تختص الشريعة والدين الإسلامي بالكثير من الكلام الطيب الحسن والأذكار التي رددها أنبياء ورسل الله عز وجل والعديد من العباد الصالحين، ومن هذا الكلام الطيب والأذكار الحسنة الاستعانة بالله، وتعد كلمة الله المستعان من الأذكار التي تدل على طلب العون من الله واللجوء إليه عند اعتراء الإنسان ما يصعب عليه مواجهته وعند نزول أمر شديد به فيفوض العبد أمره إلى خالقه عز وجل الواحد الأحد القادر الصمد، كي يمده بالصبر والثبات أو عند تعرض الإنسان للافتراء والكذب المحض. لأن الله هو القادر الذي يستطيع مد أسباب وعوامل الخير والعون للعبد التي يطلبها ويحتاجها في كل وقت وحين.

 ما هو الرد على الله المستعان

من الجدير بالذكر أن المسلم في صلاته بل في كل ركعة من ركعاته عند قراءة فاتحة الكتاب يتلفظ بقوله” إياك نعبد وإياك نستعين ” فحتى لفظ الاستعانة مرتبط بصورة وثيقة بعبادة الله سبحانه وتعالى فالله يعين العبد على عبادته بشكل سليم وصحيح إن طلبها العبد بقلبه وبنية خالصة لوجهه عز وجل.

وتجدر الإشارة إلى أن المسلم الذي يتلفظ بهذه الكلمة الطيبة يثاب عليها لأنه اقتدى بسيدنا يعقوب عليه السلام الذي قالها حين كذب عليه إخوة يوسف في نبأ مقتل يوسف بقولهم أكل الذئب إياه وهم في غفلة عنه وبأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى سبيل المثال الصحابي الجليل عثمان بن عفان قد قال كلمة الله المستعان عندما أصابته مصيبة وجلة، أما تارك قول كلمة الله المستعان لا يأثم ولا يعد منكراً.

ويكون الرد المناسب لها هو “ونعم بالله” ايمانًا وتصديقًا من المتلقي بأن الله هو نعم المعين والقادر على الأمر كله خيره وشره حلوه ومره.

أقسام الناس فيما يخص العبادة والاستعانة

إن الاستعانة بالخالق عز وجل تعتبر من أجل وأعظم العبادات القلبية فكلمة الله المستعان التي يذكرها المسلم لطلب عون الله سبحانه وتعالى في فعل المأمورات وترك المنكرات والمحظورات وفي إمداده للعبد بالصبر وبالثبات في الأهوال سواء أكانت من الأهوال الدنيوية أو الأهوال الأخروية في يوم القيامة، فالاستعانة بالله عبادة فلا يجب أن يلحقها المرء لغير الله عز وجل ، وينقسم الناس فيما يتعلق بمسألة العبادة والاستعانة إلى ثلاثة أقسام، والتي سنذكرها فيما يلي:

  • المسلم الذي يعبد الله عز وجل ويستعين به، ويهدف المسلم إلى عبادة الله تعالى وطلب العون منه في كل أمور حياته.
  • المسلم الذي يعبد الله ولا يستعين به، فيكون حظ المسلم منقوص يشوبه الخذلان والعجز لعدم توكله على بارئه.
  • المرء الذي يستعين بالله ولا يعبده، أي يشهد بأن الله هو من بيده النفع والضر ولكنه لا يتبع ولا يسير على النهج الذي حدده الخالق.