ما مراحل النمو في علم النفس ، يجب على كل شخص معرفتها، فالتغيير أمر لا مفر منه، والكائنات كلها تنمو باستمرار طوال حياتها منذ الولادة حتى الموت، فقد سعى علماء النفس إلى فهم وشرح كيف ولماذا يتغير الناس طوال الحياة، رغم وجود بعض الأمور البديهية في مراحل نمو الأحياء غالباً ما يحتاج الأشخاص أحيانًا إلى مساعدة إضافية لإدارتها، فمن خلال سوف تتعرف على كل ما يخص هذا الموضوع.
مقدمة في علم نفس النمو
علم النفس التنموي أو علم النفس النمو هو إحدى فروع علم النفس يركز على كيفية نمو الناس وتغيرهم على مدار حياتهم، ويختص هذا العلم في مجال التغيرات الجسدية التي تطرأ على نمو بني البشر، كما أنهم ينظرون إلى التطور الاجتماعي والعاطفي والمعرفي الذي يحدث لهم طوال الحياة، ويتضمن هذا العلم العديد من القضايا التي من شأنها مساعدة علماء النفس التنموي على حل مشاكل الناس وهي ما يلي
- التطور المعرفي أثناء الطفولة وطوال الحياة.
- تحديات النمو وصعوبات التعلم.
- التطور العاطفي للأفراد.
- كيفية اكتساب اللغة.
- التفكير الأخلاقي لبني البشر
- تنمية المهارات الحركية للأحياء.
- التنمية الشخصية لكل فرد على حدة.
- الوعي الذاتي ومفهوم الذات لدى كل فرد.
- التأثيرات الاجتماعية والثقافية على نمو الطفل.
يقضي علماء النفس وقتًا طويلاً في التحقيق ومراقبة كيفية حدوث هذه العمليات في ظل الظروف العادية، كما يهتمون في دراسة الأشياء التي يمكن أن تعطل العمليات التنموية، من خلال هذه الدراسة يساعد علماء النفس التنموي الناس على الارتقاء إلى أقصى إمكاناتهم، إن فهم مسار التطور البشري الطبيعي والتعرف على المشكلات المحتملة في وقت مبكر يمكن أن يمنع صعوبات الاكتئاب وتدني مشاكل بعض الناس في احترام الذات والإحباط وانخفاض التحصيل الدراسي.
ما مراحل النمو في علم النفس
يقسم علماء النفس التنموي التطور وفقًا لمراحل الحياة المختلفة، فكل فترة من فترات التطوير هذه تمثل الوقت الذي يتم فيه تحقيق معالم مختلفة بشكل نموذجي، فغالباً ما يواجه الناس تحديات خاصة في كل مرحلة من مراحل نموهم، وهنا يأتي دور هذه النظريات التي تساعد علماء النفس التنموي في حل مشاكل هؤلاء الأشخاص وإعادتهم إلى المسار الصحيح، إليك مراحل النمو في علم النفس
قبل الولادة
هذه المرحلة هي أكثر المراحل التي يوليها علماء النفس الاهتمام، فمن خلالها يتمكن التنموي من فهم التأثيرات التي تؤثر على النمو في مرحلة الطفولة وإلى كيفية ظهور ردود الفعل الأولية قبل الولادة، وكيف تستجيب الأجنة للمنبهات في الرحم، والأحاسيس والتصورات التي يمكن للأجنة اكتشافها قبل الولادة، كما ينظرون في المشكلات المحتملة مثل متلازمة داون وتعاطي المخدرات من قبل الأمهات والأمراض الوراثية التي قد يكون لها تأثير على مسار التطور المستقبلي للطفل.
الطفولة المبكرة
فترة الطفولة المبكرة هي فترة نمو وتغيير ملحوظ لدى الطفل والتي يدرس فيها علماء إلى النمو الجسدي والمعرفي والعاطفي الذي يحدث للطفل وهذه الفترة حرجة جداً في تطور الطفل، توفر دراسة هذه الفترة التدخلات لمشاكل النمو المحتملة في هذه المرحلة، حيث يساعد علماء النفس الأطفال على تحقيق إمكاناتهم الكاملة، وتلقيهم التغذية الكافية وتحقق المعالم المعرفية المناسبة لأعمارهم، لذلك يبحث الآباء على خبراء الرعاية الصحية لكي يضمنوا لأطفالهم النمو بشكل صحيح.
