يتميز الإنسان بأنه كائن اجتماعي، ويحب التفاعل مع غيره من خلال التعايش معهم، ولأن الإنسان طموح ويسعى دوماً لتحقيق أهدافه في الحياة، ولكي يحقق هذا الأمر يجب عليه أن يتعامل مع أشخاص آخرين، وبالتالي يستلزم أن يتميز بدرجة عالية من الذكاء الاجتماعي فما هو الذكاء الاجتماعي، وما هي فوائده، وما هي مهارات الذكاء الاجتماعي، وكيف يمكن للإنسان أن يطور من ذكائه الاجتماعي، كل هذه المعلومات سوف نعرضها عليكم بالتفصيل في المقال.
ما هو الذكاء الاجتماعي
يمكن تعريف الذكاء الاجتماعي على أنه قدرة الشخص على التواصل مع الآخرين، وتكوين علاقات مبنية على المحبة واحترام الآخرين والالتزام، ويتكون الذكاء الاجتماعي من خلال فهم الإنسان لذاته، ونتيجة لقدرته على التحكم بعواطفه، وهذا مرتبط بالذكاء العاطفي، وهو المتعلق بالوعي العاطفي وكيف يمكن للشخص أن يدير حياته قبل أن يشاركه أحد فيها، أما الذكاء الاجتماعي فهو عكس العاطفي حيث يبدأ دوره عن طريق التواصل مع الآخرين، وفيه يحتاج الشخص لتوظيف مهارات مهمة وهي مهارات الذكاء الاجتماعي ومنها: التعبير، الحوار، الاستماع، المصالحة، وغيرها من مهارات الذكاء الاجتماعي.
فوائد الذكاء الاجتماعي
للذكاء الاجتماعي فوائد كثيرة تعود على الفرد بالنفع، ومن هذه الفوائد:
- يساهم الذكاء الاجتماعي في تكوين علاقات قوية مع الآخرين، وبالتالي يتجنب الإنسان الأمراض النفسية مثل: الاكتئاب، الشعور بالتعب، الوحدة.
- بسبب العلاقات المتماسكة الناتجة من تفعيل الذكاء الاجتماعي لدى الإنسان، سينعكس هذا الشئ على مختلف مجالات الحياة ابتدآ من الأسرة إلى الحياة المهنية.
- يمكن للذكاء الاجتماعي تحسين من جهاز المناعة لدى الأشخاص، وزيادة قدرتهم على مكافحة الأمراض.
مهارات الذكاء الاجتماعي
يعتبر الذكاء الاجتماعي من المهارات التي يكتسبها الإنسان، ومع مرور الوقت تتطور هذه المهارات من خلال قدرة الشخص على استخدام الذكاء الاجتماعي في التواصل والتفاعل بصورة كبيرة مع فئات مختلفة في المجتمع، وفيما يلي نعرض عليكم أم مهارات الذكاء الاجتماعي وهي:
- مهارات التحدث والحوار: تتميز الأشخاص الذكية اجتماعياً بقدرتها على التكيف بسرعة مع الأشخاص الغريبة، كذلك قدرتها على التواصل مع الآخرين من خلال التحدث معهم بكل أدب وأسلوب لائق ومهذب، وفي معظم الجلسات واللقاءات الاجتماعية نجد أن العيون تتجه نحوه.
- معرفة العادات والمعايير الاجتماعية: يجب على الشخص الذكي اجتماعياً أن تكون لديه القدرة على التعامل جميع المواقف الاجتماعية المختلفة، ويمتلك الشخص الذكي اجتماعياً خلفية عن القواعد التي من خلالها يتم التحكم بالمواقف الاجتماعية ضمن محيطه وبيئته.
- مهارة الاستماع جيداً: يمتلك الشخص الذكي اجتماعياً القدرة على الاستماع والإصغاء الجيد للآخرين، لذلك تجد الأشخاص الآخرين يشعرون بالراحة عند التواصل معه.
- الشعور بالآخرين: يستطيع الشخص الذكي مساعدة الآخرين وتقديم الاستشارات الخاصة بتجاوز مشاكلهم وهمومهم، فالشخص الذكي اجتماعياً يمتلك الإحساس بالآخرين، والشعور بهم دائماً.
