من هو الصحابي الملقب بأبي المساكين ، والذي سمي بهذا الاسم، ذلك الصحابي الذي قدم خدمات جليلة وعظيمة للإسلام سبقت أقرانه من الصحابة حتى استحق ثناء رسول الله صلى الله عليه وسلم وامنحه السلام، في هذا المقال يقف مع شرح لهوية ذلك الصحابي والحديث على شخصيته وخدماته للإسلام وموقفه يوم هجرة الحبشة وفي الفتوحات مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

مقدمة عن الصحابة

الصحابة اسم لمن رافقوا الرسول – صلى الله عليه وسلم – في حياته، والاسم مشتق من الرفقة، كما اتفق أهل اللغة على ذلك، وأدق التعريفات لذلك. وهو ما قاله الإمام ابن حجر العسقلاني – رضي الله عنه – الصحابي من التقى بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، ومات في الإسلام، ومن التقى به فهو. يدخل في من يقابله مدة طويلة أو ضيق في الجلوس معه، ومن روى عنه أم لا، ومن غزاه أو لم يغزو، ومن رأى رؤيا ولو لم يجلس معه، و من لم يراه عمى “.

ثم يشرح الإمام ابن حجر تعريفه فيقول (من اجتمع به كافر، ولو أسلم بعد ذلك، إذا لم يلتقي به مرة أخرى، وقولنا (معه) يترك الواحد)، من يقابله مؤمنًا بغيره، مثل من التقاه من مؤمني أهل الكتاب قبل القيامة، من يقابله ويؤمن أنه سيبعث أم لا يدخل هناك احتمال، ومنهم البحيرة الراهب وأقرانه، وفي قولنا (مؤمن به) يشمل كل واحد من الجن والرجال، فلا بد من ذكر من تذكر ذكراه من الجن الذي آمن به بالشرط السابق.

من هو الصحابي الملقب بأبي المساكين

الصحابي العظيم الملقب بأبي المساكين هو جعفر بن أبي طالب – رضي الله عنه – ابن عم الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأخو علي بن أبي طالب. الحافظ ابن حجر عن الجرح، وهذا القول يؤيده ما رواه أبو هريرة – رضي الله عنه – في صحيح البخاري، في قوله (كنت أكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم)، صلى الله عليه وسلم لأملأ بطني حتى لا آكل الخميرة والكحول، كنت ألصق بطني بالحصى من الجوع، وإذا قرأت الآية على رجل فهي معي ؛ لينقلب علي ويطعمني، وآخر المساكين جعفر بن أبي طالب، كان ينقلب علينا ويطعمنا ما كان في منزله، حتى لو كان سيخرجنا من الرماد الذي لا يحتوي على شيء، لذا قام بتمزيقه. ”

جعفر بن أبي طالب الملقب بأبي المساكين

هو جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أبو عبد الله، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، كان من رواد الإسلام، وهو أخو علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، قيل أسلم بعد خمسة وعشرين رجلاً وقيل بعد الواحد والثلاثين، ويوم الهجرة النبي صلى الله عليه وسلم. – الأخوة بينه وبين معاذ بن جبل رضي الله عنهما. ولا يلبس حذاء ولا يركب الدواب ولا يركب الكرة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من جعفر “.

ما لقب الصحابي جعفر بن أبي طالب

الصحابي الكبير جعفر بن أبي طالب – رضي الله عنه – عُرف بأكثر من لقب، منها لقب أبي المساكين، ولكن هناك لقب غلب عليه بعد استشهاده وهو لقب “الطيار “أو ذو الأجنحة”، لأنه عندما استشهد في معركة مؤتة، كان الرومان كفارًا. قطعوا عنه يديه، فبدّل الله تعالى يديه بجناحين في الجنة يطير بهما مع الملائكة، في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم “رأيت جعفر بن أبي طالب ملاك يطير في الجنة بجناحين، يطير معهم حيثما شاء، ملتهبًا بالدماء على قدومه “، ابن عمر – رضي الله عنهما – لما سلم على ابن جعفر بن أبي طالب قال له السلام عليك يا ابن ذي جناحين، والله أعلم.

