بمشاركة اسرتي اكتب حوارا قصيرا حول شخصية تاريخية او معاصرة من كتاب لغتي الخلدة لصف السادس ابتدائي في الفصل الدراس الأول من هذا العام حيث تهتم المملكة العربية السعودية بوزارة التعليم بشكل كبير بهذا الأمر وتحاول أن تصل في النهاية إلى جعل الطالب أكثر قدرة على القراءة والكتابة وكذلك الحوار والمحادثة مع الآخرين والاطلاع على  الثقافة والتشارك مع الآخرين من خلال المواد التعليمية

بمشاركة اسرتي اكتب حوارا قصيرا حول شخصية تاريخية او معاصرة

  • هذا  إليكم حوار عن شخصية معاصرة او تاريخية، سوف نتحدث اليوم البروفيسور جمال الدين الفاروقي:

يعد البروفيسور جمال الدين الفاروقي، الرئيس السابق لقسم اللغة العربية في كلية WMO، من أهم الأساتذة البارعين في ولاية كيرالا بجنوب الهند الذين ذاع صيتهم بين الأوساط العلمية والفكرية والأدبية بفضل ما يملكون من خبرات موسعة وقدرات فائقة على العلوم العربية والدراسات الإسلامية. وله العديد من الكتب العربية الأدبية والمقالات القيمة والبحوث الأكاديمية ومن أهمها: كتاب “أعلام المؤلفين باللغة العربية في البلاد الهندية”، كتبه بالمشاركة مع السيد عبد الرحمن منغاد والأستاذ عبد الرحمن آدرشيري، وكتاب “أعلام الأدب العربي الهندي”، و”دراسات في علوم البيئة “، و”دراسات في الثقافة والحضارة”، و”الطب الطبيعي في المنظور الديني والعلمي” مترجما من اللغة المليالمية، وقد أنتج كتابين في لغة ملايالام في الدراسات القـرآنية.

والهدف من هذا الحوار إبراز جوانب مختلفة من حياة البروفيسور جمال الدين الفاروقي الذي له جولة وصولة في العلوم الفنون في ولاية كيرالا- بجنوب الهند، وعرض خبراته الواسعة في المجالات الشتى من العلوم والفنون الترجمة والصحافة للإفادة العامة. وهو كلآتي: –

 

  • السؤال: أولاً حدثوني من فضلكم عن أسرتكم الكريمة والبيئة التي نشأتم فيها وكذلك أخبروني عن الأسرة التي تنتمون إليها؟

 

الجواب: أنا د. جمال الدين الفاروقي، وأسرتي مقيمة في ويناد، كيرالا، وهي منطقة جبلية ترتفع عن سطح البحر ألف متر. وكان والدي المرحوم حيدر بن فريد المولوي، وهو من أصل منطقة ملابورم، كيرالا، وصل إليها في الأربعينات في القرن الماضي، وذلك لمجرد زيارة وسياحة، إلا أنه بطلبٍ من أحد أصدقائه، تولّى إمامة المسجد في قرية موتل، ويناد، لأيام معدودة. ولكن تلك الوظيفة دامت واستمر فيها زهاء تسع سنوات، كان في خلاله يقوم بخطبة الجمعة وتعليم أولاد القرية. وحدث أن تزوج من أسرة مقيمة في نفس القرية.، وهي زينب، أمّنا الحنون رحمها الله، ورزقه الله منها عشرة أولاد، ستة ذكور (أنا، عبد الباري، خليل الرحمن، محمد عبد السلام، صالح، نعمة الله سهل) وأربع إناث (ميمونة، جميلة، بشرى، ثنيـة)، وأنا ثانيهم وولدت عام 1960. وكان والدي حريصا على تثقيف الأولاد بالثقافة العربية، ولذلك بعد الدراسة الثانوية توجّه كل منا إلى الكليات العربية، وتخرجنا جميعا بشهادة أفضل العلماء المعادلة للبكالوريا في العربية. وكلّنا بعد ذلك، مارسْنا تعليم العربية في المدارس والكليات. وإن ما يتميز به أسرتنا أن الأولاد كلهم درسوا العربية ويدرّسونها. ولا تزال هذه الميزة منقطعة النظير في المنطقة. أنا وأختي الكبيرة تقاعدْنا من العمل. ويظل الثمانية الآخرون يستمرون في عملهم.

