هل يجوز تعزية الكافر، هناك العديد من التساؤلات دائماً عن الحكم الشرعي في العديد من القضايا الفقهية المعاصرة، والذي يحتار فيها المسلمون، ويختلف في فتوى حكمها العلماء، باختلاف المذاهب، ومن هذه القضايا حكم تعزية الكافر، والذي حير المسملين، واختلف العلماء في فتواها، فمنهم من فتى بجواز تعزية الكافر، ولكن بشرط أن يستغل العزاء في دعوة أهل الميت للاسلام، ومنهم من شرط شروط أخرى، وبعض العلماء فتى بتحريم تعزية الكافر، وفي هذا المقال سوف نجيب عن سؤالكم هل يجوز تعزية الكافر.
حكم تعزية الكافر
اجتمع أغلبية العلماء في مختلف المذاهب (الحنفية، والمالكية، والشافعية، ورواية أحمد) على الحكم بجواز تعزية الكافر، بدليل حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن أنس -رضي الله عنه-، قال: (كان غلامٌ يهوديٌّ يخدُمُ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فمَرِضَ فأتاه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يعودُه، فقَعَدَ عند رأَسْه، فقال له: أَسْلِمْ، فنظَرَ إلى أبيه وهو عِندَه، فقال له: أَطِعْ أبا القاسِمِ، فأسْلَمَ، فخَرَجَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو يقول: الحمْدُ لله الذي أنقَذَه مِنَ النَّارِ) وهنا دليل أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قد زار يهودي (كافر) وهو مريض، وهذا يدل على جواز تعزية الكافر.
شاهد أيضاُ: هل تجوز الرحمة على غير المسلم
أدلة تثبت جواز تعزية الكافر
عن أسامةَ بنِ زيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (كنَّا عند النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ إذ جاءه رسولُ إحدى بناتِه يدعوه إلى ابنِها في المَوتِ، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ارجِعْ، فأخْبِرْها أنَّ لِلَّهِ ما أخَذَ، وله ما أعطى، وكُلُّ شيءٍ عنده بأجَلٍ مُسَمًّى، فمُرْها فَلْتَصبِرْ ولْتَحتسِبْ، فأعادتِ الرَّسولَ أنَّها أقسَمَتْ لَتَأتِيَنَّها، فقام النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقام معه سعدُ بنُ عُبادةَ، ومعاذُ بنُ جَبَلٍ، فدُفِعَ الصبيُّ إليه ونَفْسُه تَقَعقَعُ كأنَّها في شَنٍّ، ففاضَتْ عيناه، فقال له سعدٌ: يا رسولَ اللهِ! قال: هذه رحمةٌ جَعَلَها اللهُ في قلوبِ عِبادِهِ، وإنَّما يَرحَمُ اللهُ مِن عبادِه الرُّحَماءَ ).
وفي ختام مقالنا هل يجوز تعزية الكافر، قمنا بتوضيح الحكم الشرعي في قضية جواز تعزية الكافر، وذكرنا بعض الأدلة من السنة النبوية الشريفة، تثبت جواز تعزية الكافر.