ما حكم الافطار في صيام التطوع ، الذي هو اقتراب من الله تعالى لا يلزم عبادة، فمن صام يومًا في سبيل الله، فإن الله تعالى سيبعد وجهه عن النار بسبعين خريفًا فالموقع المنهاجي يهتم بالإجابة على سؤال هل يجوز الفطر في صيام التطوع، وفي الحديث عن حكم بدء صيام التطوع، وعن إفساد صيام التطوع وعواقبه، وعن الحكم، في قضاء صوم التطوع عند فاسده.
ما حكم الافطار في صيام التطوع
اختلف العلماء في حكم الإفطار في صيام التطوع، وبيان ذلك على النحو الآتي
صنبور
قالوا يجب الالتزام بالصوم والمحافظة عليه وإتمامه ؛ وسواء كان طوعا أم واجبا، ولم يفسده من أوله حتى انتهاء وقته بغروب الشمس، ويستدل عليهم بقول تعالى {ثم أكملوا الصيام إلى الليل} فدل الآية على وجوب إتمام الصيام، ودل الأمر على وجوبه دون تحديد صيام الواجب، والدرس هو عمومية التعبير، ولا يؤدّي إلى تحديدها وتخصيصها إلا لسبب ودليل، ولا دليل على أن هذه الآية نزلت في صوم الواجب فقط، وبالتالي فإن حكمها ينطبق على كل صوم، إنه طوعي ووجوب، فمن بدأ صيام التطوع فعليه أن يكمله، فإن أفسده وجب عليه القضاء، ولا يرى الحنفية أن إفساد صيام التطوع بعد دخوله أن المسلم فعل محرما، بل هو مكروه له، لأن الدليل على الكراهة لم يثبت قطعيًا، وإذا قدم للمتطوع عذرًا في قطع صيامه فلا حرج عليه، ومن هذه الأعذار أن يدعو المسلم أخيه الصائم طواعية إلى الطعام؛ يجوز له قطع صيامه، بشرط أن يكون ذلك قبل زوال الشمس، أي قبل صلاة الظهر.
الشافعي
قالوا يجوز إبطال صيام التطوع بعد بدئه بالكراهة بغير أمر قضاؤه، واستدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم (صائم التطوع هو الحاكم)، من نفسه، إذا شاء أن يصوم، وإذا شاء أفطر.
المالكية
قالوا النهي عن إبطال صوم التطوع إلا إذا كان هناك مبرر شرعي يفطر، من كان له عذر شرعي يوجب الفطر، كالاستجابة لطلب والديه اللذين يشفقان عليه في الاستمرار في صيام التطوع، أو تغلب عليه المسألة بسبب العطش الشديد، أو مضطرًا للفطر، أو الخوف من الموت بسبب المرض، فيجوز له الفطر بغير قضاؤه، والقضاء واجب، في حالات معينة منها الفطر بسبب سفر طارئ، أو إذا أقسم على الطلاق بشرط أن يفطر معه، بشرط أن يخشى الصائم من احتمال تفريق زوجته فيما يتعلق بها، ثم يستجيب طلبه ويفطر بدون تعويض.
حنبلي
قالوا لا يجب إتمام صيام التطوع على من بدأه، من صام صوم التطوع جاز له إفساده والخروج منه، ولا يترتب عليه إثم، ولا يلزمه قضاؤه، قال ذات يوم هل عندك شيء فقلنا لا، قال فأنا صائم، ثم جاء إلينا يوم آخر فقلنا يا رسول الله أعطنا ذرة حية هبة لنا، فوفقوها، فوفقوها.
ما حكم بدء صيام التطوع
وذهب الحنفية والمالكية إلى وجوب البدء في صيام التطوع، وأن صيام التطوع يجب أن يكمله إذا ابتدعه، لما قيل عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا يدعو أحدكم، فليجيبه، وإن كان صائما فليتمه ويفطر “، قوله ليصلي أي ليصلي، قال القرطبي ثبت هذا منه صلى الله عليه وسلم، ولو كان الإفطار جائحا لكان الفطر أفضل لاستجابة للدعوة وهي السنة، ” وذهب الشافعيون والحنابلة إلى أنه لا يشترط صيام التطوع، ولا يلزم صيام التطوع بإتمامه. إذا بدأها، فيستطيع أن يقطعها في أي وقت شاء، لما رويت عائشة رضي الله عنها، قالت يا رسول الله، أعطنا هيس،[1] وأضاف النسائي إنه مثل صوم التطوع كرجل يتصدق من ماله، إن شاء يصرفها ويمنعها إن شاء “. قال النبي صلى الله عليه وسلم (صائم التطوع سلطان على نفسه.
كيفية مخالفة صيام التطوع وآثاره
وذكر المالكية أنه يحرم إبطال صوم التطوع بغير عذر، وهو مذهب الحنفية أيضا. يقسم الصائم أن يطلق زوجته إذا لم يفطر، فيجوز له الفطر، بل اشترط الحنفية على استحباب الإفطار دفاعا لضرر أخيه المسلم، والمضيف إذا كان صاحبها من الذين لا يكتفون بمجرد الحضور، ويضر الصائم بعدم الإفطار، بشرط أن يتوكل على القضاء، ويقيد المالكيون جواز الفطر، حلف اليمين بالطلاق على التعلق بقلب من حلف على طلاقها ليخشى ألا يفارقها إذا أفسد، فيجوز للمحلف أن يفطر، و لا تنفق عليه أيضا، وكذلك الأعذار فقد أمره أحد والديه بالفطر، وحصر الحنفية الإفطار، بشرط أن يكون أمر الوالدين حتى الظهر وليس بعده، قال يستحب قطع صيام التطوع إذا كان هناك عذر، كإعانة الضيف على الأكل إذا افتخر بامتناع مضيفه عنه، أو العكس.
ما حكم قضاء صوم التطوع عند فاسده
وذهب الحنفية والمالكية إلى وجوب قضاء صوم التطوع عند فاسد ؛ لأن ما أتى به ذبيحة، فيجب حفظه وصيانته من الباطل، ويجب القضاء عليه عند وجوده، مفسدة لقوله تعالى {ولا تبطلوا أعمالكم}، كالتطوع في الحج والعمرة، والمذهب الحنفي وجوب قضاء صوم التطوع، أي ما إذا كان فاسداً بقصد أو بغير قصد، لا يجب قضاء من أفسد صيام التطوع ؛ لأن القضاء يتبع ما قدر عنه، أما إذا أفطر الصائم بإرادته، لم يتوب عما فات، إذا تركه بغير عذر، ويؤجر إذا تركه بعذر.