الطفولة
تتميز مرحلة الطفولة في بداية التطور بالنضج الجسدي وزيادة الأهمية للتأثيرات الاجتماعية حيث يشق الأطفال طريقهم من خلال المدرسة الابتدائية، ويبدأ بهذه المرحلة يكون الأطفال صداقات مما يجعل كل طفل يترك لنفسه بصمة خاصة فيه، كما يبدأ الأطفال في اكتساب الكفاءة والمهارات من خلال العمل المدرسي ومن خلال الموقع الرسمي يبدأ بروز شعورهم الفريد بالذات، وغالباً في هذه المرحلة ما يطلب الأهل أخصائي علم النفس التنموي لكي يساعد أطفالهم على التعامل مع المشكلات المحتملة التي قد تنشأ في هذا العمر بما في ذلك المشكلات الاجتماعية والعاطفية والعقلية.
مرحلة المراهقة
مرحلة المراهقة من أصعب المراحل التي يمر فيها الأطفال وهذه المرحلة تقلى اهتمام كبير حيث من علماء النفس حيث فالأطفال الذين عانوا من اضطرابات نفسية سابقة كلها تظهر في هذه المرحلة وتنمو وتتطور كثيراً، فكان علماء النفس مثل إريك إريكسون مهتمين بشكل خاص بالنظر في الكيفية التي يؤدي بها التنقل في هذه الفترة إلى تكوين الهوية، ففي هذا العمر يختبر الأطفال الحدود ويستكشفون هويات جديدة أثناء استكشافهم لمسألة من هم ومن يريدون أن يكونوا، وهنا يأتي دور علماء النفس التنموي الذين يساعدون المراهقين على تخطي المشاكل في فترة المراهقة بما في ذلك البلوغ والاضطراب العاطفي والضغط الاجتماعي.
البلوغ المبكر
تتميز هذه المرحلة من الحياة بتكوين العلاقات والحفاظ عليها، وتشمل تكوين الروابط والحميمية والصداقات الوثيقة وتكوين أسرة، فيميل البالغون بشكل عام إلى تجربة الترابط والدعم الاجتماعي بينما الأشخاص الذين يعانون في تشكيل علاقات في هذا العمر يشعرون بالغربة والوحدة، هذه المرحلة غالباً ما يطلب الأشخاص بنفسهم حل لمشكلاتهم من أخصائي علم النفس التنموي وذلك بغية بناء علاقات صحية ومكافحة الصعوبات العاطفية حتى لا تتشكل لديهم عقد نفسية.
مرحلة البلوغ أو الشباب
تميل هذه المرحلة من الحياة إلى التركيز على تنمية الشعور بالهدف والمساهمة في المجتمع، وصف إريكسون هذا بأنه الصراع بين الأجيال والركود، ففي هذه الفترة ينخرط الأشخاص في العالم ويساهمون في صنع أشياء تدوم لهم ويتركون بصمة على الجيل القادم، فينشأ لديهم الإحساس بالهدف ومن الأشياء التي تساهم في تكوين مبادئ وأفكار وعلاقات هذا الشخص هي الأنشطة مثل المهن والعائلات وعضوية المجموعة والمشاركة المجتمعية، حيث يمكن لهذه الأشياء أن تساهم في شعوره أيضاً.
كبار السن
يُنظر بشكل عام إلى سنوات كبار السن على أنها فترة من تدهور الصحة على الرغم من أن العديد من كبار السن قادرون على البقاء نشطين في العمل والحركة حتى الثمانينيات والتسعينيات من العمر، وتظهر في هذه المرحلة الأخطار على صحة المسنين كلما زاد العمر، وقد يعاني بعض الأفراد من التدهور العقلي المرتبط بالخرف، كما اعتبر إريكسون أن مرحلة التقدم بالسن وقتًا للتأمل في الحياة فهي حصيلة ما حدث للمرء خلال حياته.
