الدولة الوحيدة التي لم تستعمر ، حيث لجأت الدول عبر تاريخها الطويل إلى الصراعات والحروب للسيطرة وبسط النفوذ وإثبات القوة، لذلك استعمرت الدول القوية الدول الضعيفة، حتى لم يبق في العالم كله كان استعمرت دولة واحدة فقط، ولم يتم احتلالها أو احتلالها من قبل أي دولة أخرى، وفي هذا المقال يخبرنا عن هذا البلد الفريد الذي لم يتم احتلاله أبدًا وأسباب عدم احتلاله.
ما أسباب الاستعمار
قبل معرفة البلد الوحيد الذي لم يستعمر، لا بد من معرفة أسباب الاستعمار، حيث كان للاستعمار عدة أسباب رئيسية، وهي
- أسباب سياسية حيث أدت الثورات الصناعية إلى ظهور حاجة الدول الكبرى للمواد الخام والعمالة الرخيصة، تنافست الدول الاستعمارية فيما بينها للسيطرة على الدول التي امتلكت هذه الخصائص، ونتج عن ذلك حركات استعمارية.
- أسباب دينية وثقافية تجسدت في الحروب الصليبية التي حملت خطابًا دينيًا لصالح الأهداف الاستعمارية، بالإضافة إلى الحملات التبشيرية المسيحية. كانت الكنيسة من أكثر المعجبين بالحملات الاستعمارية.
- أسباب عرقية واجتماعية رأى بعض الناس أنهم أفضل من غيرهم وأن من واجبهم القضاء عليهم والقضاء عليهم. أثرت البنية الاجتماعية أيضًا على الحركات الاستعمارية.
- أسباب اقتصادية حيث سعت الدول المستعمرة لاستغلال خيرات الدول التي ستحتلها، وكذلك تسخير طاقاتها وطاقات شبابها كعمال، والبحث عن المواد الخام النفيسة.
الدولة الوحيدة التي لم تستعمر
الدولة الوحيدة التي لم يتم احتلالها هي دولة ليبيريا في قارة إفريقيا، أو كما يطلق عليها “جمهورية ليبيريا”، وهي دولة تقع في غرب إفريقيا، في جغرافيتها، تحدها سيراليون من الغرب، وغينيا إلى من الشمال وساحل العاج من الشرق، تتميز غابات المنغروف الساحلية، التي يعيش فيها ما يقرب من نصف الغابات المطيرة في غينيا، بمناخ استوائي حار مع هطول أمطار غزيرة، ولغتها الرسمية هي الإنجليزية، وهي الدولة الوحيدة التي لا جذور الصراع الاستعماري الأوروبي عليها، حيث تشكلت، من قبل العبيد المحررين من الولايات المتحدة، بمساعدة جمعية أمريكية، الذين اعتقدوا أن العبيد سيحصلون على المزيد من الحريات والمساواة في قارة إفريقيا، حيث يأتي أصل اسم ليبيريا من كلمة Liberty، والتي تعني الحرية، و بدأت عمليات التحديث في هذا البلد في الأربعينيات من القرن الماضي، وأطاح انقلاب داخل البلاد بالمؤسسة الليبيرية الأمريكية عام 1980 م، لتبدأ حقبة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والحروب الأهلية.
حول تاريخ ليبيريا القديم
لقد تحدثنا سابقًا عن الدولة الوحيدة التي لم يتم استعمارها، وقد يعود السجل التاريخي البشري في ليبيريا إلى القرن الثاني عشر، حيث أدى توسع السكان الناطقين بالغرب من السودان إلى إجبار مجموعات عرقية أصغر على الفرار إلى المحيط الأطلسي، و زاد هذا التدفق البشري بانهيار الإمبراطورية السودانية، وانتشار التصحر في المناطق الداخلية، وبنت الشعوب على طول الساحل قوارب للتجارة مع المناطق الأخرى، وكان سكان هذه المناطق على اتصال بالبرتغاليين، التجار الهولنديون والبريطانيون، وازدهرت التجارة في السلع الأساسية، ثم ساهمت في تجارة الرقيق في وقت لاحق.
تاريخ تأسيس دولة ليبيريا
تأسست ليبيريا في عام 1822، من قبل مجموعة تسمى جمعية الاستعمار الأمريكية، والتي كانت فكرتها إعادة العبيد إلى إفريقيا، حيث أرسلت متطوعين سود لإنشاء مستعمرة للعبيد من أمريكا، والوطن هو الخيار الأفضل للسود، وفي 1847 أعلنت ليبيريا استقلالها وأصدرت أول دستور لها، واستند إلى دستور الولايات المتحدة الأمريكية، وأعطيت البلاد عاصمة مونور وفيا.
عن اقتصاد ليبيريا
اقتصاد الدولة الوحيدة التي لم يتم استعمارها ضعيف للغاية، حيث كان هناك القليل من الصناعة، وكان مصدر الدخل الوحيد تصدير المطاط وخام الحديد، وكذلك السماح للسفن التجارية الأجنبية باستخدام العلم الليبيري للتجارة لأن رسوم الدفع في ليبيريا هي الأرخص في العالم.