سبب انسحاب امريكا من افغانستان ، القرار الذي أثار جدلًا كبيرًا في المجتمع الدولي، جاء ذلك في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، الذي أبرم اتفاقًا مع حركة طالبان على الانسحاب من أفغانستان، وكان من المتوقع أن يقوم جو بايدن، الرئيس الحالي لأمريكا ينسحب من الانسحاب، لكنه أكد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، الأمر الذي جعل حركة طالبان تسيطر على معظم الأراضي الأفغانية، جاء ذلك ضمن مخاوف روسية وصينية، بسبب مشاركتهما في الحدود مع الأراضي الأفغانية، سأوضح لكم من خلال هذا المقال سبب انسحاب أمريكا من أفغانستان.
تفاصيل قرار سحب الولايات المتحدة من أفغانستان
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في أبريل الماضي 2023 أنه قرر سحب القوات الأمريكية من أفغانستان اعتبارًا من 1 مايو، لإنهاء أطول حرب أمريكية، ورفض دعوات بقاء القوات الأمريكية لضمان حل سلمي للصراع الأفغاني، و جاء ذلك في خطاب ألقاه بايدن في المنزل البيت الأبيض، الذي أقر بأن أهداف الولايات المتحدة في أفغانستان أصبحت غامضة بشكل متزايد خلال هذا العقد، وحدد موعدًا نهائيًا لسحب جميع القوات الأمريكية المتبقية في أفغانستان البالغ عددها 2500 في موعد أقصاه 31 أغسطس 2023، بعد 20 عامًا من هجمات القاعدة على الولايات المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت هذه الحرب، وقال بايدن إن الحرب لم يكن القصد منها أن تكون مهمة متعددة الأجيال، هاجمت أمريكا وخاضت الحرب بهدف واضح، وحققت هذه الأهداف، وقتلت القوات الأمريكية القاعدة. أسامة بن لادن عام 2011، وتراجع التنظيم بشدة في أفغانستان، وحان الوقت لإنهاء الحرب الأبدية.
وأكد بايدن أن الحرب أودت بحياة 2448 جنديًا أمريكيًا وكلفت ما يقدر بـ 2 تريليون دولار، وبلغ حجم القوات الأمريكية في أفغانستان ذروته عام 2011 عندما تجاوز 100 ألف جندي، وقال بايدن “أنا الآن رابع رئيس أمريكي، لأشهد وجود القوات الأمريكية في أفغانستان، من الجمهوريين والديمقراطيين، لن أنقل هذه المسؤولية إلى شخص خامس “.
سبب انسحاب امريكا من افغانستان
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن قرار انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان جاء بسبب انتهاء تحقيق المصلحة الوطنية لبلاده في أفغانستان وكان يركز بشكل أساسي على منع الولايات المتحدة الأمريكية من استهدافها بهجمات إرهابية من البلد غارق في الحرب، وأهم سبب لهذا الانسحاب أوقفوا إراقة الدماء، وقتل في الحرب أكثر من 2400 جندي أمريكي وخسائر مادية بلغت 2 تريليون دولار، وشدد على أن “المهمة في أفغانستان لم تكن أبدًا لبناء دولة”، تستعد البلاد 20 عاما من الحرب، “أنا أقف بقوة وراء قراري. بعد عشرين عامًا، تعلمت بالشرح طريقة الصعبة أنه لن يكون هناك أبدًا وقت جيد لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان.
بعد سقوط أفغانستان في أيدي طالبان
بعد الإعلان عن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، تمكنت حركة طالبان من السيطرة على أفغانستان، وقال الرئيس الأمريكي بايدن في هذا الصدد إن الولايات المتحدة الأمريكية ما كانت لتستقر إلى الأبد في أفغانستان، وأنه تابع الاتفاق، الذي قدمه الرئيس السابق دونالد ترامب مع طالبان بسحب القوات الأمريكية، أكد بايدن أنه غير نادم على تنفيذ قرار الانسحاب.
كانت حركة طالبان قد سيطرت على مناطق من الأراضي الأفغانية خلال شهري يونيو وأغسطس 2023، وتجاوزت المناطق التي كانت تسيطر عليها عندما كانت الحركة في ذروة قوتها قبل الإطاحة بها من حكم أفغانستان عام 2001، و تمكن مقاتلو طالبان من الانتشار في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية والوسطى، مثل “غزنة وميدان وردك”، كما أنهم قريبون من المدن الرئيسية مثل قندور وهيرات وقندهار ولاشكارجاه.
وشنت حركة طالبان هجومًا آخر واسع النطاق شمل عواصم ثلاث مقاطعات هي “لشكر جاه وقندهار وهرات”، وأصيب آلاف المدنيين بالضجيج في ظل تقدم حركة طالبان، أفادت طاجيكستان أن أكثر من ألف جندي أفغاني فروا عبر الحدود بعد أن استولت طالبان على مزيد من الأراضي في شمال أفغانستان، وقالت لجنة الأمن الوطني إن القوات تراجعت لإنقاذ أرواحها بعد اشتباكات مع مسلحين في عدد من المناطق الحدودية، سيطرت طالبان على معظم أجزاء إقليم بدخشان المجاور، بما في ذلك المعبر الحدودي الرئيسي.
