ياشيخ انا جيتك على الفطر الشيب قصيدة وقصة مشهورة عند العرب، ولها أصالة وعراقة كبيرة، وتحكي الكثير من المصنفات اللغوية وكذلك المراجع التاريخية عن هذه الحكاية ما يجعل لها الحضور في العديد من المحافل، وكاتب هذه القصيدة أو مجسدها خضر بن مناع الشمري الذي عاصر البادية في الجزيرة العربية وتنقل بين حائل في المملكة العربية السعودية ومدن العراق واستطاع أن يجسد قصيدة في الحرب التي دارت بين العتيبين والشمريين وهي معركة الأنصر 1310هجري.
ياشيخ انا جيتك على الفطر الشيب
إن هذه القصة للشاعر السعودي المشهور خضير بن مناع الصعيليك الاسلمي الشمري أحد أعمدة الشعر النبطي في الخليج وقصائدة التي كتبها لا زالت إلى اليوم يحكى قصتها ويروى أثرها ومن بينها هذه القصة التي دارت فصولها بين الشاعر والحاكم الشيخ عبد الكريم الجرباء الذي أكرمه على هذه القصيدة الرهيبة في المدح وقوة السبك، حتى رصد معركة بين عتيبة وشمر (الأنصر) عام 1310 هجري وقال:
- مزنا على الأنصر تزبر خياله ** خيل على بن حميدهم والشيابين
- رجنا وراجوا روجة رحتماله ** والهوش طال وتال الهوش جاء شين
- صاحوا وجاهم فزعتا من شماله **باولاد روق مرجحين الموازين
- من ضرب أهل عمهوج رحنا دباله** مير اقمحن يالابسات السباهين
- لكن ضرب سيوفهم في طواله ** قنيب ذيبا في علاوي الضلاعين
قصة ياشيخ انا جيتك على الفطر الشيب
كان الشاعر خضر بن مناع الشمري يعاني من شحاحة قادة المنطقة التي يقطن بها، فبلغه أن الحاكم الشيخ عبد الكريم الجرباء كثير العطايا والكرم فأتاه يشكو الحال ويمدح صنيعه فقال القصيدة، عندها صفق الشيخ وسقط خنجره فأهداه للشاعر وسرت القصيدة، وقال فيها:
- يا شيخ انا جيتك على الفطر الشيب** قـزّان مـن دار المحبيـن دبّـاب
- دبـاء علـي ودب منـي بتقريـب ** قل المواشي يـا ذراء كـل من هـاب
- من دارنا جينـا لـدارك مغاريـب **يمـوم نجـمِ لا تغيّـر ولا غـاب
- متخيرك يا منقـع الجـود والطيـب ** لا خيّب الـله للاجاويـد طـلاّب
- سلام من قلبٍ محـبٍ بـلا ريـب **له يستتبّ الشاب ويشبّ من شاب
- يالجوهر الناريز يالعطـر يالطيـب ** يالصعل يالصهّال يا حصان الاطلاب
- يالزير يالزحّـار يالنمـر يالذيـب **يالّليث ياللاّيوث يالشبـل يالـداّب
- يالضاري الضرغام عطب المضاريب ** يالفرز يا مفراص ضده والاجنـاب
- يالنّادر الهيلـع عقـاب المراقيـب **يا نافلٍ جيلـه بعيديـن وأقـراب
- نطّاح طابـور العساكـر إليا هيـب**ستر العذارى لا غشى الزمل ضبضاب
- عيبك إلى من قالوا الناس بك عيـب **بالسيف لأرقـاب المناعيـر قصّـاب
- و عيبك إلى من قالوا الناس بك عيب ** للسمن فوق مفطّح الحِيـل صبّـاب
انتشرت القصيدة كالنار في الهشيم في الجزيرة العربية وباتت من بين القصائد المعروفة في المدح بمطلعها ياشيخ انا جيتك على الفطر الشيب.