سميت الدولة العثمانية بهذا الاسم ، حيث كانت من أقوى الدول والسلالات عبر التاريخ، ومن المعروف أن الدولة العثمانية قوة عظمى حكمت مناطق شاسعة من دول الشرق الأوسط وأوروبا ودول أخرى، أجزاء من شمال إفريقيا منذ 600 عام على الأقل، وسيتحدث في هذا المقال عن الإمبراطورية العثمانية، وسبب اسمها، ومراحل نموها، وتاريخها القديم، والأحداث والمعارك التي شهدتها، بالإضافة إلى الأسباب لسقوطه.

حول الإمبراطورية العثمانية

تعتبر الدولة العثمانية من الدول التي كان يديرها المسلمون، وكان المرشد الأعلى المسمى السلطان هو الذي أعطى سلطة دينية وسياسية على شعبه، والجدير بالذكر أن معظم الدول، مثل أوروبا، شعرت أن هذه الدولة تشكل خطرا كبيرا على العالم، ويعتقد بعض المؤرخين أن العثمانيين مصدر للأمن والاستقرار.

تميزت الدولة العثمانية بتحقيق إنجازات كبيرة في الفنون والعلوم والثقافة والدين الأول، وبايزيد الأول.

في عام 1453، قاد الفاتح محمد الثاني جيوش الأتراك العثمانيين للاستيلاء على القسطنطينية القديمة، التي كانت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية. لقد أصبح مركزًا دوليًا مهيمنًا للتجارة والثقافة.

سميت الدولة العثمانية بهذا الاسم

سميت الإمبراطورية العثمانية على اسم زعيمها ومؤسسها السلطان عثمان، وهو من سلاجقة تركيا، ومن المعروف أن السلاجقة وصلوا من السهوب الآسيوية في بداية القرن الحادي عشر واستقروا في الأناضول. اعتاد خليفة السلطان عثمان على ارتداء السيف الذي كان مزخرفًا بشدة، لبسه السلطان بحزام حول خصره، وتجدر الإشارة إلى أن هذه العادات والتقاليد هي تذكير لجميع السلاطين الستة والثلاثين الذين تبعوها، وأن قوة ومكانة الدولة العثمانية جاءت من السلطان عثمان.

بعد 300 عام من قيام الدولة العثمانية، بدأ السلاطين في التهرب من واجباتهم في ساحة المعركة، وتضاءل نضج الدولة العثمانية، وخلال المعارك التي خاضتها الدولة العثمانية، شهدت معركة كوسوفو الشهيرة عام 1389، والتي قُتل أحد سلاطينها وأسر العدو سلطانًا واحدًا، وبلاء الدولة تنص الإمبراطورية العثمانية على أن السلاطين هم الأب والابن السلطان مراد الأول وابنه، وتقول الحكايات أن الجيش الصربي هاجم خيمة السلطان مراد الأول وقتله، والقصة الثانية أن أحد سلاطين الصليبيين ميليوس طلب رؤية السلطان مراد الأول في خيمته، فهاجم ميليوس السلطان وطعنه وحده في بطنه والثاني، في رميها، وانتهى حكم السلطان مراد الأول بعد 27 عامًا من حكم الإمبراطورية العثمانية.

ما هي مراحل نمو الدولة العثمانية

تأسست الدولة العثمانية في أواخر القرن الثالث عشر بعد خروجها من انهيار كبير في القبائل التركية، وتفكك الدولة السلجوقية. ضمت الإمبراطورية العثمانية مساحات شاسعة من تركيا ومصر واليونان وبلغاريا ومقدونيا وإسرائيل والأردن ولبنان وأجزاء كبيرة من شبه الجزيرة العربية، والجدير بالذكر أن مساحتها قدرت بـ 19.9 مليون كيلومتر مربع عام 1595.

كان الهدف الأساسي من قيام الدولة العثمانية التوسع، وبدأت أولى مراحل التوسع في عهد السلطان عثمان الأول، وأطيح ببورصة وضمها إلى أراضيها، سوف تشمله.

في عام 1453، دخلت الدولة العثمانية ذروة فترة التوسع الكبير، وخلال هذه الفترة توسعت الإمبراطورية لتستولي على أراضي أكثر من عشر دول أوروبية ودول من الشرق الأوسط. غير منظمة، ولأن الإمبراطورية العثمانية كان لديها تنظيم وتكتيكات عسكرية جعلتها دولة متقدمة في ذلك الوقت.

في بداية القرن السادس عشر الميلادي، توسعت الدولة وهزمت المماليك في مصر وسوريا عام 1517، والجزائر عام 1518، والمجر عام 1526، وعندما تم تعيين السلطان سليمان في عام 1535 على رأس الدولة العثمانية، اكتسبت الدولة مكانة أكبر مما كانت عليه، لذلك أعيد تنظيم النظام القضائي التركي، وبدأت الثقافة في تركيا تنمو بشكل كبير، لكن حدث ما لا يمكن تصوره. بعد وفاة السلطان سلمان بدأت الدولة تفقد قوتها تدريجياً، خاصة بعد هزيمتها في معركة ليبانتو عام 1571.