الرئيس جو بايدن يتحدث عن سيطرة طالبان على أفغانستان
تعهد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في خطاب يعلق على انسحاب قواته من أفغانستان، بإعطاء الأولوية للشرح طريقة التي ستُعامل بها النساء الأفغانيات في ظل حكم طالبان بعد أن سمح الانسحاب الأمريكي من أفغانستان للمتمردين الإسلاميين بالعودة إلى السلطة، وقال إنه سيستمر، للتحدث بصوت عالٍ عن الحقوق الأساسية للشعب. هددت النساء والفتيات الأفغانيات وبايدن حركة طالبان، التي سيطرت على أفغانستان، بـ “رد مدمر”، إذا أعاقت أو عرّضت للخطر عملية الإجلاء التي تجري عبر مطار كابول لآلاف الدبلوماسيين الأمريكيين والمترجمين الفوريين الأفغان، وقال بادين أنه في حال وقوع أي هجوم فإن رد الولايات المتحدة الأمريكية سيكون قويا وسريعا وستدافع عن أمريكا بقوة مدمرة إذا لزم الأمر، وجاء ذلك بعد التزام الرئيس الأمريكي جو بايدن الصمت بعد سيطرة طالبان على البلاد، استمرار عمليات إجلاء الأمريكيين الذين ما زالوا هناك، وتجمع الآلاف من المدنيين للفرار من أفغانستان في مطار كابول، مما دفع الجيش الأمريكي إلى تعليق عمليات الإجلاء مؤقتًا. من أجل سحابة من أفغانستان وصفها البعض بسوء إدارة انسحاب القوات الأمريكية، والتي ص دفعت الولايات المتحدة الأمريكية للإسراع بإخلاء سفارتها وإجلاء رعاياها.
أبرز مخاوف الصين من انسحاب الولايات المتحدة
في مقابلة مع تلفزيون الصين المركزي عبر قناة CCTV الصينية، قال يوي شياو يينغ، المبعوث الخاص لشؤون أفغانستان بوزارة الخارجية الصينية، إنه يجب وضع حد للحرب والعنف في أفغانستان لمنع انتشار الفوضى إلى دول أخرى، و وحمل الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الأمني في أفغانستان، وشدد على أنه يجب على جميع الأطراف أن تدرك أن المهمة الأكثر إلحاحًا في الوقت الحالي هي وضع حد للحرب والعنف ووقف إطلاق النار لمنع انتشار و تراكم الفوضى.
وشدد شياو يونغ على أن الطرفين المتصارعين “الحكومة وطالبان” يجب أن يشرعا على الفور محادثات السلام وعملية المصالحة، وواصل حديثه بالقول “نحتاج أيضًا إلى ضمان عدم انتشار الفوضى إلى دول أخرى، خاصة وأن هناك هي حدود 90 كم بين الصين وأفغانستان، وهي بلد جيراننا، يجب ألا تنتشر الفوضى إلى دول أخرى، ويجب ألا يهدد الإرهاب الدول المجاورة، ويجب علينا حماية السلام والأمن على طول الحدود الصينية “.
واعتبر المبعوث الصيني أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان هو السبب المباشر لتدهور الوضع الأمني في البلاد، وأن أمريكا تتحمل مسؤولية لا يمكن التهرب منها، ويجب على المجتمع الدولي إدانتها، حيث تمركزت القوات الأمريكية. في أفغانستان لمدة 20 عامًا، وهذا الانسحاب المتهور من أفغانستان هو السبب في كل هذه الفوضى، وأضاف “يمكن القول إن الوضع الأفغاني الحالي يمثل فشلًا كبيرًا للولايات المتحدة، على الصعيدين العسكري والسياسي الدولي”.
ما مخاوف روسيا من انسحاب الولايات المتحدة
ضاعفت سيطرة طالبان على معظم الأراضي الأفغانية المخاوف الروسية نتيجة تخوفهم من تحالف طالبان مع الجماعات الإسلامية في الشيشان، وحذرت روسيا حركة طالبان بلهجة حادة من تجاوز الحدود خلال تمددها السريع في الأراضي الأفغانية، مع اقتراب حركة طالبان في توسعها من الحدود بين أفغانستان وجمهوريات الاتحاد، تعهدت حركة طالبان السوفيتية السابقة بعدم شن هجوم على حلفاء أو دول حدودية مع روسيا، وصرح شاهيل شاهين المتحدث باسم حركة طالبان. أن طالبان تناقش مع الجانب الروسي قضية رفع العقوبات عن الحركة، لكن روسيا لا تستطيع أن تثق في تعهدات طالبان، خاصة بعد تقدمها على حدود طاجيكستان التي سيطرت على 70٪ منها، لذلك أمر الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن إعداد 20 ألف جندي لتعزيز الحدود مع أفغانستان بعد فرار آلاف الجنود الأفغان عبر الحدود بسبب ر o تقدم طالبان. من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو ستساعد الجمهورية السوفيتية السابقة الفقيرة في مواجهة مزاعم خروج الناتو من أفغانستان، وبدأت روسيا في تنفيذ عدة إجراءات لحماية البلاد، وهي زادت القاعدة الروسية 201 أقرب إلى الحدود الأفغانية، من التعاون العسكري مع طاجيكستان في إطار منظمة الأمن الجماعي، وزادت التعاون مع الصين التي تواجه نفس الخطر.