلت المدينة تحت حكم المسلمين لمدة ثمانية قرون، ولكن كيف لدولة بمثل هذا الكم من التقدم والمعرفة والازدهار أن تسقط في أيدي النصارى؟
أسباب سقوط الأندلس
لا بد أن دولة الأندلس قد عانت من عدة عوامل أدت إلى انهيارها حتى تمكن النصارى من دخولها وإنهاء الحكم الإسلامي، وفي الآتي سنتعرف إلى هذه العوامل:
- إصابة أهل الأندلس بالترف والرفاهية المبالغ فيها سواء أكان في الملبس أو المسكن أو المأكل، فشغلتهم ألأمور النيا الفانية عن التمسك بحبل الله وبالجهاد المكلف به المسلمون جميعاً.
- القتال الدائر بين المسلمين أنفسهم بسبب الملك والسلطة، حيث انقسم المسلمون إلى طوائف عديدة بعد انتهاء الحكم الأموي، وبالتالي تنازع اليمانية والقيسية وتنازع العرب والبربر.
- انتشار الفتنة والشائعات المختلفة التي بثت الضغينة والحقد.
- الابتعاد عن شرع الله وشرع رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث ارتكب المسلمون الكبائر من شرب الخمر وغيرها دون إقامة حدود الله التي سنها في الشريعة الإسلامية وتفشي اللهو والغناء وآثار التبذير والمفاخرة بالمال.
- إهمال العلماء وأصحاب الدين لدورهم الديني من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرشاد الخلفاء وأصحاب المناصب العليا إلى القيام بالأمور الصحيحة، بالإضافة إلى انشغالهم عن الدعوى إلى الدخول في دين الله ودعوى الجهاد بأمور الخلافة وتولي المناصب المرموقة.
- إحسان الظن بالأعداء من النصارى والتعامل معهم بكل حب ومودة وإرسال الهدايا النفيسة خاصة في عهد ملوك الطوائف الذي بدأ في عام 422 من العام الهجري، بل والاستعانة بهم في معارك المسلمين بين بعضهم البعض، بالإضافة إلى الثقة التامة بكامل وعودهم ومواثيقهم.