فالأشخاص الذين مروا بجملة من التجارب في الحياة التي عاشوها يتسمون بالحكمة والاستعداد لمواجهة نهاية حياتهم، أما الذين ينظرون إلى الحياة بأسف وينتظرون أجلهم ويشعرون بالمرارة واليأس من حياتهم، وغالباً ما تكون مهمة علماء النفس التنموي مع المرضى المسنين هي مساعدتهم على التعامل مع المشكلات المتعلقة بعملية الشيخوخة.
كيفية تشخيص النمو في علم النفس
لتحديد وجود مشكلة ما في النمو في علم النفس، يقوم علماء النفس التنموي بإجراء فحص أو تقييم تطوري لهذا الفرد فبالنسبة للأطفال يتضمن هذا التقييم عادةً مقابلات مع الآباء والأصدقاء والأقارب بمعنى أدق بالبيئة المحيطة بالطفل وذلك بغية التعرف على السلوكيات التي لاحظوها على الطفل، كما تتم ة التاريخ الطبي للطفل.
إضافة إلى إجراء الاختبار القياسي لقياس الأداء من حيث التواصل والمهارات الاجتماعية والعاطفية والمهارات الجسدية والتنمية الحركية للطفل ومهاراته المعرفية، وفي حال عثر على أي مشكلة يحال المريض إلى أخصائي مثل أخصائي أمراض النطق واللغة أو المعالج الفيزيائي أو المعالج المهني.
ما مراحل النمو عند فرويد
لخص سيغموند فرويد من خلال نظريته التنموية النفسية الجنسية مراحل النمو لدى الطفل، فنشأت نظرية التحليل النفسي مع عمل سيغموند فرويد، فكان يشخص المرض العقلي من خلال الفحص السريري، توصل فرويد من خلال نظريته إلى الاعتقاد بأن تجارب الطفولة والرغبات اللاواعية تؤثر على السلوك، فرأى فرويد أن للصراعات التي تحدث خلال كل مرحلة من مراحل النمو تأثير مدى الحياة على الشخصية والسلوك، واقترح واحدة من أشهر النظريات الكبرى لتنمية الطفل.
وفقًا لنظرية فرويد النفسية الجنسية يحدث نمو الطفل في سلسلة من المراحل تركز على مناطق المتعة المختلفة في الجسم، فخلال كل مرحلة من هذه المراحل يواجه الطفل صراعات تلعب دورًا مهمًا في مسار التنمية الخاص به، واقترح من خلال نظريته أن طاقة الرغبة الجنسية كانت مركزة على مناطق مثيرة للشهوة الجنسية في مراحل محددة من عمره، وأكد أن الفشل في التقدم خلال هذه مرحلة يؤدي إلى التثبيت في مراحل تطوره حيث يعتقد فرويد أنه يمكن أن يكون لها تأثير على سلوك البالغين.
فإذا لم يكمل الأطفال كل مرحلة ماذا سيحدث برأيك وماذا يمكن أن ينتج إذا كان أداء الطفل ضعيفًا خلال مرحلة معينة من التطور بشكل عام يؤدي إتمام كل مرحلة بنجاح إلى تنمية شخصية بالغة صحية، وإذا فشل الشخص خلال مراحل عمره من تحقيق أي مرحلة كانت في حل تعارضات مرحلة معينة إلى تثبيتات يكون لها تأثير على سلوك الأفراد البالغين، في حين أن بعض نظريات تنمية الطفل الأخرى تشير إلى أن الشخصية تستمر في التغيير والنمو طوال العمر، لكن فرويد يعتقد أن التجارب المبكرة هي التي تلعب الدور الأكبر في عملية التنمية لدى الشخص، حيث يرى هذا العالم أن ترسيخ الشخصية يتم بشكل كبير في سن الخامسة.
أن نظرية فرويد لتنمية الشخصية معروفة جيدًا في علم النفس مع ذلك فهي مثيرة للجدل سواء في زمن فرويد أو في زمن علم النفس الحديث، وفي المعاصرة تم إدراج نظريات التحليل النفسي لل تنمية الشخصية وأكدت الأفكار حول العلاقات والتفاعلات المنضوية والطرق المعقدة التي نحن نحافظ على الشعور بالذات في النماذج التي بدأت مع فرويد.
