يدل قول الله تعالى على لسان المراتين وابونا شيخ كبير ، لقد حكى لنا الله العديد من القصص في كتابه الكريم، ومنها قصص الأنبياء والمرسلين، وقصص الأمم البائدة، وذكر القصص في القرآن للنظر والوعظ وترسيخ القلب، فاهتم بالحديث عن أدلة كلام الله تعالى على شفتي المرأتين ووالدنا شيخ عظيم، و عن المرأتين اللتين قالتا وأبونا شيخ عظيم، وعن قصة موسى عليه السلام وابنتي شعيب.

يدل قول الله تعالى على لسان المراتين وابونا شيخ كبير

كلام الله تعالى على شفتي المرأتين، ووالدنا رجل عجوز، يدل على أنهما وحيدين ولا أحد يسقي لهما، وأنهما يخدمان والدهما الشيخ العظيم، وفي تفسير ابن كثير {أبونا شيخ} أي هذا هو الحال الذي يقودنا إلى ما تراه، وقد ورد في تفسير البغوي أبونا شيخ، ”الذي لا يستطيع سقي ماشيته، لذلك كنا بحاجة لسقي الغنم.

من هم السيدتان اللذان قالا أبونا شيخ

هاتان المرتان اللتان التقى بهما موسى عليه السلام عند خروجه إلى مديان، وكانا واقفين بالقرب من بئر كان الناس يسقيون مواشيهم منها، وكانوا يحبسون أغنامهم ويمنعونها من الماء، حتى أفرغ الناس وخلوا البئر لهم، قالوا لا نسقي غنمنا حتى يبتعد الرعاة عن الماء، لأننا امرأتان لا تقدر على الماء ولا نجمع الرجال. اختلف العلماء في اسم أبيهم، قال مجاهد والضحاك والسدي والحسن هو شعيب النبي صلى الله عليه وسلم، قال وهب بن منبه وسعيد بن جبير يثرون بن أخي شعيب، ومات قبله شعيب بعد أن فقد بصره. ودفن بين المرقد وزمزم، وقيل رجل آمن بالشعيب.

شرح قصة موسى عليه السلام وابنتي شعيب

ولما وصل موسى عليه السلام إلى مديان فاراً من مصر، وجد جماعة من الناس يسقون أغنامهم، بينهم امرأتان، هما ابنتا شعيب ابعدا اغنامهما عن الري فسألهما عن سبب ذلك فقالا لهما انهما لا تسقيان غنمهما الا بعد فناء القوم فموسى عليه السلام، ساعدهم، فسقى لهم ثم غادر، لذلك أراد والدهم شعيب أن يشكره ويساعده، فأرسل إحدى الفتاتين لدعوته، وتميزت بخلق الحياء وأخبرت موسى أن والدها كان يناديه ليعطيه أجرًا على سقاية الخراف التي فعلها، ولما جاء إليه طمأنه وأخبره أنه بأمان فلا داعي للخوف. أخبره أنه خلص من الظالمين، من فرعون وقومه، ثم اقترحت إحدى بنات شعيب أن يستعين والدها بموسى عليه السلام ليعمل معه. ليخدم ويسقي الخراف بدلاً منها، وقد ذكرت لوالدها بعض الصفات الحسنة التي رأت فيها موسى عليه السلام عن غيره، أن يعمل لديه أجرًا في رعي الأغنام لمدة ثماني حج ؛ أي سنين، وإذا أكمل عشر سنين فهو منه، ولا يريد أن يشق عليه في العمل والمدة، فقبلها موسى عليه السلام وتزوج ابنته.