إن العشر الأوائل من ذي الحجة من الأيام الفضيلة المباركة التي اختصها الله تعالى من أيام العام، فجمع فيها عبادة لم تجمع في وقت غيرها، وهي عبادة الحج وركن الحج الذي قال الله تعالى فيه (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان) كما جعل الله تعالى هذا الأيام من الأيام المباركة التي تضم وقفة عرفة أو يوم عرفة التي يرى الشيطان يومها صغيراً حقيرا، كما أن في هذه الأيام وآخر يوم منها عيد الأضحى الذي يعتبر من الأعياد الهامة للمسلمين، حيث يهراق دم الأضحية قربة له، وهذه الأيام يحسن بالمسلم أن يذكر فيها دعاء العشر الاوائل من ذي الحجة مكتوب.
العشر الأوائل من ذي الحجة
جاء القرأن الكريم مبيناُ فضل هذه الأيام العشر فقال الله تعالى في سورة الفجر من الجزء الثلاثين في كتابه العزيز (والفجر* َلَيَالٍ عَشْرٍ* وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ* وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ) وقد قال ابن عباس رضي الله عنها هي العشر الأول من ذي الحجة، كما جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ما مِن أيّام أفضل عند الله مِن أيّام عشر ذي الحجّة”، قال: قال رجلٌ: هنّ أفضل؟ أم عدتهنّ جهاد في سبيل الله؟ قال: “هنّ أفضل مِن عدتهنّ جهاد في سبيل الله، إلاّ عفير يُعفّر وجهه في التُّراب) وعلى هذا الأساس فإن هذه الأيام تتعدد فيها العبادات فمن الناس من ينشغل بذكر الله تعالى والتسبيح والتحميد والتهليل، ومنهم من ينشغل بالصيام، ومنهم من ينشغل بالصدقة، ومنهم من ينشغل بالجهاد، ومنهم من يجمع بين هذه العبادات الفاضلة كلها.
دعاء العشر الاوائل من ذي الحجة
يمكن أن نذكر دعاء العشر الاوائل من ذي الحجة مكتوب وهو من الأدعية الطيبة التي يحسن بالمسلم أن يلجأ لله بالدعاء بها، ولكن في النهاية فإن الأمر مرتبط بأمور هامة ، ومنها التخلص من المعاصي، والإقبال على الطاعات وخاصة الفرائض، والثناء على الله ثم رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم الدعاء والإلحاح وعدم استعجال الإجابة، ومن الأدعية دعاء العشر الاوائل من ذي الحجة مكتوب:
- (اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي)
- (اللَّهمَّ عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ، رَبَّ كلِّ شيءٍ ومَليكَهُ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ مِن شرِّ نفسي وشرِّ الشَّيطانِ وشِركِهِ).
- (اللَّهُمَّ فإنِّي أَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ القَبْرِ وَعَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ فإنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ، وَالْهَرَمِ، وَالْمَأْثَمِ، وَالْمَغْرَمِ.)
- (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين).
إن الله قريب من العباد يسمع دعاء الداعي، ويحب العبد اللحوح وليس السر في دعاء العشر الاوائل من ذي الحجة مكتوب والحفظ دون أن ينبع من القلب ، ولكن العبرة بصدق الإقبال على الله والتذلل إليه وحسن الطلب حتى يرفع الله عنك البلاء ويرزقك السعادة ويعطيك الأمنيات.