كما يعتقد فرويد أن الشخصية تطورت خلال سلسلة من مراحل الطفولة حيث أصبحت طاقات البحث عن المتعة في الهوية مركزة على مناطق معينة مثيرة للشهوة الجنسية، و تتميز المنطقة المثيرة للشهوة الجنسية لدى فرويد بأنها منطقة من الجسم حساسة بشكل خاص للتحفيز، خلال المراحل الخمس النفسية الجنسية وهي مراحل الفم والشرج والقضيب والكامنة والأعضاء التناسلية تعمل المنطقة الجنسية المرتبطة بكل مرحلة كمصدر للمتعة، كما وصف الطاقة النفسية الجنسية أو الرغبة الجنسية بأنها القوة الدافعة وراء السلوك.
اقترحت نظرية التحليل النفسي أن الشخصية تتأسس في الغالب في سن الخامسة، حيث أن التجارب المبكرة تلعب دورًا كبيرًا في تنمية الشخصية وتستمر في التأثير على السلوك لاحقًا في الحياة، فكل مرحلة من هذه مراحل تتميز بتنمية الصراعات التي تساعد في تطور النمو أو تدهوره اعتمادًا على كيفية حل الفرد لهذه الصراعات، إذا اكتملت هذه المراحل النفسية الجنسية بنجاح تكون النتيجة شخصية صحية.
إذا لم يتم حل بعض المشكلات في المرحلة المناسبة تحدث التثبيتات (والتثبيت هو التركيز المستمر على مرحلة نفسية جنسية سابقة، حتى يتم حل هذا الصراع) وفي هذه الحال سيبقى الفرد “عالقًا” في المرحلة التي لاقى فيها نقص، على سبيل المثال قد يكون الشخص المُثبَّت في مرحلة الفم مُفرطًا في الاعتماد على الآخرين وقد يسعى للحصول على تحفيز عن طريق الفم من خلال التدخين أو الشرب أو الأكل.
مراحل النمو عند الطفل الصغير في علم النفس
بالنسبة لمراحل النمو عند الطفل في علم النفس تقترح نظرية التطور المعرفي لجان بياجيه أن الأطفال يتحركون خلال أربع مراحل مختلفة من النمو العقلي، وتركز هذه النظرية على جوانب عدة وهي فهم كيفية اكتساب الأطفال للمعرفة وفهم طبيعة الذكاء، وهذه المراحل هي
- المرحلة الحسية الحركية وهذه المرحلة تكون منذ الولادة حتى عمر سنتين، خلال هذه المرحلة يكتسب الرضع والأطفال الصغار المعرفة من خلال التجارب الحسية واللعب بالأشياء، فتحدث تجربة الطفل بأكملها في الفترة الأولى من هذه المرحلة من خلال ردود الفعل الأساسية والحواس والاستجابات الحركية.
- مرحلة ما قبل الجراحة تلي المرحلة الحركية وهي من سن 2 إلى 7 سنوات، في هذه المرحلة يتعلم الطفل من خلال التظاهر اللعب ويكون لا زال لديهم صعوبة في النطق ويتقمصون وجهة نظر الآخرين، لأن ليس لديهم فهم ثابت للأفكار ويكون الطفل في هذه المرحلة أناني.
- مرحلة تشغيل الخرسانة وهي المرحلة الثالثة تبدأ من 7 إلى 11 سنة، في هذه المرحلة يصبح نطق الأطفال أفضل وتغيب لديهم صفة الأنانية التي ظهرت في المرحلة السابقة وينطور لديهم الفهم ويصبح تفكيرهم منطقي أكثر، فيميلون من التطور إلى النضال مع المفاهيم المجردة والافتراضية.
