دعاء الضيق والهم والحَزَنِ قصير، من المعروف أن الدنيا هي دار اختبار حيث يمر الإنسان بالعديد من المحن والأزمات ليختبرنا الله عز وجل ويرى كيف سنتصرف في تلك الحالة وقد يحب الله سماع صوت عبده فيبتليه بعض الشيء حتى يرفع العبد يديه إلى الله متضرعًا طالبًا الغوث والعون منه. فالدعاء من أكثر العبادات التي تطيب لها نفس المسلم والتي قد ينسى أهميتها في بعض ويتغافل عن أنها العبادة التي ذكرها الله عز وجل دون أي وسيط في قوله سبحانه وتعالى “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي”. وفي هذا المقال سنعرض دعاء الضيق والهم والحَزَنِ قصير وأوقات الاستجابة للدعاء
دعاء الضيق والهم والحَزَنِ قصير
هناك بعض الأدعية المعروفة في السنة والتي أوصانا بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إذا أصاب الإنسان هم أو حزن أو ضيق، ومن بين تلك الأدعية ما يلي:
- ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين
- اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ يـا مَن لا تَراهُ العُيـون، وَلا يَصِفُهُ الواصِفون، وَلا تُغَيِّرُهُ الحَوادِثُ وَلا الدُّهور أن تزيل همي وتفرجي كربي وتمحو حزني
- اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي
- اللَّهمَّ إنِّي أَعوذُ بك مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجزِ والكسَلِ، والبُخلِ والجُبنِ، وضَلَعِ الدَّينِ، وغَلَبةِ الرِّجالِ
- لا إله إلا أنت رب العرش العظيم، لا إله إلا أنت رب العرش الكريم، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
- الله الله ربي لا شريك له
أفضل أوقات الاستجابة للدعاء الضيق والهم
يمكننا أن ندع الله عز وجل وقت ما نشاء ولكن من الأفضل أن نتحرى أوقات الاستجابة للدعاء والتي ذكرها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وهي كالآتي:
- عند السجود في الصلاة وكذلك بعد التشهد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء”
- بين الأذان والإقامة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يرد الدعاء بين الدعاء والإقامة”
- عند السفر وكذلك دعوة الصائم عند إفطاره، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ثلاث دعوات لا تُرد: دعوة الوالد لولده ودعوة الصائم ودعوة المسافر”
- الدعاء وقت المطر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء وتحت المطر”
- الدعاء يوم عرفه وفي الحج وفي العمرة وفي يوم الجمعة، فقد روي أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا
موانع الاستجابة للدعاء الضيق والهم
كما أشرنا إلى الأوقات التي يستحب الدعاء فيها، هناك بعض الأمور التي علينا تجنبها لأنها تمنع الاستجابة للدعاء وهي كالآتي:
- أن يرتكب المسلم العديد من الأمور التي حرمها الله عز وجل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟”
- الدعاء بالإثم أو بدعاء يقصد منه قطع صلة رحم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما على الأرض مسلمٌ يدعو اللهَ تعالى بدعوةٍ إلا آتاه اللهُ إياها أو صَرَف عنه من السوءِ مثلَها ما لم يدعُ بمأثمٍ أو قطيعةِ رَحِمٍ فقال رجلٌ من القوم إذا نُكثِرُ قال اللهُ أكثرُ”
إذا استعجل المسلم الاستجابة إلى الدعاء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي”، وفي نهاية المقال نتمنى أن يرزقنا الله عز وجل الدعاء المستجاب وأن يجنبنا موبقات الأمور