من المعارك التي شهدها العثمانيون وشاركوا فيها

شهدت الدولة العثمانية وشاركت في عدد كبير من المعارك، كان من أهمها ما يلي

حرب البلقان

وقعت الحرب عام 1914، والتي أسفرت عن سقوط 250 ألف شهيد، وخسارة كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات، وأدت حرب البلقان إلى اضطرابات حيث أجبر الضباط الكبار والضباط المنشقون على التقاعد، وظهرت فرقة أخرى أقل استحقاقًا للجنرال. التعبئة، وأثناء الحرب أرسل الجيش 13 فيلقًا عسكريًا ووحدتين عسكريتين، وتم تنظيم هذا الجيش إلى أربع وحدات موزعة في أكثر من مكان، فانتشرت الجيوش على مضيق البوسفور لحماية العاصمة والمناطق المجاورة لها، و كما تم نشرهم في شرق الأناضول على الحدود الروسية، وانتشروا على طول سواحل سوريا وفلسطين، وتم إنشاء قيادة في منطقة العراق مع فرقة مشاة كانت تعاني من نقص في الأفراد وسوء المعدات. وتجدر الإشارة إلى أن القيادة في الحرب كانت تفتقر إلى أي من أهداف الحرب.

حملة القوقاز

قررت هيئة الأركان العثمانية الاستعداد لهجوم واسع النطاق بهدف تطويق وإبادة الجيش الروسي في القوقاز. التخطيط للعملية كانت الظروف الجوية ووعورة التضاريس وقلة المدفعية الثقيلة عاملاً في فشل الحملة، ورغم أن أنور باشا كان قائد أركان متمرسًا وخبيرًا، إلا أنه لم يكن لديه خبرة كاملة في قيادة الجيش بداية مجلدات حملة القوقاز في 22 ديسمبر، فاجأ الجيش الروس بالهجوم عليهم، لكن في غضون أسبوعين أو أكثر صدت جيوش أنور باشا خلال الهجمات الروسية المتتالية، مما أدى إلى انهيارها.

حملة بلاد الرافدين

حدثت هذه الحملة عام 1915 م، بعد أن تعرضت جيوش الدولة العثمانية لهجوم من الفرقة السادسة البريطانية، بعد أن استولى البريطانيون على البصرة والقرنة، فانسحبوا إلى منطقة كوت العمارة، وطاردتهم القوات العثمانية وحاصرتهم. بعد عدة هجمات متتالية على المدينة، ورغم استمرار الحصار إلا أنه أصبح مكلفًا للغاية، إلا أن الحصار استمر حتى أعلن البريطانيون استلامهم، وحاولت الجهود البريطانية إيصال مساعدات إغاثية، لكنها سرعان ما عادت قبل وصولها إلى المدينة. فسقطت كوت العمارة عام 1916 وتم أسر قرابة 13 ألف رجل. كبيرة كدولة قوية بالنسبة للبلدان الأخرى.

حملة في فلسطين

أمرت هيئة الأركان العامة العثمانية الفيلق الثامن المتواجد في سوريا بالتحضير للهجوم على قناة السويس، وكان الهدف الرئيسي من الحملة هو تشكيل تهديد مادي لقناة السويس، وإجبار الجيوش البريطانية على الاحتفاظ بالقوات الكبيرة. قوة في جمهورية مصر العربية، وبعد اكتمال الاستعدادات، وصلت قوة مشاة بحجم الفيلق إلى الضفة الغربية للقناة وبدء الهجوم عبر القناة بطائرات الهليكوبتر، والهجوم على المقاومة البريطانية على فشلت الضفة المقابلة فتراجعت الجيوش العثمانية وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى يقدر بنحو 52 ضابطا و 1358 جنديا.

بعد عامين من الصمت حول ما يحدث في فلسطين، وفي عام 1917 قرر البريطانيون التحرك للاستيلاء على غزة بضربة واحدة، بدأ الهجوم على خط غزة وبئر السبع لكنه فشل في اختراقه، قرر العثمانيون تجديد وتقوية جيوشهم قبل أن تبدأ الجيوش البريطانية في الاستعداد للهجوم مرة أخرى بالدبابات والغاز، لكنها فشلت في ذلك الوقت الثانية، وفي صيف عام 1917 خضعت جيوش الدولة العثمانية لتعديلات كثيرة، فاستغلت بريطانيا هذا الأمر وشنت حملة على غزة وبئر السبع وتمكنت من الاستيلاء عليهما، وبعد فترة وجيزة استأنف البريطانيون ذلك، الحرب واستولت على القدس وطرد فون فالكنهاين وتولى فيلد مارشال القيادة.

أهم أسباب سقوط الدولة العثمانية

سقطت الدولة العثمانية في نهاية القرن السادس والسابع عشر والثامن عشر الميلادي، وعلى مراحل متعددة كانت بدايتها

  • الهزائم العسكرية الكبرى التي تكبدتها في حربها مع روسيا.
  • أدت المعاهدات التي أبرمت خلال تلك الفترة إلى فقدان الإمبراطورية العثمانية لاستقلالها الاقتصادي.
  • فقدت الإمبراطورية العثمانية جزءًا كبيرًا من أراضيها.
  • عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي جعل الدولة غير فاعلة وغير قادرة على النهوض من جديد.