- مرحلة التشغيل الرسمية وهي آخر مرحلة تبدأ من سن 12 وما فوق، زيادة في المنطق، في هذه المرحلة تبدأ لدى الفرد القدرة على استخدام التفكير الاستنتاجي وفهم الأفكار المجردة، كما يصبح الناس قادرين على إيجاد حلول متعددة للمشكلات والتفكير بشكل أكثر منطقية في العالم المادي من حولهم، كما أن هذه المرحلة تزيد لديهم القدرة على التخطيط المنتظم للمستقبل والمواقف الافتراضية التي يمر بها تصبح قدرات حاسمة تظهر خلال هذه المرحلة.
أهم نظريات علم نفس النمو
بالنسبة لنظريات علم النفس النمو هي سبع نظريات أساسية، يستخدم علماء النفس التنموي عددًا كبيراً من النظريات هذه للتفكير في جوانب مختلفة من التنمية البشرية، إليك نظريات علم النفس النمو
نظرية فرويد التنموية النفسية الجنسية
كما قلنا سابقاً نشأت نظرية التحليل النفسي لسيغموند فرويد من خلال عمله السريري مع المرضى الذين يعانون من مرض عقلي، حيث توصل من خلال نظريته أن تجارب الطفولة والرغبات اللاواعية المكبوتة هي السبب في سلوك الفرد، وفقاً لنظريته فإن أي خلل في أي مرحلة من مراحل النمو سوف تحدث له خلل في مسار التنمية، وقد اقترح فرويد أن طاقة الرغبة الجنسية مركزة على مناطق مثيرة للشهوة الجنسية في مراحل محددة ويؤدي الفشل في التقدم خلال هذه المرحلة إلى التثبيت في مرحلة من مراحل التطور مما يؤثر على سلوك البالغين.
نظرية إريكسون التنموية النفسية والاجتماعية
حصدت نظرية التحليل النفسي شهرة بشكل كبير في النصف الأول من القرن العشرين، ومن الأشخاص الذين تأثروا بنظرية فرويد تلميذه أرك إريكسون، جاء إريكسون بنظرية ذات الثماني مراحل للتطور النفسي والاجتماعي النمو والتغيير طوال الحياة، ركز أرك من خلال نظريته على عنصر التفاعل الاجتماعي كما تحدث عن الصراعات التي تنشأ خلال مراحل مختلفة من التطور.
تحتوي نظرية أرك على نقاط تشابه كبيرة لنظرية فرويد نظراً لأنه كان تلميذه مع ذلك تختلف بعدة نقاط فأرك لم يركز على الاهتمام الجنسي كقوة دافعة في التنمية بل اعتقد أن التفاعل الاجتماعي والخبرة يلعبان أدوارًا حاسمة في سلوك الشخص، وقد وصفت نظريته المكونة من ثماني مراحل التطور البشري من الطفولة حتى الموت، وقال أن خلال كل مرحلة من المراحل الثمانية يواجه الناس صراعًا تنمويًا يؤثر على الأداء اللاحق والمزيد من النمو.
نظريات تنمية الطفل السلوكية
نشأت مدرسة فكرية تعرف باسم المدرسة الفكرية في النصف الأول من القرن العشرين، فأصبحت هذه المدرسة القوة المهيمنة في علم النفس، فضمن اعتقاد دعاتها أن علم النفس يحتاج إلى التركيز فقط على السلوكيات الملحوظة والقابلة للقياس حتى يصبح هذا التخصص علمياً أكثر، فرأوا أنه يتم وصف كل السلوك البشري من حيث التأثيرات البيئية وأبرز دعاته جون واطسون و BF سكينر.
تركز هذه النظريات على كيفية تأثير التفاعل البيئي على السلوك مثل نظريات كل من جون بي واتسون وإيفان بافلوف وبي إف سكينر، وتتعامل النظرية بشكل مباشر من السلوكيات الملحوظة والقابلة للقياس حيث يعتبرون أن التطور رد فعل على المكافآت والعقوبات والمحفزات والتعزيزات، وهذه النظرية مختلفة اختلافاً كبيراً عن نظريات نمو الطفل الأخرى لأنها لا تولي أي اعتبار للأفكار أو المشاعر الداخلية.
