معلومات عن خطيب الانبياء وتفاصيل عن نسبه وقومه ، وأن الداعية هو الذي كان على دراية بفن البلاغة وعلمه، أي كان عالم البلاغة والبلاغة في الحديث.، وفن البلاغة منهج يتبناه البعض لإبهار الناس وإقناعهم بالقول والكلام، وذلك بالكلام الطيب الذي يأسر المستمع ويملأ ضميره، ويساعدنا في معرفة معلومات عن خطيب الأنبياء، وما قصته مع قومه وطريقه في الوعظ معهم.
عن الأنبياء والرسل
لقد اختار الله تعالى رجالا أقوياء من بين عباده. وأتقنوا أخلاقهم وصفاتهم، وصانهم من عادات الكفر وما يتبعه أهلهم، ونزل عليهم الوحي ليبشّرهم بالنبوة، ويحمل لهم رسالة التوحيد والدعوة لعبادة الله الواحد، وجعلهم وسيلة لإرشاد الناس إلى الصراط المستقيم، فقاموا بذلك، شريعة الله تعالى وحكمه في الأرض بين الناس، فحملوا الأمانة والرسالة ونقلوها بكل إخلاص وإخلاص، وهؤلاء الرجال هم الأنبياء والمرسلين – عليهم خير الصلاة والسلام – ولم يذكر القرآن إلا خمسة وعشرين نبياً منهم، ومن بين هؤلاء الأنبياء الذين لهم قوة العزم وهم
- صديق الله إبراهيم عليه السلام.
- كلمة الله لموسى عليه السلام.
- السيد المسيح عليه السلام.
- خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.
ولم يخبر الله تعالى عباده في أي من الكتب السماوية أنه نزل على أنبيائه بعدد الرسل والأنبياء الذين أرسلهم بالحق، بل احسبه في علم الغيب، والله – تبارك وتعالى – أيد الأنبياء والمرسلين بالمعجزات والكرامات التي كان لها دور كبير وأهمية في عملية الكرازة للأنبياء، فهي دليل على صدق نبوتهم ودليل عظيم، ومن أعظم المعجزات الإعجاز الخالد للنبي محمد – صلى الله عليه وسلم – والقرآن الكريم باق حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وقد وعد الله تعالى أنبيائه ورسله الجنة يوم القيامة بمن تبعهم وصدقهم وساعدهم، وأما من أنكرهم وابتعد عنهم فله نار جهنم تسكن فيها يوم القيامة الله اعلم.
معلومات عن خطيب الانبياء وتفاصيل عن نسبه وقومه
وخطيب الأنبياء النبي شعيب عليه السلام وهو من جماعة الأنبياء العرب عليهم السلام أجمعين، ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيب لجميع الأنبياء عليهم السلام، وهذا الخبر رواه الحاكم بإسناده عن محمد، ابن اسحق، ورد شعيب في القرآن الكريم في مواضع كثيرة وفي سور مختلفة، وقد أطلق عليه اسم خطيب الأنبياء لأنه تميز بطلاقة لسانه وخطابه الطيب الجميل.
وبالمثل كان لديه قدرة كبيرة على الإقناع أنعم به الله عليه، وقيل إن محاور الله موسى عليه السلام تزوج إحدى بناته عندما هرب من مصر وظلم أهلها، وكان حاله كحال سائر الأنبياء الذين أيدوا دينه واتبعوهم ورفضوه وأنكروه والله أعلم.
عن شعيب عليه السلام
شعيب عليه السلام من أنبياء الله تعالى، أرسله الله تعالى إلى قومه لنشر التوحيد وعبادة الله تعالى، وترك الشرك والضلال، وقيل أنه ولد في القرن السادس عشر قبل الميلاد، كما عاش مائتين واثنتين وأربعين سنة، ولكن لا دليل في هذا القول من المصادر الشرعية في الإسلام.
كان شعيب – صلى الله عليه وسلم – يدعو قومه بأهل مدين، وقد التقاه نبي الله موسى وكان شيخا، ثم صار صهره حين تزوج إحدى بناته، وجاء ذكره في القرآن الكريم على النحو التالي
- في سورة الأعراف ذكر فيها شعيب في تسع آيات تتحدث عن الأمور التي اعتمد عليها في دعوته إلى التوحيد.
