هل الصاروخ البالستي يخترق الغلاف الجوي، تخوض العديد من الدول الحروب في وقتنا الحالي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر لعديد من الأسباب ومن أبرزها الاستحواذ على ثروات أو مصادر بعينها أو استعادة أرضها أو بسبب الخلافات الأيدولوجية والكراهية المتأصلة بين شعبين ويستغلها القادة والسياسين في بعض الأوقات وغيرها الكثير من الأسباب، ويتم استخدام كافة الأسلحة في تلك الحروب دون مراعاة أي قوانين دولية تحرم استخدامها، ولعل أشهر تلك الأسلحة المستخدمة في الوقت الراهن هي الصواريخ والقنابل النووية.
هل الصاروخ البالستي يخترق الغلاف الجوي
كما هو معروف أنه لا يوجد فائدة من وجود القنبلة النووية وحدها دون وجود أداة لتوصيلها إلى المنطقة المستهدفة، وهناك طريقتان لنقل تلك القنابل حيث تتمثل الأولى في الطائرات التي تحمل القنبلة فوق المنطقة المستهدفة وترميها لتقع عليها بفعل الجاذبية ولكن أصبحت هذه الطريقة عديمة الجدوى بسبب تطور الدفاع الجوي لمعظم الدول التي تكتشف وجود الطائرة في مجالها الجوي في وقت مبكر.
أما الطريقة الثانية فهي عن طريق الصواريخ مثل الصواريخ الباليستية والتي يتم إطلاقها من خارج المنطقة المستهدفة وتكون حامل في رأسها للأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية ثم تأخذ مسار شبه مداري خارج الغلاف الجوي لتعود في النزول فوق تلك المنطقة.
أنواع الصواريخ ذات الرؤوس النووية
هناك نوعان رئيسيان للصواريخ ذات الرؤوس النووية وهما كالتالي:
- الصواريخ الباليستية أو المقذوفات (مثل صواريخ سكود وشهاب): ويتميز هذا النوع من الصواريخ بطول مداها لتصبح عابرة للقارات حيث يتم إطلاقها صاعدًا لتخترق الغلاف الجوي وتأخذ مسار منحنيًا لتعود في الهبوط فوق المنطقة المستهدفة، ولكن أبرز عيوبها أنه هناك احتمالية كبيرة لاعتراضها كما أن دقتها لا تكون عالية
- الصواريخ الجوالة أو كروز (مثل صواريخ التوماهوك): على عكس الصواريخ الباليستية، فإن الصواريخ الجوالة تسير على ارتفاع منخفض ومزودة بنظام دفع ومحرك نفاث يحتوي على نظام ملاحة، ويتميز هذا النوع من الصواريخ بالدقة العالية في إصابة الهدف وإمكانية المراوغة فلا يسهل اعتراضها مثل الصواريخ الباليستية، ولكن يعيبها أن مداها يكون في ننطاق 2500 كم وذلك بسبب كمية الوقود المحدودة التي يمكن تزويدها لهذا النوع من الصواريخ، فلو استطاع العلماء تطويرها لتحتوي على نظام وقود وطاقة أطول لأصبحت سلاح خطير للغاية يجوب الأرض في جميع الاتجاهات دون توقف
مراحل مسار الصاروخ الباليستي
تنقسم مراحل مسار الصالروخ الباليستي إلى ثلاث مراحل وهي كالتالي:
- مرحلة الدفع
وتبدأ مرحلة الدفه منذ لحظة تشغيل أول محرك بالصاروخ وتستمر حتى استهلاك جميع كمية البروبرغول، وفي هذه المرحلة أيضًا يكتسب الصاروخ جميع الطاقة الحركية اللازمة للوصول الهدف وتعتبر هذه المرحلة قصيرة نسبيًا مقارنة بمدة الطيران
- مرحلة الطيران الباليستي
وتعتبر أطول المراحل في مسار الصاروخ الباليستي ولا سيما في الصواريخ ذات المدى البعيد حيث تكون تلك المرحلة داخل الفضاء ويسير بسرعة كبيرة تصل إلى 24 ألف كم في الساعة حيث يغيب الدفع مما يعني أن مسار رحلة الصاروخ قد تحدد بشكل كامل في المرحلة السابقة
- مرحلة الدخول في الغلاف الجوي
تختلف هذه المرحلة عن المرحلة التي تسبقها في أن سرغة الصاروخ تبدأ في الانخفاض بسبب بسبب الاحتكاك بين الصاروخ والهواء داخل الغلاف الجوي، كما يصبح أقل توازنًا بسبب الاضطرابات الجوية والرياح، وقد يواجه الصاروخ درجات حرارة مرتفعة للغاية قد تتسبب في احتراقه ما لم يكن مزود بدروع مناسبة يمكنها تحمل درجات الحرارة المرتفاعة للغاية.
تعريف الصاروخ الباليستي
الصاروخ الباليستي أو كما يُطلق عليه المقذوفات أو الصاروخ القوسي أو القذيفة التسيارية هو صاروخ يأخذ مسارًا شبه مداري أي منحنيًا ويتحكم في مساره الجاذبية الأرضية والاحتكاك الهوائي. ويطلق على هذه الصواريخ باليستية نسبة إلى الكلمة الإنجليزية Ballistic وهي اختصار لتلك الجملة “the flight of an object through space under the force of gravity only” وهي تعني “أن حركة الجسم في الفضاء تكون تحت تأثير الجاذبية فقط”.
نشأة الصاروخ الباليستي
ظهر أول صاروخ يمكننا ان نطلق عليه صاروخ باليستي في عام 1938م في ألمانيا وقد كان صاروخ فاو-2 V2 على يد فيرنر فون وقد تم استخدامه خلال الحرب العالمية الثانية حيث بلغ مداه نحو 200 كم تقريبًا. وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في منافسة الاتحاد السوفيتي في صناعة وتطوير صواريخ باليستية، وقد بدأ الأمر بصوارخ مطورة تشبه صواريخ الفاو-2 ثم صواريخ مستلهمة منها مثل سكود وريدستون حتى الوصول إلى إصدارات أكثر تطورًا.
فئات الصواريخ الباليستية
- صاروخ باليستي عابر للقارات ICBM حيث يزيد مداه عن 5500 كم
- صاروخ باليستي فوق المتوسط IRBM حيث يتراوح مداه من 3000 إلى 5500 كم
- صاروخ باليستي متوسط المدى MRBM حيث يترواح مداه من 1000 إلى 3000 كم
- صاروخ باليستي قصير المدى SRBM حيث يصل مداه إلى 1000 كم