نظرية بياجيه التنموية المعرفية
تهتم النظرية المعرفية بتطوير عمليات تفكير الشخص، كما يبحث في كيفية تأثير عمليات التفكير هذه على كيفية فهمه للعالم وتفاعله معه، تعرف نظرية المنظر جان بياجيه باسم نظرية التطور المعرفي، تسعى نظريته المعرفية إلى وصف وشرح تطور عمليات التفكير والحالات العقلية، ثم اقترح بياجيه نظرية التطور المعرفي لحساب خطوات وتسلسل التطور الفكري للأطفال من أربع مراحل.
نظرية مرفق بولبي للتنمية الاجتماعية
اقترح جون بوبلي واحدة من أولى نظريات التنمية الاجتماعية، حيث يعتقد أن العلاقات المبكرة مع مقدمي الرعاية تلعب دورًا رئيسيًا في نمو الطفل وتستمر في التأثير على العلاقات الاجتماعية طوال الحياة، واقترح من خلال نظريته أن الأطفال يولدون مع حاجة فطرية لتكوين المرفقات، تساعد هذه المرفقات في البقاء على قيد الحياة من خلال ضمان حصول الطفل على الرعاية والحماية.
تتميز هذه الارتباطات بأنماط سلوكية وتحفيزية واضحة، يسعى دعاة هذه النظرية إلى انخراط كل من الأطفال ومقدمي الرعاية في سلوكيات مصممة لضمان القرب، من خلال هذه المرحلة يبقى الأطفال قريبين من مقدمي الرعاية لهم لأنهم بمثابة الملاذ الآمن وقاعدة آمنة للاستكشاف، وجد باحثون في هذه النظرية عدد من أنماط المرفقات المختلفة، ولاقوا أن الأطفال الذين يندمجون مع مقدمي الرعاية يطورون أسلوبهم أكثر من الأطفال الذين يتلقون رعاية أقل من مقدمي الرعاية فيكون أسلوبهم متناقضًا أو متجنبًا أو غير منظم.
نظرية التعلم الاجتماعي في باندورا
تستند نظرية التعلم الاجتماعي على عمل عالم النفس ألبرت باندورا أن عملية التكييف والتعزيز لا يمكن أن تفسر بشكل كافٍ كل التعلم البشري، فيعتقد أن تفسر عملية التكييف السلوكيات المكتسبة التي لم يتم تعزيزها من خلال التكييف الكلاسيكي أو التكييف الفعال، كما يرى أن تعلم السلوكيات من خلال الملاحظة والنمذجة، بمعنى أدق عندما يراقب الأطفال تصرفات الآباء والأقران يطورون مهارات جديدة ويكتسبون معلومات وسلوكات وعادات جديدة.
تقترح نظرية باندورا أن الملاحظة تلعب دورًا حاسمًا في التعلم والملاحظة عنا لا تعني النظر فقط لما يقوم به الأقران بل من خلال الاستماع إلى التعليمات الشفهية أيضاً حول كيفية أداء السلوك وكذلك من خلال ملاحظة شخصيات حقيقية أو خيالية تعرض سلوكيات في الكتب أو الأفلام.
نظرية فيجوتسكي الاجتماعية والثقافية
اقترح عالم النفس ليف فيجوتسكي نظرية التعلم الأساسية التي أثرت بشكل كبير خاصة في مجال التعليم، تشبه نظرية فيجوتسكي نظرية بأن الأطفال يتعلمون بنشاط ومن خلال الخبرات العملية، اقترح فيجوتسكي من خلال نظريته أن الآباء ومقدمي الرعاية والأقران والثقافة بشكل عام كانوا مسؤولين عن تطوير وظائف عالية المستوى لدى الأشخاص، فيرى فيجوتسكي أن التعلم عملية اجتماعية بطبيعتها فهي تقوم على التفاعل مع الآخرين، فيصبح التعلم مدمجًا في فهم الفرد للعالم.
قدمت نظرية نمو الطفل هذه أيضًا مفهوم منطقة التطور القريب وهي الفجوة بين ما يمكن للشخص القيام به بفرده وما يمكنه فعله عندما يتعاون مع الآخرين،فبمساعدة الآخرين يكسب الشخص معرفة أكبر ويستطيع الناس التعلم بشكل تدريجي وزيادة مهاراتهم وتوسيع نطاق فهمهم.