الحكمة من مشروعية العيد وما دليل مشروعية العيد، يوجد لدى الناس من مختلف الديانات والبلدان أعياداً خاصة بهم يحتفلون بها في وقت محدد كل عام، ويتشاركون مظاهر الفرح والسعادة معاً، وقد شرع الله سبحانه وتعالى عيدين للأمة الاسلامية في كل بقاع الأرض، وهما عيد الفطر السعيد الذي يأتي بعد شهر رمضان المبارك، للاحتفال باتمام عبادة الصيام التي فرضها الله عز وجل على المسلمين، وعيد الأضحى المبارك، الذي يتم فيه تقديم القرابين والأضاحي لله عز وجل، للتقرب إلى الله، ونشر الفرح والسرور بين الصغار والكبار، وصلة الأرحام، وإطعام المساكين، ولا يحل للمسلمين الاحتفال بغير هذين العيدين، حيث قال رسول الله -صلى اللع عليه وسلم-: (إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا)، وهنا سوف نوضح الحكمة من مشروعية العيد.
حكم صلاة العيد
يحتفل المسلمون كل عام بعيدين هما عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك، واختلف العلماء في فتوى حكم صلاة العيد، وسنذكر هنا الأحكام المتعلقة بصلاة العيد للنساء والرجال، وحكم الصوم يوم العيد، وهي كالتالي:
- حكم صلاة العيد عند غالبية علماء الدين هو فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن البقية، ولكن الحضور لصلاة العيد وصلاتها في جماعة هي سنة مؤكدة عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- واظب عليها ولم يتخلف عنها أبداً، لذلك من الأفضل عدم تركها إلا لعذر شرعي.
- حكم صلاة العيد عند بعض علماء الدين هو فرض عين، من تركها يؤثم، كصلاة الجماعة، فيجب على كل رجل بالغ عاقل أن يؤدي صلاة العيد، وهذا الخكم هو الأقرب للصواب والذي أظهرته الأدلة الشرعية.
- أما بالنسبة لنساء المسلمين، حكم صلاة العيد لهن هي سنة جائزة، مع الالتزام باللباس الشرعي للمرأة، وعدم التزين والتطيب، بدليل عن أم عطية -رضي الله عنها- أنها قالت: (أمرنا أن نخرج في العيدين العواتق والحيض ليشهدن الخير ودعوة المسلمين وتعتزل الحيض المصلى)، وفي بعض أقواله: (فقالت إحداهن: يا رسول الله لا تجد إحدانا جلبابا تخرج فيه فقال -صلى الله عليه وسلم-: لتلبسها أختها من جلبابها).
- يحرم على المسلمين الصيام في أول يوم في العيدين، بدليل حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن صيام يومين، يوم الفطر، ويوم النحر) رواه مسلم.
شاهد أيضاُ: ماذا كان يلبس النبي صلى الله عليه وسلم في العيد
الحكمة من مشروعية العيد
فرض الله العديد من الفرائض على المسلمين، والتي لم تشرع عبثاً، وإنما شرعها الله لحكمة عظيمة، تعود بالنفع على المسلم خاصة، والمجتمع الاسلامي عامة، ومن المؤكد أن الله -عز وجل- قد شرع العيدين لحكمة معينة، وهي كما يأتي:
- تعظيم شعائر الله تعالى، حيث قال -عز وجل-: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾،
- إدخال الفرح والسرور على المسلمين، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ).
- تعليم الصغار تعظيم شعائر الله تعالى.
- صلة الأرحام، قال – تعالى -: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾.
- إظهار اجتماع أمة الإسلام ، تقول أم عطية -رضي الله عنها-: (أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ).[٦]
- شكر الله تعالى.
شاهد أيضاً: احلي صور العيد الصغير 2023
دليل مشروعية العيد
هناك العديد من الأدلة الشرعية في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على مشروعية العيد، والذي شرعت في السنة الأولى للهجرة، وهذه الأدلة كما يأتي:
- كما رواه أبو داود عن أنس، قال: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: “ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : إن الله قد ابدلكما خيراً منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطرة”.
- قال رسول الله -صلى اللع عليه وسلم-: (أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر).
- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: (أن أبا بكر دخل عليها والنبي -صلى اللع عليه وسلم- عندها يوم الفطر أو أضحى، وعندها قينتان تغنيان بما تقاذفت الأنصار يوم بعاث، فقال أبو بكر: مزمار الشيطان؟ مرتين، فقال النبي -صلى اللع عليه وسلم- : دعهما يا أبا بكر، إن لكل قوم عيداً، وإن عيدنا هذا اليوم).
- قال -تعالى-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ).
وفي ختام مقالنا عن الحكمة من مشروعية العيد، قد ذكرنا حكم صلاة العيد، والحكمة من مشروعية العيد، ودليل مشروعية العيد في القرآن والسنة.