 

  • السؤال: كيف كانت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي نشأت فيها؟؟

 

الجواب: كانت الأحوال الاجتماعية في تلك الأيام دنيئة للغاية. ولم يكن المجتمع يعطى كبير اهتمام للتعليم، فالكثير منهم يتوقف دراساتهم ما دون الثانوية. وأختي الكبيرة، ميمونة، هي البنت المسلمة الأولى التي أكملت الثانوية في قريتي مع أن المسلمين فيها يشكلون نصف السكان. والآن تغيرت الأوضاع تماما، وبدأت البنات يتدفقن إلى المدارس والكليات. أما الوضع الاقتصادي لأسرتي فهو كان في غاية الفقـر. وكان والدي رحمه الله يدرّس في المدرسة الدينية وقت الصباح ويعمل في المزارع بعد ذلك، وقد شقت عليه تربية الأسرة ذات الأعضاء الكثيرين، إلا أنه صبر وصمد في المعاناة. وكان سهمي خمسين روبية كلّ شهر، للطعام والنقل وسائر المصروفات، ترسلها لي أختي الكبيرة، إلا أنها لا تسمن ولا تغني من جوع. وتوليتُ أنا الإنفاق على الأسرة وتعليم الإخوة والأخوات بعد أن صرت معلما في الكلية.

 

  • السؤال: حدثوني من فضلكم على الأقل كيف بدأت مسيرة التعليم الابتدائي والتعليم والثانوي والعالي بقدر من الإيجاز؟

 

الجواب: الفضل في تكوين شخصيتي العربية يرجع إلى والدي رحمه الله أولا وقبل أي شخص آخر، إذ كان منذ صغر سنـّي يلقـّنُ عليّ مبادئ العربية، وبعد صلاة الصبح كل يوم كان يناديني وأجلس معه أتلو القـرآن، وهو يصحّح الأخطاء ويقوّم مخارج الحروف، حتى لو غلبه النوم في بعض الأحيان كان يصغي إليّ بقلبه، بحيث لا أستطيع أن أفلت منه أو أتساهل في التلاوة. وحين كنت في الثالث عشر من عمري، كان يشرح لي معاني الآيات في لغة مليالم، كما كان يدربّني عل إعرابها النحو ي. وكلما أتلو الآية كان يركـز على الأفعال ويعلمّني كيف تصرف إلى الماضي والمضارع والأمر، وكيف تصاغ منها المشتقات. وكان ذلك في أول الأمر صعبا عليّ. إلا أن إلحاحه وإصراره جعلني مطاوعا أمامه، ولم يلبث أن صارت العربية تحلـو لـي، واستطعت أن أجيدها وأفوق الآخرين في المدرسة الثانوية حيث كانت العربية تدرس كموضوع رئيسي.

 

وبعد الثانوية لم يكن أمام والدي خيار إلا مواصلة الدراسة العربية، فألحقني بكلية روضة العلوم العربية بفاروق، كالكوت، حيث درست خمس سنوات (1980 ــــــــ 1975) وتخرجت بشهادة أفضل العلماء، وتم تعييني في نفس الكلية مدرسا في عام 1981، وفي عام 1986 أخذت الماجستير في العربية من جامعة عليكرة الإسلامية، كما سنحت لي الفرصة للدراسة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، حيث درست سنة واحدة عام 1990، وكان بِوُدّي مواصلة الدراسة هناك إلا أن الحرب بين العراق والكويت حالت دون أمنيتي، إذ عمدت الجهات المعنية بالجامعة إلى ترحيل الطلبة الأجانب، ورجعت وباشرت عملي في كلية روضة العلوم حتى عام 1996، وخلال ذلك نجحت ُفي الاختبارات الوطنية لتأهيل معلمي الجامعات (NET). وفي عام 1996 انتقلتُ إلى كلية دليو إيم أو {WMO College} في مسقط رأسي حيث تم تعييني أستاذا في قسم اللغة العربية. وبعد قليل أنهيتُ بحثي للدكتوراه وفـزتُ بها عام 1998. وفي عام 2012 تعينت رئيسا لقسم اللغة العربية، ثم تمت ترقيتي إلى منصب عمادة الكلية عام 2014 وبقيت فيها إلى أن تقاعدتُ عام 2016.