من هو قائد معركة القادسية وما هي أسبابها ونتائجها ، لكن من الضروري الحديث عن المعارك في الإسلام قبل كل شيء، المعارك هي التي لم يشترك فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لكن حارب فيها المسلمون بدونه، واكثفت المعارك في أوائل العصور الإسلامية، خاض المسلمون هناك حروبا عظيمة حدثت خلالها فتوحات كبيرة وتحولات كثيرة، ويهتم بذكر أهم المعارك في الإسلام، وذكر قائدها وسيرته الذاتية.

حول معركة القادسية

تعتبر معركة القادسية من أشهر المعارك في عصر الراشدين وتحديداً في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورضاه، لقد كان ضد الفرس الذين ظلموا وظلوا على الأرض، وهزمهم المسلمون عدة مرات في معارك مختلفة، وهذا سبب لهم اليأس والغضب، حيث غزا المسلمون العديد من المناطق التي كانت تحت حكم الفرس، وقعت غزوة القادسية في الرابع عشر من محرم في السنة الرابعة عشرة للهجرة النبوية المباركة.

كانت ساحة المعركة أيضًا بالقرب من القادسية في العراق، واستمرت هذه المعركة أربعة أيام كاملة، انتصر المسلمون عليها بانتصار كبير على الفرس، رغم أن المعركة لم تكن متساوية بين طرفي القتال، إلا أن الإيمان بقلوب المسلمين وثباتهم كان أعظم وأقوى من أعداء الفرس، والله أعان على المسلمين ورحمة وهدى، زودهم بما أرادوا وشتهوا والله أعلم.

من هو قائد معركة القادسية وما هي أسبابها ونتائجها

قائد غزوة القادسية هو الصحابي الكبير سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ورضاه، قبل معركة القادسية، كان الخليفة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قد خرج بجيشه، وخيم خارج المدينة المنورة، قاصداً غزو الفرس ومحاربتهم، إلا أن الصحابي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه نصحه بعدم الخروج لمحاربة نفسه، ولتعيين أحد الصحابة على الجيش لمحاربة الفرس، فأرسل الحليف عمر رضي الله عنه إلى سعد بن أبي وقاص، وعينه على الجيش ليأخذه إلى القادسية لمحاربة الفرس.

وكان عدد المسلمين الذين ترك معهم سعد أربعة آلاف فقط، ثم أرسل عمر بن الخطاب إلى المثنى لينضم إلى جنوده سعد بن أبي وقاص، ثم أمر المرتدين التائبين بالذهاب لمساعدة إخوانهم في المعركة، حيث وصل جيش سعد بعد ذلك إلى ثلاثين ألف جندي، وأما الفرس بقيادة الفارسي رستم جادوه، الذي كان تحت إمرته أكثر من مائة وعشرين ألف مقاتل، ومع ذلك كان المسلمون هم الحلفاء ونصيبهم، هذه المعركة الكبرى كانت لها نتائج كثيرة في صالح المسلمين الله اعلم.

عن سعد بن أبي وقاص

هو الصحابي الكبير سعد بن مالك بن أحيب بن عبد مناف، من أقارب أمينة بنت وهب أم الرسول – صلى الله عليه وسلم – ويعتبر مقام عمه وهو واحد، ممن وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة يوم القيامة، وكان من المقربين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه رضي الله عنهم أجمعين أسلم مع الدكتور أبو بكر الصديق وهو في السابعة عشرة من عمره.

وكذلك كان لسعد رضي الله عنه فضائل وفضائل كثيرة، من بينها أن النبي – صلى الله عليه وسلم – فدى به عن أبيه وأمه، وكان يتفاخر به، قول هذا عمي، فقد كان لسعد مواقف كثيرة مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومنها أنه لما هاجر الرسول إلى المدينة دعا أحد أصحابه لحراسته، فكان سعد بن أبي، جاء وقاص وحرس الليل طوال اللي، اشتهر سعد بحبه الكبير للجهاد في سبيل الله تعالى، وكان أول من رمى السهم في سبيل الله رضي الله عنه ورضاه.

