هل رمي الجمرات قبل الزوال جائز ، من أهم المسائل الفقهية المتعلقة بشعائر وطقوس الحج الواجب، وهو من الأحكام الشرعية التي يجب على كل مسلم معرفتها، هل يؤدى فريضة الحج هذا العام أم لا، معرفة جميع أحكام الحج واجبة على المسلم، حتى يحسن أداء هذا الواجب عندما يكون قادراً على القيام به، وفي هذا المقال يتحدث عن رجم الجمرات وبعض الأحكام الفقهية المتعلقة برمي الجمرات.
رمي الجمرات في الحج
رمي الجمرات في فريضة الحج من الأعمال التي يقوم بها الحاج في أداء مناسك الحج، وهو أن الحاج يرمي الجمرات في مواضع معينة في منى شرقي مكة المكرمة، يوم عيد الأضحى، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، ويوم القار، وهو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة، واليوم الثاني عشر من ذي الحجة، ثم إذا انتهى الحاج من رمي الجمرات وجب عليه أن يحلق شعره، وهو موضوع رجم الجمرات في الإسلام.
هل رمي الجمرات قبل الزوال جائز
وذهب جمهور العلماء إلى أن رمي الجمرات قبل زوال الشمس لا يجوز ولا يجزئ الحاج بهذه الشعيرة ؛ لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – ألقى الجمرات بعد الزوال، فقد مرت الشمس على الزوال، وعلى المسلم أن يتبع هدى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في كل ما يتعلق بواجب الحاج جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال ” ورأيت الرسول صلى الله عليه وسلم يرمي بجمه يوم النحر، ويقول ليأخذ مناسك، لا أعلم أن أحج بعد هذه الحجة، “الأفضل أن يؤخر المسلم طقوس الرجم إلى ما بعد غروب الشمس.
وفي هذا الصدد قال ابن قدامة رحمه الله تعالى “لا يرجم في أيام التشريق إلا بعد زوال الشمس، إلا أن إسحاق وأهل الرأي أذنوا بالرمي يوم الرحيل قبل الذروة، ولا ينفر إلا بعد الزوال، وأمر أحمد مثله، وأباح عكرمة ذلك أيضا، وطاووس. قَالَ يُرْجَى بِمُقَدَّمِهِ، وَأَنْفُرَ قُدَامَهُ، قال عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- كنا ننتظر حتى تغرب الشمس نرميها، وكلما رميناها بعد الزوال يكفي، إلا أنه يستحب أن نطلقها في أوجها ” والله تعالى أعلم.
ما مذهب العلماء في رمي الجمرات قبل الزوال
يتم رجم الجمرات في الحج بعد زوال الشمس.
- القول الأول ذهب المالكية والشافعية والحنابلة، جمهور العلماء، إلى أن رمي الجمرات قبل زوال الشمس لا يجزئ الحاج، وعليه إعادة رميها بعد ذروتها. قد تجاوزت الشمس أوجها إذا ألقى بها قبل زوالها.
- القول الثاني غير الحنفية أن رجم الجمرات بعد زوال الشمس مقبول ولا حرج فيه على المسلمين.
ولا بد من القول إن الراجح ما ذهب إليه جمهور العلماء، أي أن يكون الرمي بعد زوال الشمس حتى يكون مقبولا. .
ما المطلوب لرمي الجمرات قبل غروب الشمس
إذا كان المسلم على رأي جمهور العلماء من الشافعية والحنابلة والمالكيين في مسألة وجوب رمي الجمرات بعد زوال الشمس، ورجم الجمرات قبل الزوال ويلزمه أن يذبح، فإن عجز عنه، فعليه أن يصوم عشرة أيام، ولو رمى الجمرات قبل طلوع الشمس بسهو وسهو. أما إذا كان على المذهب الحنفي وألقى بالحصى قبل الزوال فلا شيء عليه، وفيما يلي نذكر أقوال بعض العلماء في هذه المسألة
- قال ابن قدامة “لا يرجم في أيام التشريق إلا بعد الزوال، وإذا كان الرجم قبل الزوال يعيده”.
- قال ابن الجوزي إذا ألقى في أول يومين من منى قبل الزوال لم يجز له رواية واحدة. أما اليوم الأخير فيجوز بإحدى الروايتين “.
مجموعة أحاديث رمي الجمرات
وردت أحاديث كثيرة في السنة النبوية الشريفة في الإسلام تتعلق برمي الجمرات، ومن أشهر هذه الأحاديث ما يلي
- جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه كالتالي “لقد صمم الحد الأدنى من الجمرة الخبيثة سبع حصوات، ينبت بعد كل حصاة، ثم يتقدم بسهولة، فيستقبل الاتجاه الذي يطول، ويدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الوسط، ثم يأخذ نفس الشمال فيثل، والاتجاه المستقبلي، الذي يطول، ويدعو ويرفع يديه، والطويلة، ثم يرمي جمر العقبة من بطن الوادي، ثم يقف، ثم يخرج فيقول فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعل “.
- عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحصى يوم النحر، وأما اليوم التالي لما جاء فيه كانت الشمس قد غربت “.
- عن عائشة والدة المؤمنين رضي الله عنها قالت “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفيض في آخر نهاره لما صلى الظهر. الصلاة، ثم رجع إلى منى، ومكث فيها ليالي أيام التشريق. حصاة فيقف على الأول والثاني فيقف شامخًا ويصلي ويلقي الثالثة ولا يقف هناك.
- عن عاصم بن عدي – رضي الله عنه – قال (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص لرعاة الإبل في البيت بالحجر يوم القيامة. اذبح ثم اجمع الحجارة يومين ويذبحونها في القبور بعد يومين. قال مالك ظننت أنه قال في أولهم يرمون السهام يوم خروجهم، والله أعلم.