إن من إجلال الله تعالى أن يهراق دماء الأضحية بطيب نفس من صاحبها يقدم خير ما لديه قربة لله تعالى، ولهذا يعمل كل مسلم على التقرب إلى ربه بالخير، وفي عيد الأضحى يتقرب المسلمون بنحر الأضاحي، مع فعل الخيرات والطاعات الكبيرة ، قال الله تعالى (فصل لربك وانحر) وقال ( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) ولهذا كان البحث عن دعاء المضحي عند ذبح الأضحية مكتوب ، من الأدعية التي يحب الإنسان أن يعرفها من أجل تطبيقها إن ثبت أنها قد وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن (الدعاء هو العبادة)، والعبد يلجأ لله ملحا بما يريد لعل الله تعالى أن يرحمه وييسر له جميع شأنه، وفضل الله الواسع على العباد لا يضيقه عبد.
الأضحية في عيد الأضحى
إن ذبح المسلم للأضحية في عيد الأضحى المبارك من المسائل الجليلة التي يحبها الله تعالى، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص عليها، قال الله تعالى (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين) ولهذا لا يجدر بالمسلم أن يقلل من هذه الأضحية أو هذه الشعيرة التي يقربها لله، ويطعم منها الفقراء والمساكين والأقارب، ويفرح بهذا الأمر، بل المسلم يهتم إليها ويحاول قدر المستطاع أن تكون مقبولة وذلك بتصحيح نية تقريبها من الله تبارك وتعالى، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا).
دعاء المضحي عند ذبح الأضحية مكتوب
ذكر العلماء الدعاء الذي يذكره المضحي عندما يذبح اضحيته حيث يقول ما ورد دليلاً في السنة النبوية المتطهرة التي يجب أن نمتثلها ولا نحيد عنها في شأننا كله:
- بسم الله ، والله أكبر ، اللهم هذا منك ولك ، هذا عني أما إن كان يذبح أضحية غيره قال : “هذا عن فلان ” اللهم تقبل من فلان وآل فلان “ويسمي نفسه” .
- عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَأُتِيَ بِهِ لِيُضَحِّيَ بِهِ فَقَالَ لَهَا يَا عَائِشَةُ هَلُمِّي الْمُدْيَةَ “يعني السكين” ثُمَّ قَالَ اشْحَذِيهَا بِحَجَرٍ فَفَعَلَتْ ثُمَّ أَخَذَهَا وَأَخَذَ الْكَبْشَ فَأَضْجَعَهُ ثُمَّ ذَبَحَهُ ثُمَّ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ ضَحَّى بِهِ .
- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَضْحَى بِالْمُصَلَّى فَلَمَّا قَضَى خُطْبَتَهُ نَزَلَ عَنْ مِنْبَرِهِ فَأُتِيَ بِكَبْشٍ فَذَبَحَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ وَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ هَذَا عَنِّي وَعَمَّنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِي .
إن أفضل ما يتقرب به العبد لله تعالى اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وشرعته المطهرة في كل شيء، ومن ذلك دعاء المضحي عند ذبح الأضحية مكتوب وهذا من ضمن هذه الشريعة الجليلة.