حول سعد بن أبي وقاص في غزوة القادسية

تولى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصحابي الكبير سعد بن أبي وقاص قيادة جيش المسلمين الذي كان متوجهاً إلى القادسية في العراق لمحاربة الفرس، كان سعد رضي الله عنه في قيادة الجيوش الإسلامية، وكانت قراراته المتعلقة بالمعركة كلها نتيجة عقل حكيم وذكاء حاد.

وكان من قراراته الحكيمة أنه اختار موقعاً مثالياً للجيش وحمايته، وكان لهذا الموقع العددي العديد من العناصر، منها أنه كان معزولاً عن أهل بلد العراق، فكان ثقة المسلمين بهم، لم يكن جيدا، كان موقف حصر الفرس في نهر الفرات وسهولة تحركات الجيش الإسلامي، وكذلك من القرارات، أنه أمر بزيادة الحماية على نقاط الضعف في الجيش، واعتماد تكتيك التوغل من أجل الالتفاف حول القوات، لقد حددت نتيجة المعركة.

أبرز أسباب معركة القادسية

كان لمعركة القادسية سبب كبير، وهو أنه في الرابع عشر من محرم من السنة الرابعة عشرة للهجرة، وصل الخبر إلى المثنى بن حارث الشيباني، أن الفرس كانوا يتجمعون لقتال المسلمين في العراق، لذلك وقام بدوره بنقل الخبر إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخذ المسلمون زمام المبادرة، ليخرج التجمع بدوره لقتالهم ويلتقي بهم، وأعلنوا تعبئة عامة وجندوا المسلمين لمحاربة الفرس.

وخرج أمير المؤمنين في الجيش إلى أطراف المدينة متوجهاً إلى العراق للقاء الجيش الفارسي الذي كان تحت إمرة رستم، من المسلمين، وخرج جيش المسلمين إلى القادسية في العراق وسحق الفرس لآخرهم، وأعطاهم الله تعالى نصرًا واضحًا على الفرس وملكهم، والله أعلم.

أهم نتائج معركة القادسية

وقد كرم الله تعالى المسلمين بالنصر العظيم في غزوة القادسية، وسحقوا الجيش الفارسي وقتلوا قائدهم رستم وأسفرت المعركة عن نتائج عظيمةن غيرت حدود العالم الإسلامي وشكل حدوده، وبها كسرت قوة وخوف الفرس في العالم، ومن نتائج معركة القادسية

  • أعلن العديد من القبائل العربية العراقية اعتناقهم الإسلام وتوافدوا على سعد بن أبي وقاص بعد انتهاء المعركة.
  • وبالمثل، اعتنق عدد كبير من الجنود الفرس الإسلام بعد هزيمتهم الكبيرة في المعركة.
  • وسيطرة المسلمين على بلاد العراق كاملة.
  • وكذلك خروج الفرس من أراضي العراق وتقليص نفوذهم في السيطرة على البلاد العربية.
  • إعادة كتابة التعهدات المكسورة من قبل أهل العراق، برغبة المسلمين في إقامة علاقات ودية بينهم وبين شعب العراق.
  • كما كسب المسلمون من هذه المعركة غنائم عظيمة وعظيمة من الفرس. ومن أبرز هذه الغنائم لافتة فارس الكبرى والتي كانت تسمى الدراويش كابيان.

تاريخ وفاة سعد بن أبي وقاص

كانت حياة الصحابي الكبير سعد بن أبي وقاص غزيرة في الإسلام، وكان للعالم الإسلامي بصمات كثيرة، توفي في قصره بالعقيق التي تبعد سبعة أميال عن المدينة المنورة، ودفن في البقيع، وموته في السنة الخامسة والخمسين للهجرة، وهو آخر المهاجرين رضي الله عنهم جميعاً الذين ماتوا.