خطبة عن الاحترازات الوقائية في ظل انتشار فايروس كورنا المستجد في الكثير من الدول، ومع أخذ الاعتبار بأن هذا الوباء مدمر والمسؤولية مشتركة في الكثير من الجوانب فإنه يقع على عاتق الأطباء والممرضين والجهاز الصحي بشكل العام التوعية والطلب من الجميع في المجتمع بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، واتباع اجراءات السلامة وهذا ما يحتاج كثيرون إلى التفصيل فيه، في المقابل فإن هناك من لهم مسؤولية مثل وزارة الداخلية وكذلك وزارة التعليم ومن بينهم الأوقاف التي تختص بالمساجد والدعوة، وهذا جزء من واجبها خطبة عن الاحترازات الوقائية.
بإمكان الخطباء الحديث في الكثير من المحاور ضمن خطبة عن الاحترازات الوقائية عن فايروس كورونا بإدخال الجانب الصحي وأن يسبقوا ذلك بالأدلة الشرعية الدالة على الوقاية والتداوي وغيرها وأن يشفعوا ذلك بطلب الدعاء من الناس إلى الله تعالى والتضرع وفعل الخير.
خطبة عن الاحترازات الوقائية
ولا نريد أن نشرد لكم خطبة كاملة عن ذلك وحسب بل نحاول أن نضع القواعد الأساسية التي تساعد في إنجاز خطبة ناجحة وجيدة ومن أهمها:
- المقدمة: وهي التي تبدأ بالحمد والثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتذكير الناس بتقوى الله الكعتاد.
- الوسط: فيه يكون الأدلة والبراهين والدعوة لاتخاذ اجراءات السلامة والوقاية واتباع ذلك.
- الخاتمة: ويذكر فيها الخطيب بأهم ما يدعو إليه في الخطبة داعياً إياهم لامتثال الأمر.
نموذج خطبة عن الاحترازات الوقائية
- الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..عباد الله، عالم اليوم يمر بأزمات ومحن ومصائب كثيرة، لعل منها أزمة انتشار الأوبئة والأمراض والطواعين الفتاكة التي تفتك بالبشر، ولم تكن على سالف عهدهم، بل وتفتك بالحيوانات العجماوات التي يعتمد عليها الناس في طعامهم وشرابهم، فقد سمعنا بوباء جنون البقر، وحمى الوادي المتصدع، وإنفلونزا الطيور والخنازير، والآن وباء كورونا الذي ضرب في الصين أولًا، وبدأ ينتشر في أنحاء من العالم، وقد حار العلماء في معالجته وخلف عددًا كبيرًا من الوفيات وخسائر اقتصادية؛ ما جعل العالم يدق أجراس الخطر وتتوالى الجهود لمحاربته ووقف انتشاره، ناهيكم عن الرعب والخوف من نتائجه ومآلاته.
- قال الله تعالى ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الأنعام: 17]، ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80]، ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]، وقد عالج الإسلام موضوع الأوبئة، وذلك قبل وقوع الوباء، وبعد وقوعه وانتشاره؛ فقبل وقوع الوباء لا بد على المسلم أن يعلم أن القضاء قد يكون خيرًا، وقد يكون شرًّا، ومن أركان الإيمان الإيمانُ بالقدر خيره وشره، وفي الحديث (كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الأعراب فقالوا: يا رسول الله، أنتداوى؟ فقال: نعم، تداوَوا عباد الله؛ فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء واحد: الهرم) ).
- وفي خطبة عن الاحترازات الوقائية بين أييدنا فإنه علاج كل الأوبئة والأمراض الفتاكة وغيرها هو عند الله، وقد يعلمه من يشاء من عباده ويخفيه عمن يشاء؛ امتحانًا منه وابتلاءً؛ حتى يرجع العباد إلى خالقهم ومولاهم، ويسألوه ذلك العلاج والشفاء.
خطبة هامة بعنوان الاحترازات الوقائية
- ومن هدي الإسلام في التعامل مع الوباء عدم الذهاب إلى الأرض التي ينتشر فيها، وعدم الخروج منها؛ يدل على ذلك ما رواه عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سمعتم به – يعني: الطاعون – بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارًا منه))؛ [رواه البخاري ومسلم]، فنهى عليه الصلاة والسلام عن التعرض للمكان الذي ينتشر فيه الوباء والمرض والخروج منه.
- والمشروع لمن كان داخل البلد ونطاق البقعة الموبوءة ألَّا يخرج من مكانه ذلك؛ لما في الخروج من المفاسد العديدة؛ فقد يؤدي إلى اتساع نطاق الوباء فيضر بالمسلمين انتقاله؛ ولهذا قال أهل العلم: “إن المرض ليس مختصًّا بالبقعة، ولكنه متعلق بالأشخاص، فالخروج لا يغني عن المرء شيئًا بل إنه يفاقم الحالة”.
- ومن هنا يعلم أن ما تفعله السلطات الصحية في بلادنا حرسها الله؛ من الحجر الصحي، ومنع السفر لأماكن الوباء، وتعليق العمرة والزيارة مؤقتًا – هو من هذا الباب والهدي الإسلامي، ويحقق مقاصد الشريعة في حفظ النفوس والأبدان؛ فالواجب التعاون معهم في ذلك.
- أما عن كيفية معالجة الوباء والمرض بعد الوقوع فيه، فهو التسليم بقضاء الله والعلم أنه كفارة للذنب، وااتباع التعليمات من الجهات المختصة التي تصدر تعلمياتها .
الخطبة الثانية
- عباد الله، اتقوا الله حق التقوى، وتفكروا في عظيم قدرته، فهذا وباء استُنفرت لأجله وزارات الصحة في العالم، وأُغلقت بسببه مدارس وجامعات، وعُطلت مصالح، وهزَّ اقتصاد العالم، وهو فيروس لا يرى بالعين المجردة، فما أضعف الإنسان أمام قدرة الله!
- علينا أن نعمل على تحمل المسؤولية كاملة كما ننينها في خطبة عن الاحترازات الوقائية وكذل البعد عن المعاصي لأن الله تعالى يرفع البلاء بالطاعة.
- وفي الختام نسأل الله أن نكون من الذين يستعمون القول فيتبعون أحسنه، وإني داع فأمنوا.
هل تعلم بأن خطبة عن الاحترازات الوقائية يمكن أن تساعد بشكل كبير في التخفيف من المرض وهذا ما نود أن نرشد إليه.