هل لمس الذكر ينقض الوضوء سؤال مختلف في إجابته عند فقهاء المسلمين وذلك لانطلق العلماء أو الفريقين المختلفين من أدلة شرعية، وهذه الأدلة روايات منقولة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويرد كل طرف منهما على الآخر، ومن يقرأ الفقه الإسلامي يجد أن مساحة الخلاف في المسائل الفقهية كثيرة ويعتقد كثيرون أن هذا مما قد يجلب التيسير على الناس، لكن هناك من يرى أن كثرة الخلاف شر، لكن في أمهات المسائل فهناك اتفاق واجماعات منعقدة لا يمكن أن يخرم ما فيها، ومس الذكر مدار خلافه على الحديثن الذين رويا عن بسرة بنت صفوان وعن طلق بن عدي رضي الله عنهما وهناك من فصل في ذلك.
هل لمس الذكر ينقض الوضوء
انقسم العلماء في الحكم على هذه المسألة الفقهية إلى ثلاثة أقسام ولكل قسم من هذه الأقسام دليله الذي يستند عليه، وقد نقل في الشرح الممتع وكذلك في المغني لابن قدامة رحمه الله تعالى وغيرهما ذلك:
- القول الأول وهو مذهب الإمام أحمد رحمه الله أن من مس ذكره توضأ ودليلهم عن بسرة بنت صفوان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من مس ذكره فليتوضأ)، و عن أبي هريرة رضي الله عنه : (إذا أفضى أحدكم بيده إلى ذكره ؛ ليس دونها ستر فقد وجب عليه الوضوء) وفي رواية ” إلى فرجه” ، وقالوا إن كان النوم المستغرق ينقض الوضوء لعلة خشية خروج شيء فكيف بالمس باليد.
- القول الثاني لا يلزم الوضوء ودليلهم عن طلق بن علي أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يمس ذكره في الصلاة : أعليه وضوء ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا ، إنما هو بضعة منك) ، والأصل أن المسلم طاهر ولم ينقض الوضوء وفي الحديث (لا ينصرف حتى يسمع صوتا ، أو يجد ريحا) .
- القول الثالث إن مس ذكرخ بشهوة توضأ وإن مسه بغير شهوة لم يفعل وبذلك تم الجمع بين الحديثين، أما ادعاء أن حديث طلق منسوخ فهذا قول ضعيف، وقد رأى شيخ الإسلام ابن تيمية استحباب الوضوء من مس الذكر على أي حال.
أحاديث مس الذكر والوضوء من ذلك
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من مس ذكره فليتوضأ).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا ، إنما هو بضعة منك) عندما سأل عن الوضوء من مس الذكر.
جمعنا بين الدليلين بالأعلى وبينا أقوال أهل العلم في ذلك هل لمس الذكر ينقض الوضوء وفي هذا الإفادة والله تعالى أعلى وأعلم.