توقعات الأبراج كذب أم حقيقة، لفترة كبيرة من الزمن وقد تتعدى العقود قد لاقى التنجيم والذي يسمى ” بالأبراج ” إهتماماً كبيراً من بعض الأشخاص ، والذي أثر على سلوك وشخصيات البشر، والعديد من الحضارات والديانات في جميع أنحاء العالم، وحتى يومنا هذا تصرف أموال طائلة من أجل برامج التنبؤات وتحليل الشخصيات، ومعرفة المستقبل من خلال الأبراج. فمن منا لم يسمع عن الأبراج ..؟ ومن منا لم يقوم بتكذيبه ؟، مع إقتراب نهاية كل عام تثير وسائل الإعلام إهتمام الأشخاص المهتمين بتوقعات الأبراج للعام الجديد، وتختلف التوقعات بين الحالة المزاجية والأمور المادية، وحتى الأوضاع الصحية، وبينما يتسابق الكثيرون على متابعة تلك التوقعات، فإنها لا تحظى بالتصديق و التأكيد من تشكيك البعض في مدى إعتمادها على منهج علمي، من ناحية أخرى رفض البعض الآخر لها من منظور ديني.
رأي علماء الفلك بتوقعات الأبراج
أما بالنسبة لحالة التنجيم وما يرتبط فيها من توقعات الأبراج،فقد أكد رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية في مصر، الدكتور أشرف تادرس، إنه يرى أن التنجيم ” لا علاقة له بالعلم إطلاقا “.
كما أكد على أنها لم تكن سوى “مجرد حرفة تعتمد على ثقافة المنجم وخبرته، فمع تكرار الحوادث يتكون لدى ممارسين هذه الحرفة خلفية واسعة، يستطيعون من خلالها التنبؤ بالأحداث وفقًا لمواقع النجوم.
وأن هذه الطريقة في التنبؤ لا تعتمد على أساليب علمية، وإنما هي مسألة متروكة للصدفة، فمن الممكن أن تحدث أو لا تحدث من الأصل، وهذا ما يتخالف بالضرورة مع العلم الذي يرفض الأمور التي تحتمل التأويل والتخمين بهذا الشكل.
حكم الشريعة في الكاهن والعراف والمصدق لهما
ما هو حكم هؤلاء في الشريعة؟ قال ابن قدامة رحمه الله: نُقِل عن الإمام أحمد عن الكاهن والعراف أن حكمهما القتل أو الحبس حتى يموتا، ومن اعتقد من القراء الذين يقرءون هذه الأبراج اعتقاداً جازماً أن كلام هذا العراف الفلكي حقٌ ويرسم حياته بناءً على ما كُتِب وفقاًلذلك، فقد كفر كفراً مخرجاً عن ملة الإسلام، لا ينفعه صلاةٌ ولا صيامٌ ولا زكاةٌ ولا حجٌ، وهو خارج عن شهادة التوحيد التي ينطقها في الصلاة، والذي يصدق قول الكاهن للتجربة، يقول: أجرِّب، ممكن يكون صحيحاً ممكن لا يكون، هذا قد وقع في الشرك العملي.
فوائد النجوم كما ذكرت بالقرآن
إذاً لماذا النجوم؟! هل النجوم خلقها الله تعالى كي يتم من خلالها التوقع في أقدار البشر؟! من المؤكد “لا” ودليل ذلك قول الله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [الأنعام:97].
وقوله عز وجل: {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل:16] أي يهتدون في الظلمات، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ} [الحجر:16]، كما يُعد أن للنجوم هناك ثلاث فوائد فقط قد خلقها الله لها:
- من خلالها يمكن أن يهتدي بها الناس في ظلمات البر والبحر.
- أو أن الله سبحناه وتعالى جعلها زينة في السماء.
- أو يمكن لنا من خلالها التعرف على حسابات الشهور وحسابات الدهور، وهذا أمرٌ معروف لمن يُسموا بعلماء الفلك.
تعتمد توقعات الأبراج، على التنجيم الذي يعتمد على مجموعة من التقاليد، والإعتقادات المرتبطة بالأوضاع النسبية للأجرام السماوية؛ والتي من خلالها يتم استقطاب التنبؤات الخاصة في الأمور الشخصية للبشر، و شؤونهم الدنيوية، بالنهاية نستنتج بأن توقعات الأبراج والتنجيم ما هو إلا شعوذة ودجل ومحض افتراء، وتدخل في اختصاصات المولى عز وجل، وذلك نكون قد عرفنا حقيقة توقعات الأبراج كذب أم حقيقة. فهي لا تعتبر إلا كذب من المنجمين.