من هو الصحابي الذي لقب بأمين هذه الأمة ، هو الموضوع الذي ستتناوله هذه المقالة. الصدق من أعظم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم ومسلم، وذلك في كل مناحي الحياة، وكذلك الصدق من أخلاق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهو الذي أطلق عليه أهل مكة اسم “الصادق المأمون” قبل ظهور الإسلام، شدة صدقه وأمانة. يساعد على تعريف الصحابة الكرام وذكر ألقابهم. كما ذكر نبذة مختصرة عن الصحابي العظيم الملقب بأمين الأمة، مع علمه بسيرته وسبب هذا اللقب.
مفهوم الصحابي
شرح علماء الأمة الإسلامية وشرحوا مفهوم الصحابي، يسمون الصحابة أو الصحابة. لأن الصحابي هو كل من صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ودعوته المباركة، وآمن به وتبعه، والتقى به ورآه، ثم مات وهو على دين الإسلام و لم يتركه، يطلق عليه رفيق، وكذلك المرأة التي عاشت في العصر النوبي ورأت رسول الله وآمنت به وماتت وهي مؤمنة مسلمة، فهي رفيقة عظيمة.
ولكن قد يخطر ببال البعض أن بعض المسلمين قد عاشوا في زمن رسول الله، لكنهم لم يروه بسبب العمى الذي أصابهم فهل يتركون إطار الصحابة والجواب أنهم لا يخرجون عن مفهوم الصحابي، بل هم الصحابة الكرام مثل الصحابي العظيم ابن مكتوم، فهو أعمى لم ير رسول الله، بل هو رفيق، وكذلك الصحابة رضوان الله عنهم جميعا فضائل كثيرة وفضائل عظيمة، هم خير البشر بعد الأنبياء والمرسلين، وأن الله عز وجل قد فضلهم على جميع البشر بعد أنبياءه ورسله عليهم السلام أجمعين والله أعلم.
من هو الصحابي الذي لقب بأمين هذه الأمة
والصحابي الملقب بأمين هذه الأمة هو الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه ورضاه عنه، شهد على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله (لكل أمة وصي، ووصي هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح)، وكذلك خصه الله تعالى بما فائض ونصيب أكبر وأكبر مما اتسم به الصحابة الكرام في صفة الأمانة، ودعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمين الأمة.
فلما جاء المسلمون من أهل نجران طلبوا من رسول الله أن يرسل معهم أحد أصحابه وطلابه، أن يتعلم منه ويأخذ منه علم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أبعث بأمن مؤتمن صادق مؤتمن”، فكان الصحابة يتطلعون إلى من يختاره رسول الله وينال هذه الصفة العظيمة واللقب أنه صادق وصالح وجدير بالثقة. كان أبو عبيدة بن الجراح وصيا على الأمة الإسلامية، كما ذكر في سيرة عمر بن الخطاب أنه عندما كان أمير المؤمنين عمر يأخذ أنفاسه الأخيرة تمنى أن يكون أبو عبيدة حياً، ليخلفه في إمارة المسلمين بعد وفاته. لأنها خير من تحمل الأمانة وهو من أهلها والله أعلم.
الصحابي أبو عبيدة بن الجراح
أبو عبيدة بن الجراح هو الصحابي الكبير عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفهري الملقب بأبي عبيدة رضي الله عنه ورضاه، له لحية خفيفة، وكان من بشرى الجنة التي وردت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. حاول جاهدا الابتعاد عنه، لكن والده لم يتركه وكان ينوي قتله، فتغلب عليه ابنه أبو عبيدة وقتله.
نزلت في الآية الصحيحة كريمة وهي قول الله تعالى {لا تجد قومًا يؤمنون بالله ويوم يعوضون بالله ورسوله حتى لو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو لهم، عشيرة تلك الكتب في قلوبهم بالإيمان وساندوها بروحها وأدخلوها في جنات تجري تحتها الأنهار}، علم الرسول – صلى الله عليه وسلم – أصحابه أن دين الله عز وجل وحدوده هو الأولوية الأولى في حياة كل مسلم، وأن الدنيا وما فيها عابرة. تلك كانت أهله وأهله والله أعلم.
قصة إسلام أبو عبيدة رضي الله عنه
كان الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- من رواد دين الإسلام الصحيح، فهو أول من اعتنق الإسلام وآمن بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم – وصدقه على خليفة رسول الله أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وقيل عن أهل العلم. أن رفيقه أبو بكر الصديق أسلم على يديه، فأخذه مع عبد الرحمن بن عوف، وكذلك الصحابي عثمان بن مزون والأرقام بن الأرقم رضي الله عنهما، وأحضرهم الرسول ليشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأن إسلامه كان في السنة الأولى، للدعوة الكريمة، أي قبل الهجرة إلى المدينة بثلاثة عشر عامًا. غزوات بدر والمعارك والغزوات التي تلتها والله أعلم.
من فضائل أبي عبيدة بن الجراح
أبو عبيدة بن الجراح من أفضل الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين. يأتي
- وبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه سيكون من بين العشرة الذين يبشرون بالجنة يوم القيامة.
- وكذلك نعته رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمين الأمة ومن أفضل رجالها.
- كان من الصحابة الذين نالوا مناصب عظيمة ومراتب رفيعة في دين الإسلام، أي عند الله تعالى، ونال نصيبًا كبيرًا من قلب ومحبة رسول الله، فقد روى عن عبد الله بن شقيق. أنه سأل عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها من أحب الصحابة لرسول الله، فأجابت أن أولهم أبو بكر وثانيهم عمر بن العلي. خطاب وبعده أبو عبيدة بن الجراح والله أعلم.
تاريخ وفاة أبي عبيدة رضي الله عنه
توفي الصحابي الكبير أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه في السنة الثامنة عشرة من الهجرة المباركة بإصابته بالطاعون، وكان عمره عند وفاته ثمانية وخمسون سنة، صلى عليه ودفنه الصحابي معاذ بن جبل رضي الله عنه والله أعلم.