- مهارة تبديل الأدوار: يستطيع الشخص الذكي التواصل مع فئات المجتمع المختلفة، وهذا يزيد مكن ثقته بنفسه.
- القدرة ترك انطباع جيد: يمتلك الشخص الذكي اجتماعياً بالقدرة على ترك أثر وانطباع جيد دون أي تصنع، وهذا ما يميز الإنسان الذكي الاجتماعي عن غيره من الأشخاص الآخرين.
- تجنب الجدال: الشخص الذكي اجتماعياً يتسم بتقبل وجهات نظر الآخرين وآرائهم بكل صدر رحب، حتى وان كانت هذه الوجهات والآراء مخالفة لمعتقداته وأفكاره الشخصية، ودائما يتجنب الجدال مع الغير.
كيفية تطوير الذكاء الاجتماعي
تعتبر العلاقات الاجتماعية من أهم العلاقات في المجتمع فهي تحقق الفرح والسعادة من خلال قدرة الإنسان على التواصل مع فئات المجتمع المختلفة، ويجب على الشخص الذكي اجتماعياً العمل على تطوير ذكائه الاجتماعي باستمرار لكي تتحقق السعادة الأبدية له، وفيما يلي نعرض عليكم أهم الخطوات التي يمكن إتباعها لتطوير الذكاء الاجتماعي وهي:
- الوعي العاطفي: يمكن للشخص الذكي اجتماعياً تطوير ذكائه الاجتماعي من خلال قدرته على التحكم والسيطرة بالوعي العاطفي لديه، أو التحكم بالعلامات الجسدية التي تظهر عليه عند تعرضه لموقف ما مثل: نبضات قلبه، معدل تنفسه، درجة تعرقه.
- احترام الآخرين: على الشخص الذكي اجتماعياً أن يسيطر على إطلاق الأحكام على الآخرين، دون التعرف عليهم جيداً، لذلك يجب الحرص على تقبل الآخرين، ومعرفتهم جيداً قبل الحكم عليهم.
- وضع الشخص نفسه مكان الآخرين: يجب على الشخص الذكي اجتماعياً أن يضع نفسه مكان الآخرين عند تعرضهم لموقف ما، وذلك من اجل فهم الآخرين جيداً والتعرف عنهم وهو بالقرب منهم، وكذلك من اجل إدراك الصعوبات التي يمرون بها، وهذا يساهم في تحسين مهارات التعاطف والتفاهم من خلال التواصل معهم.
- الدبلوماسية في التعامل: دائماً ما نجد أن الأشخاص الأذكياء اجتماعيا مرتبطين بشركات أو مؤسسات، لذلك يجب عليهم تحديد نوعية العلاقات مع جميع الأشخاص داخل المؤسسة أو الشركة، وهذا يساعد في ضبط الشخص لردود أفعاله والتصرف بكل وعي وحكمة.
- القدرة على تحليل لغة الجسد: تعد القدرة على تحليل لغة الجسد من المهارات المهمة التي يجب أن يكون على علم بها الشخص الذكي اجتماعياً ويجب السعي دائما نحو تطويرها، فمن خلالها يمكن للشخص فهم حقيقة شعور الآخرين، وتوثيق علاقاته معهم بدون أي تواصل لفظي فهي تعتمد على تحليل لغة الجسد، وفهم السلوكيات اللالفظية مثل: تعابير الوجه، وردود الأفعال، والإيماءات.
قدمنا لكم كافة المعلومات المتعلقة بـ ما هو الذكاء الأجتماعي، ومن خلالها تطرقنا إلى الإجابة عن جميع الأسئلة التي وردت في المقال، وننوه أنه يجب على الإنسان الذكي اجتماعياً أن يطور من نفسه دائماً ويجب أن يواكب كل التطورات والتغييرات الحاصلة في المجتمع، فهو شخص يتمتع بالذكاء الاجتماعي ويمكنه التكيف معها بكل سهولة، وكذلك يمكنه تخطى كافة العراقيل والصعوبات التي يمكن أن تقف في طريقه نحو التقدم والنجاح.