كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلو بنفسه في غار، قبل البعثة وفي الوقت الذي كان فيه أهل قريش يعيشون بجهلهم وكانوا يمارسون عبادة الأصنام، كان صلى الله عليه وسلم لا يحب أن يفعل مثلهم ولم يقتنع بأن هذه الأصنام لا يمكن أن تخلق ولو شجرة في هذا الكون البديع، فكان دائما يحب أن يختلي بنفسه ويتأمل في الكون والخلق، وداخله يتكنى أن يعرف من وراء كل هذا الابداع.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلو بنفسه في غار
والمكان الذي كان عليه الصلاة والسلام يختلي فيه هو غار في أعلى جبل حراء اسمه غار حراء، وخاصة قبل البعثة بستة أشهر، حيث كان يتأمل ويتفكر في خلق الله، الى أن نزلت عليه الرؤيا الصادقة، وبعث الله تعالى اليه الوحي جبريل ليعلمه بوجود الله سبحانه وتعالى، ويعلمه القرآن الكريم وتعاليمه، حيث تلى عليه بداية سورة العلق من القرآن الكريم، وهو قوله تعالى:(اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، ومن هنا بدأ عصر جديد، عصر تحقيق العلم بالله سبحانه وتعالى والعلم والمعرفة، وابطال الخرافات والأكاذيب.