دين الله تعالى الدين القويم، ينهض على أركان ثابته ومنها الحج، ومن الشعائر المعروفة التي فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء أداء هذا الركن ما يعرف بجواب ماذا يعني يوم الترويه في الحج أي في هذا الركن من الأركان العظيمة للإسلام، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال  سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان) وقال الله تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) ولهذا يحرص من يذهب إلى الحج إلى معرفة كل شعيرة ليؤديها بحقها، وهذه الشعائر من أركان وسنن هي محصلة الحج، وهي المجموع الكامل له، الذي نقل إلينا برؤية الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يؤديها.

يوم الترويه في الحج

ماذا يعني يوم الترويه في الحج سؤال طبيعي يستحق أن يكتب عنه ويفصل فيه، يمكن القول بأن يوم التروية هو يوم الثامن من العشر الأوائل من ذي الحجة وهو اليوم الذي كان المسلمون يرتون من الماء في مكة ويخرجون إلى منى ، كما قيل سمي بذلك لأن الله تبارك وتعالى أطلع إبراهيم عليه السلام وأراه مناسكه، ولهذا يعتبر هذا اليوم من الأيام المباركة في الحج، ويذهب الحجاج في هذا اليوم إلى منى ويبيتون فيها وعند طلوع الشمس يخرجون منها إلى عرفات ليشهدوا هذا اليوم المبارك من أيام الله تعالى، ولذلك كانت عناية المسلمين بهذا اليوم من العناية الكبيرة، ولهذا كان هذا اليوم من أيام ذي الحجة من أعظم أيام الله تعالى التي يبارك الله تعالى فيها الأعمال الصالحة، ويرى الشيطان صغيراً حقيراً في وقفة عرفة.

حكم يوم التروية في الإسلام

يعتبر الحكم الشرعي في المبيت في منى يوم التروية من المستحبات والسنن وليس من الواجبات أو الفرائض، فمن ترك ذل فلا شيء عليه ولكن الأولى متابعة السنة كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ترك المبيت في مزدلفة فعلية ذبح دم يقربه إلى الله تعالى، وإن ترك المبيت في يوم الحادي عشر في منى فمن فعل ذلك فالأولى به التصدق بما يسر الله وإن كان ذبحاً كان أولى وأحوط، وهذا هو حكم يوم التروية في الإسلام ، والذي يعتبر من الأحكام الهامة والمميزة، والتي يهتم بها الكثير من الحجاج والمسلمين الذين يردون معرفة حكم الله تعالى وموافقته.

لا شك أن السؤال عن ماذا يعني يوم الترويه في الحج من الأسئلة التي لها قيمة عند الحجاج الذين يريدون إتمام الشعائر والنسك والقيام بواجب الله تعالى في الحج وهذا فضل الله تعالى يؤتيه لمن يريد ولا يعلم فضل الله إلا من فقده، وشعر بالأسى، والحج نعمة عظيمة ولا يعرف قدرها إلا من علم عنها حق العلم.