قصة اعتنق جعفر الإسلام وهاجر إلى الحبشة

كان جعفر بن أبي طالب – رضي الله عنه – من أوائل الذين اعتنقوا الإسلام، وكان من الذين هاجروا إلى الحبشة، وكانت زوجته أسماء بنت عميس معه، فأرسلت قريش طلبًا للمهاجرين، وسفير قريش عمرو بن العاص وعبدالله بن أبي ربيعة وقد دفعوا رشوة، إلى طارق النجاشي ليساعدهم في رأي النجاشي، لكن النجاشي رفض تسليم المهاجرين ودعوتهم إلى مجلسه ليسألهم عن دينهم الجديد وسبب هروبهم من مكة، لذا فإن الشخص الذي تحدث عن المسلمين كان جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.

قال جعفر يا أيها الملك كنا من أهل الجهل، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، والفسق، وقطع الأرحام، والقرابة التي تأكل القوي والضعيف بيننا. نحن وآباؤنا بجانبه حجارة وأصنام، وأمر بصدق الكلام، والوفاء بالثقة، وقرابة القرابة، وحسن الجوار، والامتناع عن المحرمات والدم، ونهى عنا الفسق، والكلام الكاذب، وأكل المال اليتيم. والافتراء على العفيفات، وأمرنا أن نعبد الله وحدنا ولا نشرك به شيئًا، وأمر بالصلاة والصدقة والصوم.

واستمر في تعداد أمور الإسلام له حتى قال “أتى قومنا إلينا وعذبونا فأغونا من ديننا ليرجعونا إلى عبادة الأصنام من عبادة الله وإحلالنا. ما كنا نعتبره مباحا من المنكر، في منطقتك ونتمنى ألا نظلمك أيها الملك، سأله النجس هل حفظ شيئاً من الوحي، أي من القرآن، فقرأ له ما هو سهل من سورة مريم بعد ذلك قال عمرو بن العاص للنجس إنهم يقولون شيئًا عن عيسى بن مريم لا يعجبك، فأرسل ليسألهم، فقالوا له أن عيسى عبد الله، وفاعليه، وربه. الكلمة التي أعطاها لمريم العذراء، كل من يهينك يتم تغريمه، لذلك لا أحب أن لدي دير من الذهب وأنني آذيت أحدكم “.

حول جعفر بن أبي طالب ومعركة مؤتة واستشهاده

وكان جعفر بن أبي طالب من الصحابة الذين خرجوا إلى غزوة مؤتة قرب بلاد الشام، وكان من الأمراء الذين أوصىوا النبي – صلى الله عليه وسلم – بحمل راية المسلمون، فأوصى بالعلم أولاً لزيد بن حارثة، وإذا استشهد فالعلم كان لجعفر، فلما استشهد زيد استسلم الراية كانت جعفر رضي الله عنهم فتقدم للقتال، حتى استشهد، وقالوا إنه لما استلم الراية كان على فرس شقراء فنزل منها وشقها وتقدم للقتال، وجاء دون تفكير، قائلاً

أيتها الحبيبة الجنة نهجها طيب وشرابها بارد

والرم رم قريب مني عذابه إذا قابلت بلائه

فقام بالقتال بالراية، فضربوه بيده اليمنى وقطعوها، فأخذ الراية باليسرى وقطعها، فأخذها بذراعيه حتى قتل شهيدًا رضي الله عنه.

ما فضل جعفر بن أبي طالب

وكان جعفر بن أبي طالب من الصحابة الأفاضل ممن سبق الإسلام. وقد أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث، كان من الأمراء الذين خرجوا إلى مؤتة للقاء الرومان. – كان الأشبه بالنبي – صلى الله عليه وسلم – في الخلق والشخصية، وأثنى عليه أكثر من الصحابة مثل أبي هريرة رضي الله عنه في الحديث السابق. والله أعلم.