- وفي سورة الشعراء أيضا ذكر في هذه السورة أهل شعيب وما نهى عنهم بأمر الله تعالى. ولم يعصوا الله تعالى وعقابه عليهم.
- وفي سورة هود ورد فيها وقصته مع قومه في المعصية والإنكار والتحذير من العذاب. شعيب ومن آمن معه نجوا من عذاب الكفار.
- وبالمثل في سورة العنكبوت يذكر شعيب في آيتين فقط من هذه السورة. حيث دلت الآيات على نوع العذاب الذي تعرض له أهل شعيب وهو الرعشة.
النسب والأمة
النبي شعيب عليه السلام خطيب الأنبياء شعيب بن ميخائيل بن شجر نبي قوم مدين الذي لمدين بن إبراهيم عليه السلام، وهي تقع جنوب الأردن اليوم، أي أنهم عاشوا في جنوب الشام، وقيل أيضًا أنهم كانوا أمة أكثر تطوراً وسبق حضارتهم حضارة أهل صالح عليه السلام.
حيث وجدت بعض الآثار لها، وأن المكان الذي كانوا يعيشون فيه كان موقعًا تجاريًا مهمًا جدًا، لذلك اعتاد أهل شعيب على التجارة والبيع والشراء، وأذلهم الشيطان وجعلهم جشعين وجشعين كثيرًا، لذلك بدأوا في الغش والاستهانة بالميزان والأوزان، وسلكت كل الطرق لجمع المال، عندهم الله تعالى، فلم يعاقبهم الله تعالى بأفعالهم إلا بعد أن أرسل لهم نبيًا ليقودهم إلى الصراط المستقيم، ويتوبوا عن أفعالهم وما اقترفوه من ذنوب لجمع المال والمال. الله اعلم.
قصة دعوة النبي شعيب لقومه
يتعاون أهل شعيب مع الله تعالى، كما استبدلوا عبادته بعبادة نوع من الأشجار التي خلقها الله تعالى على الأرض، وفوق كفرهم زادوا في الذنوب والمعاص، أجبرهم جشعهم وجشعهم على الغش في البيع والشراء، وتقليص البوشل، وقطع طرق القوافل التجارية وسرقتها، وأفسدت أفعالهم التجارة في بلادهم، وانتهى هذا الفساد بالدول الأخرى أيضًا، فأرسل الله – تبارك وتعالى – شعيب عليه السلام ليدعوهم لعبادة الله الواحد، التوبة عن المحرمات، ودفع الأموال المسروقة وإعادتها إلى أهلها.
أنكره قومه وابتعدوا عن دعوته، وأعمى المال رؤاهم ورؤيتهم، آمنت به مجموعة صغيرة من أهل ماديان، ومن المؤكد أن شعيب بدأ ينذرهم ويذكرهم بالناس الذين هلكوا قبلهم، كالصالحين وأهل لوط، لكنهم لم يلتفتوا إلى كلامه، فتكبر عليه قومه ووعدوه برجمه وقتله ومن آمن معه، فأخذ المؤمنين وسار معهم بأمر الله تعالى حتى وصلوا مكة المكرمة واستقروا فيها، وأنزل الله تعالى عذاب القوم الكافرين الذين ينكرون الرسالة، كما عذبهم كما سبقهم وكفرهم، وعذابهم أن يحرقهم جميعاً وخسوف السماء فوقهم، وعقابهم يسمى الارتجاف، وقد جاء ذلك في القرآن الكريم. الله اعلم.
وفاة خطيب الانبياء
عاش نبي الله وخطيب الأنبياء قرابة مائتين واثنين وأربعين سنة، وبعد أن هاجر من المدينة المنورة إلى مكة مع من آمن به، بقي في مكة المكرمة حتى وفاته مع بقية المؤمنين، دفن شعيب في واد سمي على اسمه أي وادي شعيب، وهناك مكان يزوره الناس، ولم يذكر علماء المسلمين أي معلومة عن تاريخ وشرح طريقة وفاته، والله أعلم.