لماذا سميت سورة يوسف باحسن القصص ، التي نزل نزولها في مرحلة صعبة من الدعوة المكية، وتحديداً بين سنة الحزن وبيعة العقبة الأولى بعد أن تضرر رسول الله صلى الله عليه وسلم كفار قريش صلى الله عليه وسلم – والمؤمنين معه حتى أذن لأصحابه – رضي الله عنهم – بالهجرة إلى الحبشة، نزلت السورة الشريفة للصبر والتسلية على النبي صلى الله عليه وسلم. عليه، وبشرى الغفوة والتمكين بعد المشقة والضعف، كما حدث في قصة يوسف عليه السلام، لذا فهو مهتم بالحديث عن سبب تسمية سورة يوسف بأحلى القصص، وعن معلومات عن سورة، يوسف وعن سبب نزول سورة يوسف وعن الدروس والدروس المستفادة من سورة يوسف.
لماذا سميت سورة يوسف باحسن القصص
اختلف العلماء في سبب تسمية سورة يوسف بأنها أحسن القصص في عدة أقوال، فقال تعالى في أول سورة يوسف {قلنا لكم أحسن القصص بما أنزلنا لكم هذا ما أنزلناه لكم القرآن، قوله تعالى، وكلماته مفصلة كالقرآن.}
- القول الأول لأنه لا توجد قصة في القرآن تحتوي على دروس وحكمة في هذه القصة، ولهذا قال تعالى في نهايتها {إن في قصصهم درس لأهل الرواية. فهم}.
- القول الثاني سميت أحسن القصص لخير عدوان يوسف عن إخوته، وصبره على أذيتهم، والعفو عنهم بعد لقائهم، وكرمه في العفو عنهم.
- القول الثالث لأنه يحتوي على ذكر الأنبياء والصالحين والملائكة والشياطين والجن والبشر والبقر والطيور وحياة الملوك والممالك والتجار والعلماء والجهلاء رجال ونساء وحيلهم وخداعهم.
- القول الرابع لأن كل مَن ورد فيه قُدّر للسعادة مثل يوسف ووالده وإخوته وزوجة الغالي، كما اعتنق الملك يوسف وإسلامه الصالح، ومن رأى تحلم بكونك عرافًا، لذا فإن مسألة الجميع ليست سوى خير.
معلومات عامة عن سورة يوسف
سورة يوسف من السور المكية، أي نزلت قبل هجرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة المنورة، صلى الله عليه وسلم – والمؤمنين معه – حتى أذن لأصحابه – رضي الله عنهم – بالهجرة إلى الحبشة، فنزلت السورة الكريمة دلالة على الصبر والتسلية للنبي، صلى الله عليه وسلم، والبشارة بالإغاثة والتمكين بعد المشقة والضعف، كما حدث في قصة يوسف عليه السلام، وترتيبها الثاني عشر بين سور القرآن الكريم، سورة المائة والأربع عشرة. وهي بعد سورة هود وقبل سورة الرعد وعدد آياتها مائة وأحد عشر.
وهي السورة الثالثة والخمسون من حيث النزول، على حد قول بدر الدين الزركشي. نزلت بعد سورة هود وقبل سورة الحجر. سميت بهذا الاسم لأنها تناولت قصة نبي الله يوسف، حيث احتوت السورة على قصة يوسف كاملة بكل معالمها في سورة واحدة، وتعدد السورة أنواع البلاء، والمشقات التي تعرض لها يوسف على يد إخوته، إذ وُضع في البئر، وانفصل عن أهله ووالديه، وبيعه وهو طفل، إلى سجنه، وتآمر عليه النساء، ثم استولى على الخزائن، في مصر، حيث تبع كل هذه الأحداث على التوالي مشاهدها وفصولها.
ما سبب نزول سورة يوسف
وفي شرح سبب نزول سورة يوسف ذكر عدد من الأقوال
- القول الأول ذهب بعض أهل العلم إلى أن سورة يوسف – صلى الله عليه وسلم – نزلت في الأصل بغير سبب، لا سيما وأن معظم الروايات التي استدل بها المفسرون في بيان أسباب نزولها غير صحيحة. .
