فضل الصدقة على الحيوان إن هذا المفهوم يغيب عن الكثير من الناس لأن مفهوم الصدقة الشائع والأصلي هو أن يقدم المسلم جزء من ماله لشخص آخر مساعدة منه مثل أن يعطيه بعض النقود، كما أن هناك من هو أعلم من ذلك قليلاً فيقول إن الصدقة لا تكون فقط بالمال بل (الكلمة الطيبة صدقة) وسقيا الماء صدقة وفعل الخير كله للآخرين من الداخل في الصدقة، ولكن هناك أيضاً من لا يلتفت إلى مفهوم الإحسان إلى الحيوان مع النية الصالحة في ذلك فلا يدري أنه يدخل في التصدق عليه وبذلك الخير له مثل إطعامه في وقت الجوع، ومثل علاجه عند الإصابة ومنها إعادته حال التيه إلى أهله وغير ذلك من الجوانب وفي هذا الفضل العميم.
إن رسول الله رأى أن طائراً أماً قد فجعت في صغيرها فأمر من أخذ صغيرها أن يعيده لها، كما أنه حن على الجمل عندما تألم من ضرب صاحبه، وكذلك أورد الأدلة على الرحمة والفضل في ذلك حتى عند ذبح البهيمة وليس فقط في حال حياتها وهو فضل الصدقة على الحيوان الذي نريد أن نوضحه هنا.
فضل الصدقة على الحيوان
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينا رجل يمشي، فاشتد عليه العطش، فنزل بئرا فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، ثم رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له». قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: “في كل كبد رطبة أجر”.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بينما كلب يطيف بركية، قد كاد يقتله العطش، إذ رأته بغى من بغايا بنى إسرائيل، فنزعت موقها، فاستقت له به فسقته إياه، فغفر لها به». متفق عليه
هذه هي إشارات سريعة أن امرأة دخلت النار عندما حبست هرة فلم تطعمها أو تسقيها، بينما دخلت زانية الجنة بأن سقت كلباً وقد كان رسول الله رحيماً فقال حتى في حال الذبيحة ( وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)، كل ذلك من فضل الصدقة على الحيوان.