هل يجوز حلق الشعر في يوم عرفة ، الذي يصادف التاسع من شهر ذي الحجة من كل سنة هجرية وهو اليوم الذي يسبق يوم النحر أو يوم عيد الأضحى ويتناول هذا المقال ما إذا كان يجوز قص الشعر يوم عرفة، مع بيان بعض الأحكام الفقهية المتعلقة بهذا الحكم.
هل يجوز حلق الشعر في يوم عرفة
من أراد أن يضحي فالأولى له ألا يقص شعره يوم عرفات أو في التسعة أيام الأولى من شهر ذي الحجة ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، – نهى عن تقليم الأظافر والشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة لمن أراد التضحية، قال صلى الله عليه وسلم (إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس شعره أو جلده)، يختلف صاحب النحر يوم عرفة، وكانت أقوالهم على النحو التالي
- قال الإمام النووي رحمه الله تعالى «مذهبنا أن نزع الشعر والأظافر في العشر أيام لمن أراد التضحية كره، فلا يكرهه حتى يضحّي. قال مالك وأبو حنيفة لا مكروه، وقال سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد وإسحاق وداود بالنهي عنها، وعن مالك أنه يكره، وروى عنه الدارمي ذلك. النهي عن التطوع لا يحرم في الفريضة، ومن قال بالنهي قاله حديث أم سلمة، والشافعي والصحابة جادلوا عليهم بحديث عائشة أنها قالت أنا كان يربط قلائد هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقلدها ويرسلها، ولم يحرم عليه شيء ما أحله الله له حتى يذبح.
- قال ابن قدامة ظاهر هذا تحريم التقصير، وهو قول بعض أصحابنا، ورواه ابن المنذر عن أحمد وإسحاق وسعيد بن المسيب، صلى الله عليه وسلم – ثم يقلدها بيده، ثم يرسلها، ولا يحرمه الله عليه شيء حتى يذبح الهدي.
- قال الشافعي (البعث بالذبح أكثر من إرادة النحر، فهذا يدل على عدم النهي). والله أعلم.
متى يجوز قص شعر وأظافر المضحي
يجوز قص شعر وأظافر المذبح بعد الذبح، وهذا ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ” من ذبح دابة ذبحها، وإذا سقط هلال ذو الحجة، فلا يأخذ من شعره الأشعث، أو أي جزء منه “، على المسلم أن يمتنع عن تقصير شعره وتقليم أظافره حتى يذبح، أي حتى يذبح.
ما حكم تقصير الشعر والأظافر بنسيان المضحي
وذهب أهل العلم إلى أنه لا مانع لمن يضحي إذا قص شعره أو أظافره بنسيانه في عشر ذي الحجة، لا يجب الامتناع عن تقصير الشعر والأظافر، ولكن الأفضل للمسلم أن يمتنع عن تقصير شعره وأظافره في العشر من ذي الحجة حتى يذبح أضحيته لكسب أجره كاملاً، والله تعالى أعلم.
ما هو حكم حلق الشعر لمن نوى التضحية
ذهب أهل العلم في حكم حلق الشعر لمن نوى التضحية على قولين مختلفين، وهما
- القول الأول هو قول جمهور العلماء، وفي هذا القول يستحب للمسلم أن يمتنع عن حلق شعره في العشر الأوائل من ذي الحجة حتى يذبح أضحيته في وقتها. ومن حلق شعره قبل الذبيحة فلا بأس به، وله أجر الذبيحة إن شاء الله.
- القول الثاني يرى بعض أهل العلم أن على من يضحي أن يمتنع عن حلق رأسه وإبطه وشعر عانته وشاربه ولحيته، وعدم تقليم أظافره من أول يوم ذي الحجة إلى أن يحلق. تضحيات. وهو النهي الذي يقتضي اتباعه، وليس النهي عن النهي كما رآه أصحاب الرأي الأول، والله أعلم.
حلق الشعر هل يبطل التضحية
وعلى إجماع العلماء أن قص شعر من ضحى قبل الأضحية لا ينقض الأضحية.
- المذهب الأول وهو مذهب الشافعي، ويرى استحباب الامتناع عن التقصير قبل الأضحية، وإذا قص المسلم شعره قبل النحر فلا ينقض.
- المذهب الثاني هو قول أحمد بن حنبل، وهو يرى أن ترك قص الشعر قبل الأضحية واجب على المسلم، ومن قص شعره فقد أبطل أضحيته، والله أعلم.
- المذهب الثالث وهو قول أبي حنيفة النعمان، وقول الإمام مالك أيضا، وأصحاب هذا القول يرون أن قص الشعر لا يكره تقصير الشعر والأظافر، ولا بأس بالواحد. ومن قص شعره وأظافره قبل النحر، أي في العشر الأوائل من ذي الحجة، فإن كان ممنوعاً ووجوباً، نهى عن الطيب واللباس قبل النحر. تحريم حلق الشعر والله أعلم.