معلومات عن اضحية العيد وشروطها ، والتقرب إليه بالذبيحة ؛ وهي من أعظم العبادات، وأكرم الطاعات، وهي إحياء لسنة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، فيحرص على الحديث عن أضاحي العيد وشروطه، وعن آداب الذبيحة وطرقها، وعن حكمة شرعية الذبيحة.
معلومات عن اضحية العيد وشروطها
الأضحية لغويا اسم لذبح، أي مذبوح في أيام عيد الأضحى، وجمعها ذبيحة، واصطلاحا ما ذُبح من ذبح يوم الأضحى حتى آخر أيامه، من التشريق للتقريب إلى الله تعالى، وهناك شروط لا بد من توافرها في الأضحية، نوضحها في تعال
أن يكون من الماشية
يشترط أن تكون الأضحية من البهائم، وهم الإبل والبقر والغنم، فيقول ليشهدوا عليهم النفع ويذكر اسم الله في أيام العلم على بهيمة البهائم}، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه “ذبحوا، النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملهين يقرنين يذبح يده فرفع صوته وكبر، ووضع قدمه على طبقهم “، عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تذبحوا إلا دابة ما لم يشق عليكم، فذبحوها بالاجماع “، ابن عبد البر وابن رشد والنووي والسناني.
أن تكون قد بلغت السن القانوني
يشترط في الأضحية أن تكون قد بلغت السن القانونية فلا تجزئ الأضحية لما هو أقل من حظ شاة أو ما هو أقل من ساق شاة عن جابر بن عبد الله – يجوز، رضي الله عنهما عن كليهما – قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تذبحوا إلا دابة قديمة ما لم يشق عليكما فتذبحون شاة، والإجماع على ذلك نقل ابن عبد البار والنووي والشنقيطي، ومن الأبقار التي أكملتها سنتان، ومن المعز التي أكملت سنة، وجذع الغنم الذي لم يكمل ستة أشهر.
الأمان من الأجزاء المعيبة
يجب أن يسلم الأضحية من العيوب التي تمنعها من أداء الأضحية، فلا تجزئ الأضحية على الصالح، والمريض الطاهر ضلعه، والعرج الذي ضلعه طاهر، والهزال، الشخص غير الطاهر. عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشار بأصابعه، أصابعي أقصر من أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيرة بإصبعه ؛ يقول لا يجوز لأحد الضحايا الصافي، الأعرج، العرج الصافي، والمريض الصافي، والضعيف الذي لا يطهر. واتفق على ذلك ابن حزم والرشد وابن عبد البر وابن قد.
أن يضحى بها وقت الذبح
ويبدأ وقت النحر بعد صلاة العيد، وهذا مذهب الحنفية والحنابلة، واختاره الطحاوي والشوكاني وابن عثيمين عن البراء بن عازب رضي الله عنه، رضي عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال أول ما نبتدئ به اليوم أن نصلي ثم نعود ونضحي، فمن فعل هذا فقد أصاب سنتنا، ومن ضحى فهو لحم يعطيه لأهله، وليس من النسك في شيء “. عن جندب بن سفيان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو ذبح الناس ذبحهم قبل الصلاة فحين انتهى رآهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم ذبحوا قبل الصلاة، فقال من ذبح قبل الصلاة فليذبح مكانها، ومن ذبح قبل الصلاة قال من ذبح قبل الصلاة فليذبح مكانها، قال قال النبي صلى الله عليه وسلم (من ذبح ذبيحة قبل الصلاة فليفعل ذلك).
ويبدأ وقت النحر لمن كان في مكان لا يصلي فيه العيد مثل أهل الصحراء بعد مقدار صلاة العيد بعد طلوع الشمس بالرمح، وذلك لعدم اعتبار الصلاة عليهم، فلا بد من مراعاة قيمتها، واختلف الفقهاء في وقت النحر في قولين
- القول الأول أيام النحر ثلاثة يوم العيد وأول يومين من أيام التشريق، وهو قول الجمهور الحنفية والمالكية والحنابلة.
- القول الثاني يبقى وقت النحر إلى آخر أيام التشريق، وهو المذهب الشافعي، وقول الحنابلة.
التضحية النية
يشترط أن ينوي المضحي، وهذا يتفق مع المذاهب الفقهية الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة على أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، رضي عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إنما الأعمال بالنية، ولكل إنسان ما قصده”.
من آداب وسنة النحر
بعد أن نتعرف على أضاحي العيد وشروطه نتعرف على آداب وسنة النحر.
حلق الشعر وتقليم الأظافر
اختلف الفقهاء في حكم حلق الشعر وتقليم الأظافر لمن أراد أن يضحي بعد رؤية هلال ذي الحجة في أقوال أقوىها اثنان
- القول الأول يحرم على من أراد أن يضحي إذا رأى هلال ذي الحجة أن يحلق شعره أو يقص أظافره، حتى يضحي وهو المذهب الحنابلي، ورأي الشافعي. وهو قول جماعة السلف، اختاره ابن حزم وابن القيم وابن باز وابن عثيمين. .
- القول الثاني يكره لمن أراد أن يضحي أن يحلق شعره أو يقص أظافره حتى يذبح.
كان سيذبح نفسه إذا استطاع
ويستحب لمن أراد أن يضحى بنفسه إن استطاع عن أنس رضي الله عنه أن قال (إن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى مملحين، الكباش ذات القرون التي ذبحها بيديه وأعطاها الاسم والتكبير ووضع أرجلها على الطبق.
الأكل والإطعام والادخار من الأضاحي
يجوز لمن ضحى أن يذبح ليأكل من أضحيته ويطعم ويدخر، وهذا يتفق مع المذاهب الفقهية الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، قال تعالى {كلوا منها وأطعموا البائسين والفقراء.}
حكمة من شرعية الذبيحة
قبل أن نختتم حديثنا عن أضاحي العيد وشروطه، سنتعرف على حكمة شرعية الأضحية، وحكم شرعية الأضحية
- الحمد لله تعالى على نعمة الحياة.
- إحياء سنة إبراهيم الخليل – صلى الله عليه وسلم – عندما أمره الله سبحانه وتعالى أن يضحي عن ابنه إسماعيل – عليه السلام – يوم النحر.
- ليتذكر المؤمن أن صبر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وتفضيلهما لطاعة الله وحبه على النفس وحب الأطفال كان سببًا في الفداء وإراحة البلاء.
- أن يكون في هذا سبيلاً لبسط النفس والعائلة، وإكرام الجار والضيف، وإعطاء الصدقات للفقراء، وهذه كلها مظاهر للفرح والسعادة بما أنعم الله على الإنسان، وهذا ما قاله الله. نعمة الله تعالى.
- أن يكون سفكاً من المبالغة في الإيمان بما قاله الله تعالى. أنه خلق ماشية لمنفعة الإنسان، وأذن بذبحها وذبحها ؛ ليكون طعاما له.