من هو الصحابي الذي لقب بأرطبون العرب ، هذا من الأسئلة التي تطرح على كل مسلم مهتم بسيرة أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكل باحث في تاريخهم المليء بمواقف مشرفة وعظيمة، البطولة في نشر الدين الإسلامي، الغالي والغالي في سبيل الدعوة، ولا يبخلون بالحكمة والقوة والشجاعة التي وهبهم الله بها.

ما معني اسم ارطبون

قبل الخوض في معلومات عن الصحابي الملقب بالعرب ارطبون، من الضروري معرفة المقصود بلقب ارطبون. على القاضي أن يميز في الحكم بين القضايا، والأرباطون اسم يطلق على أحد زعماء الرومان القدماء، وكلمة أرباتون تحمل معاني كثيرة، سماها على سبيل المساواة ومقاومة الأعداء فقط، وهذا واضح في قول أهل العلم، والله أعلم.

من هو الصحابي الذي لقب بأرطبون العرب

الصحابي الملقب بعرب ارطبون هو الصحابي الكبير عمرو بن العاص، فقد كان الخليفة أبو بكر الصديق يحمل أربعة ألوية لأربعة قيادات لتحرير الشام ونشر الإسلام فيه، وكان على رأس واحد، من تلك الكتائب عمرو بن العاص الذي أرسله لتحرير فلسطين وكان القائد الروماني عليها يسمى أرطون، وكان العرب يسمونه أرطبون، وكان هذا القائد الروماني من القادة المشهورين بالفاعلية والجرأة، وهو حشد الجماهير لمواجهة المسلمين، فكان عمرو بن العاص خائفا من حشوده الغزيرة، وأصبح عمر بن الخطاب أميرا على المؤمنين بعد وفاة أبي بكر، فكتب له عمرو بن العاص نصحه بأمر هذه الحشود وماذا يفعل، رد أمير المؤمنين بإجابة حكيمة قائلاً “ألقينا بالروم أرطربون مع العرب، وهكذا رفعنا معنويات عمرو بن العاص الذي بدأ المعركة بقوات غير متكافئة مع الرومان، لكنه استطاع”، لهزيمتهم ” مخزي، إذ كان عمرو بن العاص الصحابي الملقب بعربة أرطبون.

الصحابي العظيم عمرو بن العاص

بعد التعرف على الصحابي الملقب بعرب ارطبون، سيعرف أكثر ويجيب معلومات عن الصحابي الكبير عمرو بن العاص الملقب بأبي عبد الله عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم من بني سهم، والقرشي مكي وقومه بنو صحم من أهل الجلالة في الجاهلية وفي الإسلام، وكانوا من ذوي السمعة الطيبة التي يتنازعهم الناس معهم في خلافاتهم، كان العاص بن وائل تاجرا بالمال والثروة، وكان من رجال قريش قاضيا في العصر الجاهلي، وكانت أم عمرو سلمى ابنة حرمله الملقبة بالنبقة، نشأ عمرو بن العاص في بيئة ثرية وفاخرة، ونال بلاغة في اللسان، وقوة في الجدل، وثباتًا في القلب، وأعطاه الله القوة في البنية وتعلم الفروسية والقتال بالسيف، وكان الذين هاجروا إليه، وأسفاره إلى بلاد الشام ومصر كثيرة قبل الإسلام.

حول اسلام عمرو بن العاص

كان عمرو بن العاص – رضي الله عنه – من فرسان قريش الشجعان العاقدين، واستخدمه قريش قبل إسلامه ليكون رسولهم إلى النجس في الحبشة، لينظروا في أمرهم. المسلمون الذين هاجروا إلى الحبشة هربًا من ظلم المشركين، وبعد معاهدة السلام الحديبية قبل فتح مكة، اعتنق عمرو الإسلام ابن العاص، إلى جانب خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة الذي أسلم كثيرون. عزز الناس قوة المسلمين بهم، واقترح عليهم أن يسافروا إلى الحبشة ويلجأوا إلى النجس، لأنه إذا انتصر المسلمون على قريش ينجو هو ومن سافر معه، خطرت لعمرو بن العاص فكرة، فاستغل صداقته بالنجاشي، فقال لأصدقائه أنه سيطلب منه أن يسلمه مبعوث رسول الله، فيقطع عنقه، فيقوم بذلك، دخل النجاشي وقدم طلبه، عليه أعظم شريعة قادمة لموسى لقتله، وكان يقصد الوحي، فتعجب عمرو بن العاص فقال أهذا وحيى – ليعلن إسلامه، في طريقه، التقى بخالد بن الوليد الذي أراد إعلان إسلامه. فقدموا وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم الناس وصدق عمرو بن العاص، وكان من أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه.

متى كانت أول بعثة لعمرو بن العاص في الإسلام

بعد إسلام عمرو بن العاص الذي كان من المفترض أن يسأل من الصحابي الملقب بالعرب أرطبون، كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – قريبًا منه وقربه له، وأدرك عمرو بن العاص – رضي الله عنه – أن أصحاب الإسلام السابقين سبقوه في الفضيلة، وأدرك أن رسول الله يثمنه وقدراته، وأدرك أن كان عليه أن يبذل جهدًا في اللحاق بمن سبقه، فكان له دور بارز في طريق الإسلام، إذ كان له دور بارز في عصر ما قبل الإسلام، وقد أوصل – مهمة عظيمة، وهي إرساله إلى قيادة جيش المسلمين بنفس السلاسل، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم يطلبه فقال خذ عليك ثيابك وسلاحك، ثم تعال إلي، فأوثيه الذي ذهب الوضوء لينظر، ثم قال توثه أريد أن أبوسك على جيش الله ولا ينمك، وأريدك مال الشهوة فقلت يا رسول الله ما أسلمت من أجل المال لكني أسلمت، الرغبة في الإسلام، والبقاء مع رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم، قال يا عمرو نعم المال الخير لانسان طيب، ثم عيّنه على عمان، ثم سار إلى أكبر بلدين في العالم، فارس والرومان، وكان هو الذي فتح مصر وأدخل الإسلام إليها.

تسمية عمرو بن العاص بـ “عقل العرب”

سمي عمرو بن العاص بـ “حدس العرب” لأنه اشتهر بمكره وحدته وفهمه الواسع وامتيازه في الرأي وبصيرة في الأمور والحيل، حتى وصف بأنه أسطورة، وكان بارعًا في إدارة الأمور والقتال واختراع الحيل في المعارك.