من الشاعر الذي هجا نفسه وامه وزوجته، السؤال الأدبي والشعري من الأسئلة التي تطرح في المسابقات المختلفة، وهو سؤال يحتاج إلى بحث في جوهر الأدب الإسلامي والأدب الجاهلي كذلك للتعرف على هذا الشاعر العربي الذي كتب، قصائد هجاء في نفسه وفي أمه وفي زوجته أيضًا، يهتم بالإجابة على سؤال من الشاعر الذي سخر من نفسه وأمه وزوجته، بالإضافة إلى الحديث عن هذا الشاعر وهجائيه بشكل عام.
من الشاعر الذي هجا نفسه وامه وزوجته
الشاعر الذي هجأ على نفسه ووالدته وزوجته هو الشاعر الحطية، وهو من الشعراء القدامى، وهم الشعراء الذين أدركوا العصر الجاهلي والإسلام، اسمه أبو مليكة، جرول بن أوس بن مالك العبسي، أي من قبيلة عبس المشهورة، عاش الحطاية في العصر الجاهلي واعتنق الإسلام في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، اشتهر في تاريخ العرب بتهمة افتراء أمه وأبيه وزوجته ونفسه.
معلومات عامة عن الحوثية
هو أبو مليكة جرول بن أوس بن مالك العبسي الملقب بين العرب الحُطيَّة. أسلم بعد وفاته بوقت قصير – صلى الله عليه وسلم – ومن المعروف أنه ولد في قبيلة عبس المعروفة قبل الإسلام، يكتب الشعر من أجل كسب قوته، ولكي يدافع عن نفسه بلسانه، يلجأ النقاد إلى سبب هجاءه العديدة إلى نشأته دون عائلة أو دعم أو قبيلة يفخر بها ويلجأ إليها في المحن والشدائد.
ما نسب الشاعر
وقد ورد في سلالة الشاعر المخضرم الحوطية أنه يعود إلى مضر بن نزار، والصحيح الذي ورد في كتاب الأغاني لصاحبها أبو الفرج الأصفهاني أن الأخضر الشاعر الحتيعة من أبناء الزنا، والرجح أن والده أوس بن مالك من قبيلة عبس، ووالدته أمة تسمى الضرعة، وهذا الأمر منع الحطي، آه من الافتخار بنفسه وبنسله، ولهذا لا نفخر أبدًا بشعره، لم يكن يفتخر بنسبه التي لم تكن شريفة لأن والدته كانت أمة غير حرة، ورغم أن الحطائية حاول أكثر من مرة الافتخار بنسبه والاعتزاز به والتشبث بهذه الأنساب، إلا أنه رفضه إخوته من أبيه وتبرأ من إخوته فسب عليهم وتركهم وعاش غريبًا بعيدًا عن أهله.
ما هي نوبات الحطاية
عرفت الحطاية في تاريخ العرب بأنها هجاء متعجرف، وإذا ذكرت السخرية، فلا شك أن الحوطية ذكرت عنده، إنه أكثر العرب يكتب هجاءً، وأكثر من الناس. لقد تهجى على نفسه ووالدته ووالده وزوجته أيضًا، هجاء الحوطية في حياته
الهجاء الهجاء لنفسه
في حديثه عن الشاعر الذي سخر من نفسه أمه وزوجته هجأ الحطاية بنفسه بقصيدة شهيرة بين العرب، يقول الحطاية في نفس الهجاء
قائِلُه اليَومَ إِلّا.
أَرى لِيَ وَجهاً شَوَّهَ اللَهُ خَلقَهُ فَقُبِّحَ مِن وَجهٍ وَقُبِّحَ حامِلُه
الحطاية تهجئة لوالدته
ورد عن الحطائية أنه لفظ أمه، فقال في تهجئتها
تَنَحِّي فَاجْلِسِي عَنِّي بَعِيدًا أَرَاحَ اللَّهُ مِنْك الْعَالَمِينَا
غربال، إذا أوكل إلينا سرًا، وهم فوق مكبرات الصوت لدينا.
حَيَاتُك-مَا عَلِمْت- حَيَاةَ سُوءٍ وَمَوْتُك قَدْ يُسِرُّ الصَّاحِبِينَا
الحطاية تهجئة لزوجته
كما لم تسلم زوجة الحطيعة من هجاءه، فقال في هجاءها الشعر
لها جسم برغوث، وأرجل بعوضة، ووجه مثل وجه القرد، لكنها أكثر بشاعة.
وتلمع عيناها عندما أراها وتتجهم في وجه الفقير وتحزن
ويفتح – لا كان – لذا إذا رأيته، ستجعله يبدو كما لو أن باب النار سيفتح
لم تضحك على الناس أبدًا لكنها اعتقدت أنها كانت أمامهم كلب ينبح ويصرخ
إذا رأى الشيطان صورة وجهها، فسوف يلجأ إليها عند حلول المساء والصباح
وقد أحبت نفسها، لذلك كانت تملح ما أتمنى لو كان شعري مملحًا
عمل الخطية
بعد أن تحدثنا عن إجابة سؤال معلومات عن الشاعر الذي هجأ على نفسه وأمه وزوجته، وذكرنا هجاءه، جمع الرواة عبر العصور التالية شعر الحطاية على أنه الأروع، مما قيل في الهجاء في الشعر العربي، وكذلك أشعاره العديدة التي كتبها في المديح والاعتزاز، واليوم يوجد ديوان واحد من شعر الحطاية، جمعت فيه كل أشعاره في هجاء ومدح، وكبرياء، طُبع هذا الديوان لأول مرة عام 1890 م في القسطنطينية بتركيا، ثم طُبع مرة أخرى عام 1893 م في لايبزيغ، كما طُبع أيضًا في مصر عام 1905 م.
تاريخ وفاة الشاعر الحطية
وروي من كلام الشاعر الحتيعة أنه توفي سنة 30 هـ، وهي السنة المقابلة لعام 650 م وهو تاريخ متوقع غير مؤكد، والحوطية، عاش في الإسلام قرابة 18 عامًا، قبل وفاته، تاركًا وراءه إرثًا شعريًا عظيمًا، للميراث اليد العليا في الهجاء، وهو أحد أشهر وأهم مقاصد الشعر العربي في التاريخ.