- القول الثاني أرسل جماعة من اليهود إلى كفار قريش يطلبون منهم اختبار رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بسؤاله عن نبي ترك بلاد الشام إلى أرض مصر وعن تفاصيل قصته. يوسف – صلى الله عليه وسلم – كاملا وتفصيلا.
- القول الثالث ذكر بعض المفسرين أن اليهود سألوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن رجل كان في الشام وتركه ابنه، فبكى عليه حتى عمي، وهم سألته عن قصته ومعلومات عن. فنزلت السورة، وفي رواية أخرى أن اليهود سألوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن أسماء الكواكب التي وردت في سورة يوسف.
- القول الرابع سبب نزول السورة الشريفة أن الصحابة – رضي الله عنهم – سألوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن يرووا لهم القصص بعد كثير من القرآن الكريم. نزل عليهم، فأنزل الله تعالى بقوله {نخبركم بأحسن القصص بما أنزلنا لكم هذا القرآن حتى لو كنتم قبله من الغافلين.}
ما هي الدروس المستفادة من سورة يوسف
تحتوي سورة يوسف على العديد من الدروس والدروس التي تفيد المسلم في حياته اليومية، ويمكن تلخيص هذه الدروس في الآتي
- ضرورة العدل بين الاخوة. إذ كان تفضيل يعقوب لابنه يوسف – عليهم السلام – على إخوته الآخرين من أهم دوافع خداع إخوته معه.
- الصبر على مصائب الدنيا ومصائبها دون ذعر، وهذا هو معنى الصبر الجميل الذي كان يعقوب عليه السلام عندما كذب عليه أبناؤه بقولهم إن الذئب قد أكل يوسف.
- رحمة الله ولطفه بعباده الصالحين وأصدقائه، وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللطف قد لا يظهر إلا في اللحظات الأخيرة التي يظن فيها المؤمن أنه لن يكون هناك خلاص مما هو فيه، والدليل على ذلك أن الله. أنقذ الله يوسف من البئر وجعله فيما بعد ملك مصر.
- بعون الله – تعالى – لأولياءه ؛ ويدل على ذلك شهادة شاهد من أهل المرأة العزيزة في حادثة افتراءه بيوسف عليه السلام. وهي شهادة صحيحة برأت يوسف من التهمة الباطلة.
- الثبات على الحق، وهذا واضح في صبره على خداع المرأة، فقد أصيب بحب المرأة له لجمالها وشدة جمالها، وردّ على ذلك بالابتعاد عن الفسق وفضل الحبس على السقوط. في ممنوع.
- الصدقة للآخرين سبب لكسب قلوبهم وتقبل النصيحة، مثل تلقي الأسرى دعوة يوسف – صلى الله عليه وسلم – لقبول ما اعتبروه حسن معاملته لهم، وهنا يجدر التذكير بضرورة الاستيلاء الفرص والوقت المناسب لتقديم المشورة ؛ كما استغل يوسف – صلى الله عليه وسلم – حاجة الشابين لشرح الحلم لهما، فقدم الدعوة إلى الله -عليه- بموعظة جميلة على تفسير الحلم، ثم هو شرح الحلم لكل واحد منهم.
- ظهور الحقيقة حتى بعد فترة ؛ عندما دخل يوسف السجن انتشر أنه سُجن لأنه أحب زوجة الغالي، لكن الحقيقة أنه سُجن لأنه امتنع عنها، ورغم أنه اتهم زوراً طيلة سنوات في السجن، إلا أن الله تعالى – كشف الحقيقة على لسان زوجة الغالي بعد فترة باعترافها بأنها أغوته وامتنع عنها.
- شكوا الله -تعالى- فقط، وهذا هو نهج الأنبياء والمؤمنين، يرفعون دعواهم وشكاواهم لله -سبحانه- القادر على كل شيء، فيعزهم ويرفعهم، وهذا هي حالة نبينا يعقوب صلى الله عليه وسلم، فقد كان يشكو إلى الله -تعالى- إلا من فقد ابنه يوسف مع قدرته على الشكوى للآخرين للبحث عنه.